أختي العزيزة السجينة
السلام عليكم، أختي العزيزة السجينة تحية أخ صادقة لأخته فهل تقبليني أخا لك؟
سوف أعتبرك من هذه اللحظة أختي الصغيرة لأني لا أشك أني أكبرك بكثير وواجب على الأخ المحب والصادق في حبه لأخته أن يضمد جراح أخته وينصحها ويرشدها إن هي ظلت الطريق الصحيح أو انها كانت تعيش في غفلة أو أن الشيطان زين لها بعض الأمور التي تبعدها عن طريق الحق وتودي بها لطريق المعصية والبعد عن طريق الايمان، لكن هذا لا يعني أن تفقدي الأمل في رحمة الله فهو رحيم بعباده ويقبل توبتهم حين يلجأون إليه، فدعيني أتحدث معك وأن أطلب منك أن تقومي بعمل بعض الخطوات على الطريق الصحيح حتى تكوني أنت الرابحة والسعيدة في النهاية وتشعري بمذاق السعادة التي افتقديها منذ زمن طويل، فاذا أردت أن ينصلح عملك وحالك فأول أمر تقومي به وقبل كل شيء أن تبني جسرا من التواصل من الطاعة والمحبة والخضوع والخوف بينك وبين ربك، فإن استطعت ان تبني ذلك الجسر فاعرفي أنك تخطيتي اكثر من ثلثي المسافة المطلوبة للوصول إلى بر الأمان، ربما تقولين وكيف تبدأين ببناء ذلك الجسر بينك وبين الله عز وجل؟
اعتبري نفسك أنك قد ولدت من اليوم فتوضأي واتجهي إلى القبلة وانكسري بجناح الذل وطلب المغفرة من خالقك وصلي له وتوبي إليه توبة نصوح واسأليه أن يعينك على مسلك طريقك الجديد الذي تريدين السعي فيه وهو طريق الايمان وطريق الآخرة، وامسكي بكتاب الله واقرأي منه ما شئت من الآيات فهي بلسم لجروحك والهدوء لعواصف مشاكلك، وبعد أن تعدي بينك وبين الله عهدا بالتوبة والعودة عن طريق ظلال وتسلكي طريق الايمان والعفاف والطهر، انسي كل ما حدث لك في ماضيك وكأن شيء لم يكن واعتبري أنك ابنة اليوم لا اتنة الأمس، فسوف يجعل الله لك مخرجا من كلم ما كنت تعانيه ويكون هو الأنيس الحقيقي لك في سجنك ووحدتك، ونأتي للخطوة الثانية، أن تحسني علاقتك مع أمك، فربما تقولي انها تقسو علي وتشتمني و و و و و لكن يا أختي العزيزة مهما بدر منها فهي أمك ومرضاتها من مرضاة الله عز وجل، فطالما عاهدت ربك في الخطوة الولى أن تكوني ابنة اليوم ابنة الاسلام فبنت الايمان والاسلام من صفاتها تحب من هم حولها ولوالديها نصيب الأسد في هذا الحب، فلا تحقدي ولا تكرهي والديك او أحدهما مهما بدر من أحدهما أي تصرف قد يضايقك، الخطوة الثالثة ابني داخل نفسك صرحا من الثقة بالنفس واجعلي ارادتك وعزمك قوي في تخطي الصعاب والمشاكل ولا تضعفي أمام أي مشكلة أو أمر ربما يكون هينا لكنك سوف تجديه كبيرا ان ضعفت أمامه، فحين تبنين صرح الثقة بينك وبين نفسك ابني طريقا من الثقة بينك وبين عائلتك ليجدوك في موقع ثقتهم أينما كنت وحيثما كنت فمتى ما استطعت أن تقوي علاقتك بعائلتك والذين من حولك وتكسبي ثقتهم سوف تسعدي فيمن حولك وسوف يتقرب إليك من هو بعيد عنك، كذلك وطدي علاقتك باخوتك وتقربي اليهم حتى وان ابتعدوا عنك فهذا أحد مفاتيح السعادة التي تفتقدينها، واضيفي الى رصيد اخوتك أخوة غيرهم، فهناك الكثيرون من الأخوة والأخوات في هذا المنتدى يودون أن يكونو اخوة لك وأنا واحد منهم، فأنا رهن اشارتك في أي وقت تحتاجين فيها لمشورة أو مساعدة فما عليك الا أن تكتبي موضوعا تحت عنوان مثلا أطلب المساعدة أو ساعدوني أو تفضلو لتستمعو لي فسوف تجدي كل اخوتك في المنتدى وأنا اولهم بجانبك وفي خدمتك، ونصيحة أخيرة يا أختي العزيزة أن تبتعدي عن العلاقات المحرمة فمن تبرم اتفاق توبة وصلح مع الله فيجب عليها أن تبتعد عن مثل هذه العلاقات الشبوهة فهي تقود لطريق الشيطان والظلال، وبعد أن تفعلي كل ما ذكرته لك بنجاح وتتحولي بقدرة الخالق العظيم من انسانة الى انسانة أخرى كل ما أطلبه منك أن تغيري لقب السجينة وأتمنى أن أجد لك مشاركة قادمة بعد أن تتضمد جروحك ويطمئن قلبك أتمنى أن تلقبي نفسك تحت اسم السعيدة، لأن من سلك طريق الايمان وطريق الهداية فلا شك ان يكون سعيدا، اعذريني يا أختي العزيزة على الاطالة لكن هذا ما أملاه علي ضميري وقلبي لكي أوقل ما في اعماقي لخت أتمنى أن أكون لها الأخ الصادق والحنون عليها، وتقبلي فائق تحياتي، أخوك في الله رومانسي2004.