الوقاية من الشلل الدماغي
من الممكن التقليل من الإصابة بالشلل الدماغي وذلك باتباع الأساليب الوقائية والتي تتم في ثلاثة مستويات وهي:
المستوى الأول
هدف البرامج الوقائية هو الحيلولة دون حدوث الضعف الجسمي وتتمثل الإجراءات الوقائية فيما يأتي:
الرعاية الصحية العامة للوالدين، وخصوصا الأم قبل الولادة وفي أثنائها.
التثقيف الصحي من قبل مراكز الأمومة والطفولة ووسائل الإعلام المختلفة حول صحة الحامل وتغذيتها.
إجراء الفحوصات المخبرية الأساسية لكل حامل.
إجراء الفحوصات الطبية بالنسبة للمقدمين على الزواج من قبل لجان طبية تعينها وزارة الصحة والتأكد من عدم وجود أمراض وراثية.
التلقيح ضد الالتهابات البكتيرية والفيروسية المختلفة مثل التلقيح ضد الحصبة الألمانية.(د. عبيد،1999 م)
المستوى الثاني
تهدف الإجراءات الوقائية في هذا المستوى إلى الحيلولة دون تحول الضعف الجسمي إلى عجز، ويتحقق ذلك من نتائج الضعف أو التعويض عنها لدى الأطفال الذين عانوا من صعوبات معينة في أثناء عملية الولادة والأطفال الخدج أيضا، وتشمل هذه البرامج على المستوى الطبي ( الأدوية والجراحة)، وكذلك حماية الطفل من الإصابات والأمراض بالإضافة إلى الرعاية الصحية المتواصلة في حالة انخفاض مستوى السكر في الدم، وارتفاع الصوديوم.(البواليز2000 م)
المستوى الثالث
وأخيرا نصل إلى المستوى الثالث من الوقاية والذي يهدف إلى الحد من القيود الوظيفية التي تنجم عن حالة العجز، وذلك للحيلولة دون حدوث الإعاقة، وتشمل هذه الإجراءات الإرشاد والتوجيه والتربية الخاصة والتأهيل وتعديل اتجاهات الأسرة والمجتمع، وتوفير فرص النمو الاجتماعي وتوفير الأدوات والمعدات المساندة، والعلاج الطبيعي والعلاج المهني والعلاج النفسي.(البواليز2000 م)
مما سبق يتضح أنه من الممكن تلافي الإصابة بالشلل الدماغي أو التقليل من مضاعفاته وذلك من خلال الإجراءات الوقائية المختلفة والتي إذا التزم بها الأفراد استطاعوا أن يتجنبوا الإصابة بالشلل الدماغي، ولذلك فيجب خصوصا على الأم الحامل أن تعتني بنفسها سواء عن طريق التغذية الجيدة أو الابتعاد عن الأشعة الضارة أو عدم تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب وعدم التدخين وغيرها، وبالتالي سوف يؤدي هذا إلى سلامة جنينها من إصابته بأي نوع من الإعاقات المختلفة، وأما المستوى الثاني فيجب حماية الطفل من الأمراض حتى ولو أصيب بها يجب الاهتمام به عن طريق إعطائه الأدوية ومراجعة الطبيب حتى لا يؤدي ذلك إلى مضاعفات تؤثر على جميع جوانب نموه، أما المستوى الثالث فإذا أصيب بالعجز فيجب أن نقوم بتأهيله وتوفير له العلاج المناسب والبرامج التربوية المناسبة.
البرامج التربوية والتأهيلية لذوي الشلل الدماغي
إن خدمات التأهيل تشتمل على سلسلة من الخدمات المنظمة في الجوانب التربوية أو الطبية أو النفسية أو الاجتماعية أو المهنية، وتهدف هذه البرامج إلى تنمية قدرات الفرد ومساعدته في الوصول إلى أقصى درجة ممكنة من الاستقلالية على المستويين الشخصي والمهني.
إن هؤلاء المصابين بالشلل الدماغي يحتاجون إلى برامج متخصصة ومعدلة بهدف تحسين أداء الفرد في الجوانب النمائية المختلفة التالية: الحركية، والعقلية، والاجتماعية، والانفعالية، والمهنية، ومهارات التواصل والعناية بالذات. ولذلك عندما نريد تطوير أو تعديل هذه البرامج لابد أن نقوم بتقييم الفرد بشكل شامل عن طريق الاستفادة من فريق التقييم المتعدد التخصصات وذلك لتحديد مستوى أدائه وميوله وقدرته المهنية.
وتوفير هذه البرامج المتخصصة تساعد على توفير البدائل التربوية المختلفة والملائمة لكل حالة فردية وكذلك توفير الخدمات المساندة سواء أكانت طبية أو علاج طبيعي أو وظيفي، أو أجهزة تعويضية أو غيرها…
يمكن إجراء تعديلات في الجوانب والموضوعات التي تخص المنهاج الدراسي وبيئة التعلم بحيث يتم تعديل:
المنهاج الدراسي بشكل يلبي حاجة الطفل ويضيف في نفي الوقت مهارات أساسية تتضمنها المناهج المقدمة للأفراد العاديين.
بيئة التعلم وذلك لأن المصابين بالشلل الدماغي يحتاجون إلى توفير بيئة تختلف عن البيئة الطبيعية التقليدية، مثل إجراء التعديلات الضرورية للبيئة الصفية والمدرسية، والأثاث المدرسي والأجهزة المساندة والمواد التعليمية ووسائط النقل والمواصلات.
وتعتبر الخدمات المساندة( خدمات العلاج الطبيعي، والوظيفي والمهني) من أكثر البرامج أهمية وذلك نظرا لطبيعة الإصابة والآثار السلبية المترتبة عليها، وهذه البرامج تركز على ضرورة التدخل المبكر سواء أكان في تشخيص الحالة أو معالجتها أو التخفيف من مضاعفاتها عن طريق خفض مستوى التوتر العضلي والحركات اللاإرادية إلى أكبر درجة ممكنة ومحاولة الوصول إلى المستوى الطبيعي ما أمكن.(د. القريوتي، د. السرطاوي، د. الصمادي1995 م)
يدل هذا على أهمية تلك البرامج التربوية والتأهيلية المقدمة لهؤلاء المعاقين والتي تؤدي إلى تنمية قدرات الفرد من جميع النواحي لتجعله قادرا على العيش باستقلالية في المجتمع الذي يعيش فيه وهذا يعتمد بدرجة كبيرة على مدى توفير تلك البرامج من قبل الدولة واهتمامها بتطوير وتحسين تلك البرامج وكذلك على مدى تقبل الفرد لاستخدام تلك البرامج فهناك كما نعرف أنه بعض الأشخاص يخجلون من إعاقتهم فنراهم في المنزل انطوائيين يشعرون بالدونية والخجل من الظهور إلى الناس وهذا يعتمد على مدى تقبل المجتمع لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة ولذلك يجب تغيير تلك الاتجاهات من قبل الأسرة والمجتمع ومن ثم توفير البرامج والخدمات التربوية والتأهيلية للأفراد المعاقين الذين يمتلكون مواهب وقدرات إبداعية لكي يستغلوا قدراتهم وينموا مواهبهم فيما يعود عليهم بالنفع العام.
وكما هو معروف لدينا بأن الأساس الذي يعتمد عليه العلاج الحركي للأطفال هو قاعدة التطور الحسي الحركي لدى الأطفال خلال سنين حياتهم الأولى، وهناك عدة طرق متطورة في مجال العلاج الطبيعي تعتمد أساسا على هذا الأسلوب وتسمى النماذج العلاجية الحس حركية ومن هذه النماذج:
طريقة بوباث
هذه الطريقة ينبثق أصلها من منحنى التطور العصبي النمائي وتعتمد أساسا على منع الحركات غير المرغوب فيها وتسهيل الحركات المطلوبة وتتم المعالجة على مراحل متسلسلة من الخبرات الحس حركية وتزداد تعقيدا شيئا فشيئا بهدف تعليم الطفل مهارات حركية جديدة.
طريقة دومان_ ديلاكتو
تستند إلى العلاج الانعكاسي العصبي العضلي، وتعرف هذه الطريقة بطريقة التنميط حيث إن الحركة تعتمد على أنماط معينة من النشاط العضلي وليس على استجابات عضلية فردية حيث يتم تطوير وتنمية الأنماط الحركية المعقدة عن طريق تطوير الأنماط الانعكاسية.
الطريقة الشرقية ( الفوتيا )
وتعتمد على ردود الفعل اللاإرادية وقنوات الطاقة في الإنسان عن طريق الضغط على نقاط وأماكن محددة في الجسم تؤدي إلى حث المستقبلات الداخلية لدى الطفل للحصول على الحركة، غير إن هذه الطريقة غير محببة لدى الكثيرين لكونها تسبب الألم والبكاء للأطفال.
__________________
لا يوجد شىء اسمه صعب ، ولا يوجد شىء اسمه مستحيل ... نحن من نصنع الصعب والمستحيل