يتبع
ومن المهم أن نعرف أن سلوك الطفل في هذا العمر لا يأخذ المعني الجنسي بالمفهوم الذي نعرفه نحن الكبار، وإنما قد لا يتعدي أكثر من الشعور بالمتعة والراحة والاسترخاء من لمس أعضائه، وبدون وجود أي بعد نفسي أو اجتماعي أخر.
أو قد تأخذ المشكلات السلوكية عند الطفل طابعاً جنسياً، والذي غالباً ما يكون عبارة عن اللعب الجنسي مع غيره من الأولاد، والعادة أن يبدأ الولد الكبير بتعليم الصغير من باب " التجربة " ولابد هنا من انتبها الأهل إلي تصرف الأخوة والأخوات الصغار داخل الأسرة، أو سلوك من يعيش مع الأسرة من الأقارب، أو حتي الخدم.
ويتجاوز معظم الأطفال هذه المرحلة بسلام ومن دون مشكلات سلوكية أو عاطفية أو نفسية، حيث يتعلم الطفل الضوابط الاجتماعية لما هو مقبول القيام به أمام الناس، وما هو غير مقبول، ولكن عندما يتعرض بعض الأطفال لأمر مزعج أو مقلق، كخلاف داخل الأسرة أو بين الوالدين،الانتقال لمنزل آخر، فقد يتراجع الطفل إلي سلوك أو عادة قام بها في صغره، وكانت تشعره ببعض الأمن كمص الإصبع أو لمس الأعضاء التناسلية، ولذلك نجد الطفل أحيانا يعتاد حركة معينة أو سلوكاً ما يكرره مرات ومرات ومرات .
وأريد أن أشير إلي المحاولات الجيدة التي قامت بها الأم هنا مع ابنتها، كمحاولة جذب انتباهها لأعمال أخرى، وإلباسها بعض الملابس الثقيلة، ولكن هذه الطرق يبدو أنها لم تفد كثيراً، فما هو العمل الآن ؟ … لذلك أنصح بالأمور التالية :
1- نعم الاهتمام بهذه المشكلة، ولكن من غير أن نظهر للبنت القلق الشديد أو الانزعاج الكبير، ونحاول أن لا نزيد للمشكلة مشكلة نفسية أو عاطفية أخري.
2- لنحاول أن ننظر للأمر لا علي أنه مشكلة جنسية، وإنما مجرد سلوك أو عادة غير حسنة، كمثال مص الإصبع، مع اختلاف الفارق طبعاً بين الأمرين من الناحية الاجتماعية.
3- أن لا نعطي الطفلة كل الانتباه عندما تقوم بهذا السلوك وإنما نحاول تجاهله قدر الإمكان، وإن كنت اعلم صعوبة هذا علي الوالدين. مكافأة الطفلة عن السلوك الحسن، فعندما تمر ساعات مثلاً من غير إن تلمس نفسها بهذا الشكل، يمكن أن يقال لها أنها اليوم تصرفت بالطريقة الحسنة ويمكن أن تقدم لها الأم كلمة طيبة تنم عن الشكر، أو شيئاً مادياً تحبه كلعبة صغيرة. او قضاء وقت معها في اللعب أو تحكي لها حكاية.
4- تؤكد الأم للطفلة وتطلب منها بوضوح وحزم ( مع اللطف ) بأن هذا السلوك قطعاً غير مسموح به خارج المنزل أو أمام الناس، إذا قامت به خارج المنزل، فيمكن أن تحرم من الخروج في اليوم التالي، يجب أن تشعر البنت هنا أن عملها هذا خارج البيت أو أمام الناس لا يمكن أن يقبل أبداً من الوالدين .
5- تحاول الأسرة إزالة أي إشكال أو خلاف بين الزوجين أو داخل الأسرة، مما قد يسبب التوتر والقلق عند البنت، وإذا كان لابد من النقاش والأخذ والرد بين الوالدين، فليكن بعيداً عن الأولاد.
6- لتستمر الأم فيما تقوم به من جذب انتباه البنت إلي أعمال وأنشطة أخري إيجابية تشغلها، كالألوان والرسم، أو الألعاب المسلية المختلفة .
7- لا أنصح بتخويف البنت بأمور مخيفة كأن تصاب مثلاً بالمرض، أو كحرق أصابعها بالنار أو ما شابه ذلك، مما قد يستعمله بعض الناس، فهذه من شأنها أن أن تزيد من قلق البنت وتوترها بالضرورة نم هذا السلوك.
8- تشجيع البنت علي معاشرة الأطفال الذين في مثل عمرها لتلعب معهم، فهذا من شأنه أن يساعدها علي اكتساب العادات الحسنة من السلوك، والتخلي عن العادات غير الحسنة
منقوول للفائدة