منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - قدّموا لي التبريكات " لقد أصبحتُ أراجوزاً "
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-2005, 03:33 PM
  #1
الروفل
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 149
الروفل غير متصل  
قدّموا لي التبريكات " لقد أصبحتُ أراجوزاً "

بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه تسليما كثيراً.

إخوتي وأخواتي الكرام ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


قد يثور مني معشر الرجال وقد تستغرب مني جموع النساء بأن أصف أو أطلب الرجل بأن يكون " أراجوزاًً " ولكن مهلا فأنا منهم ! أي : أحد الأراجيز ! أو أني قررت بأن أكون أراجوزا ! نعم قررت بأن أكون أراجوزا ! ولم لا أكون ! ولا ينعت الرجل نفسه بما يسوئه. ولكن صبرا !

قالها لي صديق ! كن أراجوزا ! بل ربما كان مازحاً حينها ! حينما شكيت له ما أقرأ وأشاهد من القصص المؤلمة والتي بدأ يعج بها منتدانا مؤخراً في حق النساء ، لقد ألتزمت الصمت كثيرا في الفترة الأخيرة واكتفيت بالمشاهدة العابرة لما يطرح من مواضيع ، ولكني والله وجدت نفسي تتحسر ألماً ويسوء الحال بي لما أقرأ وأشاهد حتى وكأني بدأت أشك بأن ما يطرح هو من واقعنا ومجتمعنا المحافظ ، وقلت لنفسي أخرجي من صمتك ! وما عرفت حينها لمن يوجه اللوم !

انزعجت قليلا من صديقي في بداية الأمر وقلت له : كنت أريدك أن تشاركني همي ولكن للأسف وجدتك تسخر مني في ذلك وتلقيت منه الكلمة وقلت له جزيت خيراً على حسن إنصاتك وإفادتك! فهل يعقل أن تطلب مني بعد أن حافظت على كياني وشموخي في مراهقتي تريدني أن أهيف وأخف في عنفوان شبابي ، بل بعد ما أصبحت مسئولا ولدي أسرة تنظر لي وتعتبرني لها قدوة !

وتركته جانباً وبدأت أهيم وأسرح بما يجري! وهل ممكن أن ما يجري الآن ممكن حدوثه ، محاولا ومتجاهلا حدوثه فعلاً.

وبدأت أتذكر قصة بعد قصة في منتدانا العزيز هذا وكيف أصبحت مواضيعه مؤخرا تثير الخوف والرهبة في نفسي ، بل أني أشعر برغبة شديدة في البكاء حينما أرى الإستنجادات وطلب العون والمساعدة من بعضهن ، ولا أريد الخوض في مسميات هذه المواضيع فكفانا أنها حدثت بالفعل ومازالت تحدث ونخشى حدوثها ووقوعها حتى تصبح لدينا من القصص المسلية والتي لا تؤثر بنا بل لا يتعدى تأثرنا بها وقت قراءتها.

تركت صديقي بعد أن قالها : " كن أراجوزاً "

وأخذت أسأل نفسي ، بل وأضحك من زماني الذي يريدني أن أكون ذلك .

أراجوز ،، هل يعقل هذا !

ولكني بدأت أفكر وكنوع من الهروب من الحالة النفسية السيئة التي كنت أعيشها ، بدأت أفكر وأسرح في شخصية الأراجوز . وأخذت أتذكر زمناً مضى والصراعات التي كانت تشاهد بالأفلام العربية القديمة حين كان يظهر الأراجوز في كثير منها.

كثيراً منا ولا يمكنني القول جميعنا بأنهم ينظرون للأراجوز بأنه ذلك الكوميديان الذي يلتف الناس من حوله ليقضوا حينها وقتا ممتعاً مضحكاً ، ونجده يستخدم بعض الأشكال والعرائس للتعبير عن واقع معين أو حالة معينة .

ولكنا كنا نغفل جميعاً بأن هذا الاراجوز كان يقوم بمهام متنوعة وأهداف عديدة كان يستفيد منها فئة من الناس وتتعدد الفئات حسب تعدد الأدوار التي كان يقوم بها والمهام المتنوعة . فكان يخدم أحيانا بعض الشرائح السياسية وأفكارهم وذلك بطرحها بقالب كوميدي . لا يمس فيه أحدهم بسوء وكان يكسب تأييد المعارضين حينها لأنه قام بطرح الفكرة بشكل غير رسمي ومعلن وبشكل مرح تحبه النفوس .

وكان يظهر بعض المشكلات الاجتماعية وما هي الحالة حينها وكيف قام الاراجوز آخر الأمر بتسوية الوضع وتسوية الخلاف بكل مرح وهدوء وذلك كان بحكمة مغلفة بقالب كوميدي لم يفهمه إلا العقلاء من الحاضرين والذي ضحكوا واستفادوا وليسوا من ضحكوا حتى شبعوا ومن ثم ذهبوا وعادوا لما يعانوه بكل بؤس دون حلول وأفكار غير أنهم ينتظرون متى هي الحفلة القادمة لهذا الأراجوز أيضا من أجل التنفيس والضحك لا أكثر .

كل هذا وأنا أسرح في شخصية الأراجوز ، كيف به تارة يكون ذالك السياسي المحنك ويناقش أكبر القضايا الساخنة بكل هدوء وبرود.

وكيف به يكون ذلك المحلل الاقتصادي الكبير ليصف العلل المسببة في الانهيار المالي وكيف ببساطة فكرة وأسلوبه يذكر حلولها .

وكيف به يكون ذلك الزوج الفذ صاحب القلب الكبير والعقل المنير والذي يحتوي امرأته في آخر المشهد من العرض بعد كل الصخب الذي تحدثه له في ذلك المشهد ليستطيع كسبها وإجبارها على تقديم الاعتذار بكل سرور ورحابة صدر.

طال سرحاني في شخصية ذلك الأراجوز ، وبقيت أسرح وأفكر ، وأنا في مكتبي ، مضى علي الوقت وأنا على ذلك ، و لم أشعر بذلك الضجيج من حولي حينها ، حتى قاطعني أحدهم قائلاً يا فلان ما رأيك ؟ فقلت رأيي في ماذا ؟ نسيت حينها أني في مكتبي وكان حينها أحد الزملاء متخاصمان في بعض نقاط العمل كعادتهم ، حتى أراد أحدهم أن يحكّمني و يأخذ برأيي في أمرهم وقال لي ما رأيك ؟ قلت له بصريح العبارة اهدأ وحاول أن تكون أراجوزاً !! حتى نظرا إلي بنظرة المندهش مما أقول !! لم أهتم حينها بأن أوصف لهم ما هو الأراجوز الذي أنا أعرفه من الأراجوز الذي أنتم تعرفونه.



عزيزي الرجل ،، اختصار القول ، كن لامرأتك في بيتك ذلك ألأراجوز.

فكن لها ذاك السياسي المحنك والحاكم العادل والمتفهم والمستمع للأراء بكل حرية وهدوء حتى لا تبحث عن من هو أعدل من حكمك وتضطر للتمرد عليك ، أو للرحيل من ملكك والبحث عن ملك آخر يحتويها بكل عطف وحنان ويسمع وملبياً بذلك لجميع مطالبها !!!

كن لها ذلك الخبير الاقتصادي والذي ينفق المال من أجل عائد أفضل !!!

كن لها ذلك الشاعر والذي ينظم أجمل أبيات القصيد ليروي مشاعرها وعواطفها حتى الوصول لأعماقه ، حتى لا تضطرها لسماع أغنية هابطة تخدش حيائها وعفتها.

كن لها ذلك الرجل الذي يظهر كيانها بكل وضوح في حياته، الذي يظهر ايجابية وجودها وحضورها وسلبية غيابها . اجعلها معك أينما كنت ، لا تكتفي بالقيام بمسؤولياتك وكأنك قمت بواجباتك كاملة. بل اجعلها ظلك وكن ظلا لها . لا تهمّش وجودها و تكفيها وتكتفي منها !! بل كن لها واجعلها لك بئر من العطاء لا ينضب ولا يجف .

كن لها نعم الزوج !! والله ثم والله ستكن لك نعم الزوجة.

أخيراً وليس آخراً ، أعلنها لكم صراحة وبكل فخر واعتزاز ولا ينقصني ذلك شيئاً ! أقولها وبكل ثقة مما أقول ، وأنا بكامل قواي العقلية ، أني سأصبح لحبيبتي في بيتي " [blink]أراجوزاً[/blink] "

نعم سأكن أراجوز ، وأتمنى أن أكون لها نعم الأراجوز. وليغضب من غضب مني ومن تصرفي هذا . ولكنها سياستي الجديدة للتعامل معها . حتى لا أضطرها للبحث عن أراجوز آخر ، لا يكن همه سوى الحصول على المقابل ، عكسي تماماً حيث أني أفعل ذلك حباً ورضا للمهنة.

شكرا لك صديقي العزيز ، فربما كلمة قلتها ، ظاهرها خالف قبولي ، ولكن باطنها سيغيّر مجرى حياتي .

أسأل الله بأن يحفظ علينا زوجاتنا وأن يحفظنا لهم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .