بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الأخ الكريم
السلام عليكم
قرأتُ ما تفضلتَ بتسطيره من مشكلتك مع زوجتك، وقرأت كل ردود الإخوة والأخوات أكرمهم الله جميعاً
أخي الكريم ،، أوجه إليك نصيحتي :
أنت أمام مفترق طرق ، وما أرى أمامك إلا 3 خيارات :
1 - أن تفني عمرك بالشكوى والتألم
2 - أن تتزوج من أخرى
3 - أن تتخذ قراراً جدياً بالصبر واحتساب الأجر على الله وأن هذه الدنيا كلها لحظة، وادخر صبرك للآخرة
ولا أرى لك خياراً رابعاً لمشكلتك أخي الكريم
وأريد أن نتناقش سوياً في الخيارات الثلاث ،،،
أما الأول
فهو ليس بالحل، لأنه سيؤدي إلى انفجار، ويصاحبه التردد والذبذبة ودوامة البحث عن حل و و و إلخ
لذلك فليس هو بالخيار الذي تبقى عليه
أما الثاني
هو حل جيد، ولكن فيه مشاكل، فما يدريك أن من ستتزوجها لن تكون بمثل حال زوجك، وواضح أن زوجتك تعاني من (خلو الشهوة) أو ما يسمونه (البرود الجنسي) ولا أحب هذه التمسية، فدعنا نقول بكل أدب هو خلو المرأة من شهوة الميل إلى الرجل.
فما يدريك أن الزوجة الثانية لن تكون مثل الأولى ؟
وما يدريك أن الزوجة الثانية لن تكون أضعاف شهوتك، فتصبح في نظرها أنت عاجزاً ؟
وربما تكون طبيعية مناسبة
إذاً قرار الزواج من ثانية أمر فيه شيء من المقامرة، وفي النهاية يجب أن ترضى بنصيبك الذي ستجده بانتظارك والذي لن تعرف حقيقته إلا بعد الزفاف حيث لا رجعة إلا بالطلاق
أضف إلى ذلك أن هذا سيجعل زوجتك الأولى حزينة جداً، وربما تضاعف الحزن فتحول إلى شحناء، وربما بغضاء، وحينها ستتحول حياتك إلى نار مستعرة
وبما أن زوجتك حسنة العشرة، طيبة، فأنا لا أشجعك على الزواج من الثانية
أما الثالث
وهو الصبر !!
أخي تذكر معي قصة نبي الله يوسف عليه السلام، حين أخذه إخوته ليلعب ويلهو معهم، فرموه في البئر ورجعوا إلى أبيهم (يعقوب عليه السلام) عشاءً وهم يبكون، بل يتباكون، وقالوا له أن الذئب أكله
كيف تقبل الأب النبي هذا الخبر ، تعال معي نقرأ في كتاب الله :
{ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }
فنبي الله يعقوب كان عارفاُ أن أبناءه يكذبون ولكنه قال لهم : (( فصبر جميل ))
لم يقل (فصبر) ، بل قال (فصبر جميل)
فما أحلى أن يكون الصبر جميلاً ، والجمال هنا هو الرضا التام بقضاء الله عز وجل، وأن تعامل المصيبة وكأنها نعمة، لأنها في حقيقتها اختبار، فإن نجحت فيه فزت بالدرجات العلى في جنات الرحمن
أخي الكريم
ما رأيك أن تجعل من صبرك على زوجتك نافلة ً تتقرب بها إلى الله عز وجل، فتكرم زوجتك رغم تقصيرها غير المتعمد، وتحسن عشرتها وتصبر على ألم الهجر ولم الحاجة إلى إشباع هذا الميل الفطري، وتخيل دائماً أخي الكريم لو كان الحال معاكس
هي صحيحة مكتملة الشهوة، وأنت معتل لا تجد في نفسك أي ميل لهذا الأمر
فهل ستنتظر منها أن تسئ معاملتك أو أن تطلب الطلاق منك لتتزوج غيرك !!
ماذا سيكون شعورك حينها ؟
الألم الشديد
صدقني أخي الكريم
كل هذه الدنيا لا تساوي شيء مقابل دمعة تسقط في الليل من عين مسلمة عفيفة
أخي الكريم
زوجتك ابتلاها الله بعدم وجود الميل للرجال، هذا واضح من وصفك للمشكلة
وزجتك في النهاية مسلمة
وعفيفة
وحسنة العشرة معك
وعندما صارحتها برغبتك بالزواج من أخرى أجابتك بدموع الألم ولم تعارض
فما رأيك أخي أن تتخذها أختاً لك ؟
اجعلها أختك التي تصبر على هجرها وتقصيرها (غير المتعمد)
اجعل الحنان والرفق هو سيد العرقة بينكما، اكسب قلبها ولا يهمك بقية الجسد
واجعل كل هذا خالصاً لوجه الله
لا تعيّرها يوماً بهذا الأمر ، فهي مريضة، وذلك من أمر الله
أخي الكريم
تاجر مع الله
صل له وقل له : يا رب سأصبر عليها، وسأحسن معاملتها، وتقبل عملي واجزني عليه خيراً
ابك لله، واقترب منه، وادعه أن يتقبل صبرك على زوجتك
صدقني غيرك مر بالتجربة، وعاهد الله على الصبر، وكم كان هذا الإله كريماً معه
مهما تحدثتُ فلن أصف لك كرم ربي، اصبر أنت وعاهده على ذلك وانظر كيف سيكرمك الله الكريم الرحيم العظيم
وآخر حديثي لك أخي الكريم
تذكر قول الله عز وجل :
( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )
الصابر يوفى جزاؤه بغير حساب .. بغير حساب .. لا تنسى .. بغير حساب
والسلام عليكم ورحمة الله
التعديل الأخير تم بواسطة ساحلي ; 27-09-2005 الساعة 04:07 PM