(( 2 ))
مالك أيها القلب..!!! ....ما الذي أصابك...!!!
لم تكتفي بقتل جسد واحد حتى رغبت في قتل اثنين...!!
أنت في ريعان شبابك...وجمالك واعتدالك...
لازال غصن شبابك رطيب...وثوب حياتك قشيب...
عمرك في إقبال...وبين يديك تحقيق الآمال ...
فلم استسلمت لهفوات الشبان... ونزغات الشيطان...؟؟
أنظر إلى ضعفك وهوانك...لمَّا ضعف في الحقيقة إيمانك..
هيا إشعل نور الإيمان...ليضيء لك كل مكان...
وبدد جيوش الأوهام والأحزان..بقراءة القرآن..
وأزل كل ما يعيدك ....مرة أخرى لحبيبك وخليلك..
ولا تكن ممن أجاب داعي هواه... وغرق في بحر صباه..
ولا تغررك لذة الغفلة ... عن قبول مرارة كلام أهل التجربة...
فمر الدواء ....يهون من أجل الشفاء من بلاء الداء...
ومن أحبك نهاك...ومن أبغضك أغراك...
فهيا...بدد سحائب الهموم....
فالهم ظلمة ليس يجلوها إلا الفرج...
وفقد الصبر.... أعظم من مصائب الدهر...
وألم الصد والصبر... أهون من اقتحام هذا الأمر...
وقليل من الأوقات مؤلمة ...خير من حياة زوجية مكدرة...
واترك ما أنت فيه لله رب العالمين...
وسيعوضك خيراً منه ولو بعد حين....
فإن اشتد بك الشوق للحديث واللقاء...
فا نطرح بين يدي الله ... بدعاء صادق وبكاء...
وناده :
(( اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني لحبك
اللهم اصرفني عنه واصرفه عني ....ويسر لنا ما فيه رضاك وسعادتنا ))
أخيراً...
أيها القلب...
أرجو منك المعذرة ...فكلامي فيه ألم إبرة...
ولكن مليئة بتجارب الحياة والخبرة...
فاعتبرني كالنحلة...تذوق شهدها وعسلها ...
وإن آلمتك اللسعة....
واغفر زلت أخيك في مقاله ...
فخاطره ينبو... وقلمه يكبو...وصمته خير من كلامه...
وما خطه لك وكتبه ...لا تعدو وجهة نظر له..
وعفوك عنه من صفات أهل الكرم...وقبولك العذر منه من محاسن الشيم...
محبك
متأمل