أخي وجه الخير ... بصراحة لقد أحرجتني بأخلاقك العالية وذوقك الرفيع وأنا آسف على التأخير ولكن كان ذلك بسبب انشغالي والسبب الآخر لقد كنت ادخل الموضوع ولم أجد تفاعل من صاحب الموضوع مع الردود فقلت ربما حبسه حابس فانتظر قليل ثم أضيف التجربة ..
على العموم لا أحب أن أطيل عليكم ولكن سوف أسرد لكم تجربتي المتواضعة وأسأل الله أن ينفع بها ..
عندما كنت طالب في الصف الثالث الثانوي .. كان مدرس الفقه يحثنا على الزواج المبكر وكان يضرب لنا أمثلة من السلف بمن تزوجوا وهم في مثل أعمارنا بل أن الواحد منهم قد يكون قد ثنى وثلث فكيف بنا ونحن رجال لم نفكر أو نقدم على هذه الخطوة بالإضافة إلى تشجيع مسؤل التوعية الإسلامية على ذلك الأمر
في تلك الفترة بدأت أفكر في الموضوع وبدأ يشغل بالي وبعد تفكير عميق قلت في نفسي مالمانع في أن أخبر الأهل برغبتي في ذلك فبدأت مرة بالتلميح ومرة بالتصريح ومرة أذكر قصة فلان من الناس وأنه تزوج مبكراً وهكذا إلى جاء الوقت المناسب وأخبرت أهلي تصريحاً أنني أرغب في الزواج
فكانت والدتي غير مقتنعه وقالت لي أن الزواج مسؤلية ومصاريف وووو فقلت لها أعرف ذلك ولكن أنا رجال وأستطيع تحمل المسؤلية لأنه كم من رجل تزوج وهو في الثلاثينات أو الأربعينات ولكن فشل في حياته الزوجية فالمسألة ليست مسألة عمر ولكن مسألة التزام بحقوق وواجبات عندها وبعد محاولات بدأت الوالدة تقتنع بالموضوع ليس قناعة كاملة ولكن بنسبة جيدة وبعدها أخبرت والدي برغبتي فلم يمانع وعندها بدأت رحلة البحث عن شريكة الحياة فالوالدة من جهة وأخواتي من جهة وأنا من جهة أخرى وكنت أجتهد في ذلك بصورة كبيرة وذلك لأن الموضوع يخصني بالإضافة إلى أن الوالدة كانت راضية ولكن محرجة من الناس وكانت تقول لي ماذا أقول لهم إذا سألوني ماذا تعمل أقول لهم طالـــــــــــــــــــــب .. كنت أقول لها نعم والمانع
وبالفعل كانت مرة تخطب لي أمي ومرة أختي وكان مايعيق الموضوع .. ماذا يعمل
المهم وبعد فترة ليست بالطويلة اتصلت أختي لتخطب لي ... لأن الوالدة قررت ألا تتصل مرة أخرى من كثر الاحراج .. وأخبروها أهل الفتاة ( زوجتي المصونة ) أنهم لايريدون تزويج ابنتهم لصغر سنها فقالت لهم أختي جزاه الله خير لا صغيرة ولا حاجة ما شاء الله عليها فطلبوا مهلة للتفكير .. وفي خلال هذا الوقت كنت متشوقاً جداً لمعرفة الخبر لأني ارتحت نفسياً لذلك .. وبعد أسبوع تقريباً أعتقد .. قالوا لا بأس تفضلوا عندنا
فذهبت أمي وأختي .. والحمدلله أرتاحت الوالدة وأختي كثير للفتاة وأهلها وهم كذلك بعد ذلك اتصلنا وتم تم تحديد موعد الرؤية الشرعية مع أخو الفتاة لأن أباها متوفي ( رحمه الله)
فاصل ثم نواصل ..
قبل أن يتوفى أبوها في سنة من السنوات كان في أحد مدن المملكة فالتقى بجدي رحمه الله وقدم له جدي خدمة وافترقا بعد ذلك ولم تعد بينهم أي صلة فقال أبوها لولده الكبير .. يا فلان إذا جاء أحد من عائلة ..... (عائلتنا ) يتقدم لا تردوه ولم تكن تعلم أم الفتاة وأخواتها بالموضوع وأخبرهم به أخوهم لاحقاً
عودة مرة أخرى..
وفي يوم الرؤية الشرعية ذهبت مع والدي ووالدتي إلى أهل الفتاة وكنت مطرباً جداً وجلسنا مع إخوانه ومن ثم رأيتها الرؤية الشرعية ( كنت أعمى وقتها .... أمزح ترى) وبعد ذلك جاء الموقف الحازم وبدأ والدي وأخوها يتحدثان عن المهر
فاصل آخر..
في تلك الفترة كانت تمر بالوالد ضائقة مالية بالرغم أن مستوانا ولله الحمد أكثر من المتوسط
عودة...
وقلت في نفسي الله يستر إذا طلبوا مهر كثير .. ولكن كانت المفاجأة أن أخوها قال نحن نريد رجال ولانريد فلوسه .. وقدموا ما تريدوا
بعد ذلك حدد موعد عقد القرآن ...
وعندما كانت الوالدة تخبر الأقارب بالخبر كانوا مابين رافض ومابين مشفق ومابين مشجع وهم قليل فلم يتوقعوا أن الموضوع جدي !!! حتى أن أحد خالاتي سألتني في يوم عقد القران .. كيف أبوك وافق مستغربه !!!
وبعدها بفترة تزوجت وأنا في آخر السنة الدراسية ولم أكن أعمل وكان الوالد جزاه الله خير يساعدني بالإضافة إلى أن الزواج كان قدومه خيراً علي وخاصة بعد ولادة ابني البكر فالأمور كانت تتيسر معي بصورة غير طبيعية بعد ذلك بدأت خطوة خطوة بمساندة أهلي وخاصة زوجتي الغالية (الله يستر عليه ويجزيه خير ويدخله الجنة بغير حساب)
وأنا الآن بعد مضيء ست سنوات على زواجي هذا حالي:
عمري 25 سنة
أعتبر نفسي سعيد جداً جداً جداً مع وجود بعض المشاكل وأحاول بقدر المستطاع حلها وتفهمها وفي كل يوم أتفهم الحياة بصورة أكبر وأكثر من ذي قبل .
مستوى رضا زوجتى عني جيد جداً لوجود بعض الصفات السيئة في التي تقل يوم بعد يوم وقالت لي أن التغير واضحاً عام بعد عام ولله الحمد
رزقني الله بثلاث أطفال ( ليسوا أذكياء وعباقرة جداً وأسعى إلى ذلك ولكن من حولي لاحظوا أثر تعاملنا الجيد معهم واخبروني بذلك ) والرابع قريباً .... في هذه الدنيا الفسيحة بإذن الله
بدأت قبل أشهر بتأسيس شركة عائلية مع إخواني وتفرغت للعمل الخاص
مستشار غير متفرغ لشركة تحت التأسيس
ما أحببت أن أوضحه من خلال المرور على مجريات القصة أن عامل السن لم يكن عائقاً
طبعاً حياتي الأسرية مثلها مثل أي أسرة لا تخلو من المشاكل ولكن بفضل الله كنت أعلاجها فمرة أخطأ ومرة أصيب وكنت أحاول أن استشير أهل الخبرة إذا احتجت معرفة أمراً يغيب على في الحياة الزوجية بالإضافة إلى قراءة الكتب المتخصصة وحضور الدورات المتخصصة في طرق التعامل مع الزوجة والطريق إلى قلب الزوجة وغير المتخصصة مثل 30 طريقة في التعامل مع الناس وهكذا وقد كنت في بعض الأحيان أصحح مفاهيم خاطئة في طرق التعامل مع الزوجة لبعض من هم أكبر مني سناً وأكثر مني خبرة
وعلى فكرة والحق يقال أنه من بعد مشاركتي ومتابعتي في الموقع أصبحت أفضل بكثير من ذي قبل وأصبح رصيدي من الخبر أكثر وذلك لأن الواحد منا تعرض له خبرات العالم أجمع
فالملخص أن القضية لم تكن بتاتاً قدرة مالية وإنما في المقام الأول قدرة نفسية وقدرة عقلية على التكيف مع المرحلة المختلفة كلياً مع حياة العزوبية ومعرفة أن الزواج يحتاج إلى صبر وحكمة وكما هو ملئي بالمبشرات فهو كذلك لا يخلو من المنغصات لأن البعض يظن انه إذا تزوج فسوف يرتاح بتاتاً من المسؤوليات المترتبة عليه ولكن إنما الحلم بالتحلم وإنما الصبر بالتصبر والزواج عفة وراحة
آسف على الإطالة
ولكم خالص تحياتي ...
التعديل الأخير تم بواسطة إنسان غير ; 11-10-2005 الساعة 10:04 AM