سلوكك يحدد نفسية أبناءك .. فاختر أي نفسية تريد ...!(1من3)
سلوكك يحدد نفسية أبناءك .. فاختر أي نفسية تريد ...!(1من3)
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يلاحظ الوالدان تغيراً ما في سلوك طفلهما فسبب ذلك قد يكون عدم تكيف الطفل مع بيئته الداخلية ( الأسرة ) أو البيئة الخارجية ( المجتمع )
وتتنوع مشكلات الأطفال تبعاً لعدة عوامل قد تكون جسمية أو نفسية أو أسرية أو مدرسية ونظراً لأهمية مرحلة الطفولة باعتبارها حجر الأساس لبناء شخصية الإنسان مستقبلاً ولها دور كبير في توافق الإنسان في مرحلة المراهقة والرشد فقد أدرك علماء الصحة النفسية أهمية دراسة مشكلات الطفل وعلاجها في سن مبكرة قبل أن تستفحل .. وقد تبين من دراسة الباحثين في علم النفس أن توافق الإنسان في المراهقة والرشد مرتبط إلى حد كبير بتوافقه في الطفولة.. وفي هذه الصفحات نقدم لكم عدة مشاكل نفسية تواجه المربين مع أبنائهم وتقدم لها التشخيص والإرشاد، الاستشارية النفسية د. هيفاء عبد السلام.
ضياع بين الأم والأب
أعيش بين أبوين منفصلين وإن كانا يعيشان معاً لكن للأسف فأنا أعيش مع أمي وأبي في بيت واحد وأنا الكبرى بين إخواني وأخواتي وأبلغ من العمر 18 عاماً، كثيراً ما يتخاصم والداي ولا يكلم أحدهما الآخر مدة طويلة من الزمن إلى أن يهديهم الله أو يتدخل أحد من أهل أمي، المشكلة هي أنني أتوتر نفسياً عندما يحدث خلاف بينهم وأظل أبكي طوال الليل، ولا أجلس مع أي من والدي خشية أن يتفوه أحدهما بكلمة يسيء بها إلى الآخر، إضافة إلى أنني أتجنب زيارة الأهل سواء من طرف الأب أو الأم لكي لا يتحدث أحد عن هذا الموضوع الذي يزعجني جداً، وعندما يتخاصمان يرسلاننا نحن الأبناء لنقل الكلام بينهما ولا يكون كلاماً عن المشكلة بل عن الطلبات والواجبات والأمور الحياتية، هذه المشكلة تجعلني أحس بالنقص أو بأن كل الناس وخاصة من أراهم من صديقاتي وأهلي يعيشون في أمن نفسي وعاطفي.
أنت تملكين الحل لمشكلتك
عزيزتي.. أولاً أريدك أن تعلمي أنني لا أملك عصا سحرية ولكني أملك الثقة بالله تعالى ومن ثم بك وبقدرتك على الخروج من تلك الأزمة العابرة بمشيئة الله.
دعيني أتسلل برهة إلى عقلك الواعي وأستعير شيئاً من أفكارك التي تحتوي مشكلتك:
الخلافات بين والديك لا نهاية لها، وجود تلك الخلافات يؤثر على نفسيتك واستقرارك الأسري، لديك شعور بالذنب تجاه والديك لعدم قدرتك على تحسين الأمور بينهما، ولديك شعور آخر بالنقص تجاه الآخرين لأنهم يعيشون في أسر أكثر أماناً واستقراراً، كما يساورك شيء من الخجل تجاه أسرتك لأنهم بمشاكلهم يسيئون إليك أمام الآخرين.
لا عجب أن تنتهي إلى الانسحاب والانزواء إذا كنت تحملين ذلك الكم من الأفكار السلبية.
الآن دعينا نغّير قليلاً من أفكارك ونسرد المشكلة بطريقة أخرى: لا تكاد تخلو أسرة من الخلافات الأسرية والتي قد يحلو للبعض أن يطلق عليها بهارات الحياة، ويشاء الله أن يصيب أسرتي حظ من تلك الخلافات والمناوشات من حين لآخر، لا أسمح للشعور بالذنب أن يتسلل لداخلي لأنني أعلم أني والديّ راشدان ومسؤولان عن أفعالهما، وقد يحزنني أن أستخدم من قبلهما كوسيلة اتصال ولكنني أجدها فرصة لملاطفتهما ببعض الرسائل المفبركة والتي قد تضفي جواً من المرح والحب بينهما، كما أستشعر الثقة التي يولياني إياها من خلال إشراكي بمشاكلهم وخلافاتهم والتي رغم كثرتها لم تؤثر على دراستي وتفوقي فيها وقدرتي على الوصول إلى المرحلة النهائية من الثانوية العامة.
عزيزتي
إن ما أرمي إليه هو أن أفكارنا تؤثر على نفسياتنا ومن ثم سلوكنا.. أنت تملكين الحل لمشكلتك متى ما ملكت القدرة على التحكم في أفكارك وتوجيهها نحو النظرة الإيجابية التفاؤلية.. اجعلي من الأحداث قوة تدفعك إلى الأمام ولا تجعلي الآخرين بنظراتهم ولمزاتهم يتحكمون في مشاعرك وأفعالك فيدفعونك إلى اليأس والانزواء.
أما والداك فأعتقد أنهما بحاجة للاستعانة بمتخصص في الشؤون الأسرية ولتجدي من أخطائهم دروساً وعبراً لك في حياتك المستقبلية الأسرية إن شاء الله.
عصبية أبنائي
أعاني من عصبية أبنائي والتي نتجت للأسف من عصبيتي وكذلك والدهم وأحاول أن أسيطر على نفسي لكن لا أستطيع دائماً، فابني البالغ 11 سنة يحاول أن ينرفزني عندما لا أوافق على ما يريده وأيضاً ابني الصغير 6سنوات بدأ يتبع نفس الأسلوب. أرجو أن تساعديني في إيجاد طريقة لتهدئة نفسي وأبنائي فلا أريد أن يعانوا ما عانيته من هذا الطبع المزعج. رغم أني أنا وأبنائي نتميز بالهدوء خارج المنزل أما في المنزل فلا يوجد هدوء مطلقاً.
*
*
*
مجلة ولدي العدد (61) ديسمبر 2003 ـ ص: 42
ترقبوا الجزء الثاني