منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - بحث في الشلل الدماغي
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2005, 01:45 PM
  #3
احمد شوبير
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 9,213
احمد شوبير غير متصل  
وبما أن موقع هذه الإصابة يكون بعيدا عن مراكز الدماغ العليا فإننا نجد أن المصابين بهذا النوع لا يتأثر أداؤهم العقلي، فمنهم المبدعون في مجالات الطب والعلوم والفنون والآداب.(د. القريوتي، د. السرطاوي، د. الصمادي1995 م)
نلاحظ أن الشلل الدماغي الإلتوائي أو التخبطي يختلف عن الشلل الدماغي التشنجي ففي الشلل الدماغي الإلتوائي تكون أطراف المصاب مرنة مهما بلغت شدة التوتر العضلي بينما في حالة الشلل الدماغي التشنجي فإن أطراف المصاب تكون أكثر تيبسا وصلابة بعد حدوث التوتر العضلي.

 الشلل الدماغي التخلجي ( اللاتوازني )
وينتج عن إصابة المخيخ الذي هو مركز ومنسق حركات العضلات والتوازن وتكون حركات الطفل غير متزنة يسير بخطوات واسعة ويسقط بسهولة وذلك لعدم القدرة على حفظ التوازن، كما أنه يؤدي إلى حركات غير منتظمة في العينين وهذا يؤدي إلى صعوبة التوجيه الحركي المكاني، ويكتشف هذا الشلل عندما يبدأ الطفل في المشي فيمشي ويداه ممتدتان إلى الأمام ليحافظ على توازنه لذا يتم وصفهم بالسكارى.(د. عبيد،1999 م)

 الشلل الدماغي الإرتعاشي
إن هذا الشلل يعتبر حالة نادرة حيث يحدث فيها ارتعاشات لاإرادية وحركات نمطية في الأطراف تتفاوت في شدتها وسرعتها وتظهر هذه الحركات عادة عندما يحاول الطفل القيام بنشاطات هادفة مثل محاولة الوصول إلى شيء ما.(د. الخطيب،1992 م)

 الشلل الدماغي التيبسي
إن الشلل الدماغي التيبسي من الحالات النادرة جدا وهي من أكثر حالات الشلل الدماغي شدة بحيث يكون معها جسم المصاب في حالة تصلب وتشنج وتوتر دائم مما يحول دون حركته وحريته في التنقل، وتتصف هذه الإصابة بانعدام الحركات اللاإرادية وزيادة شديدة جدا في مستوى التوتر العضلي مما يؤدي إلى تشنج الأطراف وبالتالي انقباضها ومقاومتها للحركة وحدوث تشوهات شديدة.(د. القريوتي، د. السرطاوي، د. الصمادي1995 م)
هذا ويتضح لنا أن الشلل الدماغي الإرتعاشي والتيبسي من الحالات النادرة الحدوث ولكن الشلل الدماغي التيبسي يعتبر من أشد أنواع الشلل بينما الشلل الدماغي الإرتعاشي والتخلجي يعتبران من أنواع المتوسطة أي أخف من الشلل التيبسي والذي يعاني منه مصابوه بالتيبس الحاد.





 تصنيف الشلل الدماغي تبعا لشدة الإعاقة
يصنف الشلل الدماغي تبعا لشدة الإعاقة إلى ثلاثة أنواع شائعة ومعروفة وهي:
 الشلل الدماغي البسيط
يعاني الطفل المصاب بهذا الشلل من مشكلات بسيطة لا تستلزم العلاج، فهو يستطيع الاعتناء بنفسه، ويستطيع المشي دون استخدام أجهزة أو أدوات مساندة، وبالتالي فهذه الحالة لا تستلزم تدخل علاجي، لكن الإصابة قد تحد من قدرة الطالب المصاب على الاستفادة من البرامج التربوية العادية، مما يستلزم تزويده بالخدمات التربوية والتي تلبي احتياجاته.(د. عبيد، 2001 م)

 الشلل الدماغي المتوسط
يكون النمو الحركي في الشلل الدماغي المتوسط بطيئا جدا، إلا أن الأطفال المصابين بهذا النوع تتطور لديهم القدرة على ضبط حركة العضلات الدقيقة، ويتعلمون المشي في النهاية باستخدام أدوات مساندة أحيانا، وبشكل عام هؤلاء الأطفال بحاجة إلى الخدمات العلاجية للتغلب على المشكلات المتعلقة بالكلام والعناية بالذات.(البواليز2000 م)

 الشلل الدماغي الشديد
تكون الإعاقة الحركية شديدة جدا، فتحد من قدرة الطفل على العناية الذاتية، والحركة المستقلة والكلام، لذلك فهؤلاء الأطفال بحاجة إلى علاج مكثف ومنظم ومتواصل.(د. عبيد،1999 م)
ونجد من ذلك أن هذا التقسيم البسيط والمتوسط والشديد موجود في أي نوع من أنواع الإعاقة وهذا يدل أن هذا التصنيف شائع في مختلف أنواع الإعاقات ليس فقط لشلل الدماغي، ومما سبق يتضح أن الشلل الدماغي البسيط والشلل الدماغي المتوسط يمكن للطفل المصاب بأي واحد من هذين الشللين أن يؤدي المهام الموكلة إليه وقادر على أداء حاجاته بشكل طبيعي مع أنه يوجد بعض الاختلافات البسطة بين الشلل الدماغي البسيط والمتوسط في أن الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي المتوسط يكون النمو الحركي لديهم بطيئا جدا ويتعلمون مهارة المشي باستخدام أدوات مساندة في بعض الأحيان ولكنهم يستطيعون القيام بأداء أدوارهم وإشباع حاجاتهم بصورة طبيعية. ونجد أن المصابين بالشلل الدماغي الشديد تضعف لديهم القدرة على أداء أدوارهم واشباع احتياجاتهم وهم يكونون بحاجة إلى علاج مكثف ومنظم ومتواصل. الإعاقات المصاحبة لشلل الدماغي
إن التف المخي الوظيفي والذي ينتج عنه الشلل الدماغي يمكن أن يسبب أشكالا أخرى ومختلفة من الإعاقات ليس فقط العجز الحركي وإنما أيضا يؤدي إلى اضطرابات فمية- سنية، الإعاقة العقلية، الإعاقة السمعية، الإعاقة البصرية، واضطرابات التواصل، وأخيرا صعوبات التعلم وسوف نستعرض كل نوع من هذه الإعاقات بشرح بسيط.

1. الاضطرابات الفمية- السنية
إن الأطفال المشلولين دماغيا قد يعانون من أشكال مختلفة من الاضطرابات الفمية السنية ومنها:
 صعوبات في البلع بسبب ضعف عضلات البلعوم، وهذه الصعوبات قد ترتبط بتناول السوائل أو المواد الصلبة.
 صرير الأسنان.
 تسوس الأسنان.
 سيلان اللعاب بكميات كبيرة.(البواليز2000 م)
2. الإعاقة العقلية
الإعاقة العقلية هي انخفاض ملحوظ في مستوى الأداء العقلي العام، يصحبه عجز في السلوك التكيفي يظهر في فترة النمو. يمكن أن يصاحب الشلل الدماغي إعاقة عقلية ولكن ليس ضروريا أن تحدث هذه الإعاقة لدى كل شخص مشلول دماغيا وتشير الدراسات أن 25% من حالات الشلل الدماغي لديهم إعاقة عقلية، كذلك إن شدة الإعاقة ليس لها علاقة بحدوث الإعاقة العقلية فقد تكون حالة الشلل الدماغي شديدة بدون حدوث إعاقة عقلية أو تكون بسيطة مع وجود إعاقة عقلية ولذلك فإن حدوث الإعاقة العقلية مرتبط بموقع التلف في الدماغ، وإن الغالبية العظمى من حالات الإعاقة العقلية لدى الأطفال المشلولين دماغيا من المستوى البسيط.(د. عبيد، 2001 م)
ونلاحظ من ذلك أن شدة الإعاقة في حالات الشلل الدماغي ليست لها علاقة بحدوث الإعاقة العقلية وإنما ذلك يعتمد على موقع الإصابة في الدماغ، وكذلك إن الغالبية العظمى من هؤلاء المشلولين دماغيا لديهم إعاقة عقلية بسيطة أي أنهم قادرين على أداء احتياجاتهم مع بعض المساعدة والإشراف من الآخرين وقادرين كذلك على التعلم.

3. الإعاقة السمعية
من المشكلات التي تواجه القائمين بتشخيص أو علاج حالات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، ما إذا كان للتلف قد أثر على حالة السمع، وقد دلت الدراسات أن الإعاقة السمعية بين الأطفال المصابين بالشلل الدماغي ليست شائعة كالإعاقة البصرية حيث تبلغ نسبتها حوالي 15- 25%، وهذه المشكلات أكثر شيوعا لدى الأطفال المصابين بالشلل التخبطي.(د. عبيد،1999 م)



4. المشكلات البصرية
يعاني حوالي 50% من الأطفال المشلولين دماغيا من مشكلات بصرية منها:
 خلل في عضلات العين ومنها الحول خصوصا الحول الداخلي حيث تبلغ الإصابة به حوالي 30%، إضافة إلى ذلك فإن عددا غير قليل من هؤلاء الأطفال يعانون من الرأرأة وهي حركات لا إرادية متواصلة في العين.
 أخطاء الانكسار، وهي الأكثر شيوعا لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي التشنجي وهي عدة أنواع منها طول النظر وقصر النظر.
 المشكلات المرتبطة بالإدراك البصري وتتمثل في صعوبة التمييز البصري والتآزر البصري- الحركي، والتمييز البصري للشكل والخلفية.(د. الخطيب،1992 م)

5. اضطرابات التواصل
إن الشلل الدماغي كما هو معروف يحد من القدرة على ضبط العضلات، حيث إن نسبة كبيرة من الأطفال المشلولين يعانون من مشكلات مختلفة تتصل بالكلام واللغة وذلك نتيجة لضعف العضلات المسؤولة عن الكلام، وتقدر هذه النسبة بحوالي 50%، وتأخذ مشكلات اللغة والكلام أشكالا عديدة منها:
 عسر الكلام.
 الحبسة.
 تأخر الكلام.
 عدم القدرة على اختيار الكلمات المناسبة وتنظيمها.(البواليز2000 م)

6. صعوبات التعلم
تبلغ نسبة الأطفال المشلولين دماغيا والذين يعانون من صعوبات التعلم حوالي 15- 20% ، وهذا المصطلح يشير إلى اضطراب في بعض العمليات النفسية الأساسية اللازمة لفهم اللغة واستخدامها مثل نقص القدرة على السمع، التفكير، الكلام، القراءة، الكتابة، التهجئة، الحساب، ويطلق على صعوبات التعلم مصطلحات أخرى مختلفة منها: التلف الدماغي البسيط، والإعاقة الإدراكية والإعاقة التعليمية.(د. الخطيب،1992 م)
هذا ونستخلص مما ذكر سابقا بأن الشلل الدماغي لا يؤثر على النمو الحركي فقط، بل يؤثر على مظاهر النمو الأخرى أيضا، لذلك يسمى الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي الأطفال ذوي الإعاقات المتعددة، ومن هذه الإعاقات المصاحبة لشلل الدماغي كما ذكرنا سابقا الإعاقة العقلية وهي انخفاض ملحوظ في القدرات العقلية العامة يصحبها قصور في السلوك التكيفي يظهر في مرحلة النمو، وكذلك الاضطرابات الفمية- السنية وصعوبات التعلم، كما تعاني نسبة كبيرة منهم من مشكلات بصرية مثل الحول، الرأرأة، قصر النظر وطول النظر، ويعاني الأطفال المصابين بالشلل الدماغي من إعاقة سمعية وهذه الإعاقة شائعة لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي التخبطي.

__________________
لا يوجد شىء اسمه صعب ، ولا يوجد شىء اسمه مستحيل ... نحن من نصنع الصعب والمستحيل