منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - هل يؤثر ماضي الفتاه بالرجل...
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2003, 02:32 PM
  #10
سيد القصـر
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Nov 2003
المشاركات: 41
سيد القصـر غير متصل  
السلام عليكم

من منا بلا ماضى ومن يخلوا من الذنوب إلا من رحم ربي ولايكاد يبين لإن كل بني آدم خطاء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كل بني آدم خطاء ) من حديث صحيح رواه ابن ماجه.

ولكن من رحمة الله على عباده إن جعل لهم مخرج من الذنوب والخطايا يغفر لهم ويتوب عليهم ان تابوا وأحسنوا التوبة وعزموا إلا يتكرر الذنب ، ومهما عاد وأكثر من الذنوب والمعاصي لاتباعه عنوة لخطوات الشيطان فإن الله أكرم بقبول التوبة مالم تغرغر روحه وتزهق نفسه وهذا مابينه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم حين قال :
(لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن، ولا يقتل وهو مؤمن). قال عكرمة: قلت لابن عباس: كيف ينزع الإيمان منه؟ قال: هكذا، وشبك بين أصابعه، ثم أخرجها، فإن تاب عاد إليه هكذا، وشبك بين أصابعه) البخاري .

فهذا بين العبد وربه وهو سبحانه وحده يعلم السرائر وأخفى ، يرى عبده حين يقبل على المعصية ويرتكبها على شهوة منه ثم يغفر له إن تاب وأصلح وصدق بتوبته ويمحوها له ، ولكن المصيبة والطامة الكبرى هي تجرئ العبد بهتك ستر الله عليه ويتكل على العباد أن يستروا زلاته ويغفوا عن ذنوبه ، فهذا لم يرضى بالله ربا ووكيلا بل أوكل أموره وسرائر حياته لمن يدخرونها له وإن طال الزمن ينتقصونه بها ويذكرونه مساوئه لحاجة في نفوسهم أيا كانت .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) البخاري .


أقول للأخت الكريمة ستر الله عليك وأكرمك حتى زوجك ولو فضحك بها لما أتى من يطلبك زوجة له ، فهل هذا من باب الشكر لربك ؟ أم أتبعتي فعل النصارى أن يبوحوا اعترافا مضنيا لرهبانهم في كنائسهم بكل ذنوبهم وخطيئاتهم حتى ينالوا صكوك الغفران من البشر ...

وأسألك ما الفائدة من هتك ستر الذنوب واعترافك بأخطائك هل هذا من باب الصدق في المعاشر ؟ ألا تعلمي إن كل من تتفوهين به يكون حجة عليك من ربك تعالى ذكره ومن ثم زوجك الذي وبلا أدنى شك سيدخرها لك ويتتبع كل خطواتك وحركاتك وكلماتك لانك من وضع اللبنة الأولى في جدار الشك الذي سوف يقع عليك وحدك ثم يهشم جسدك آجلا أم عاجلا .

أتقي الله وأركني بدعائه أن يديم ستره عليك وأجهدي أن تبني جدار الثقة بينك وزوجك حتى يكون لك خير معين وسترا لك حتى لو كذبتي فالكذب هنا والله تعالى أعلم هو من قبيل المباحات بين الزوجين لدوام العشرة الطيبة كما جاء في السلسلة الصحيحة للالباني رحمه الله :
( رخص النبي من الكذب في ثلاث: في الحرب، و في الإصلاح بين الناس، و قول الرجل لامرأته . و في رواية: و حديث الرجل امرأته، و حديث المرأة زوجها )

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( يدنى المؤمن من ربه - وقال هشام: يدنو المؤمن - حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه، تعرف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، يقول: رب أعرف، مرتين، فيقول: سترتها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته. وأما الآخرون أو الكفار، فينادى على رؤوس الأشهاد: "هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين") البخاري.


هداك الله وستر ذنوبك وبارك بينك وزوجك إلى يوم الدين

أخوك

التعديل الأخير تم بواسطة سيد القصـر ; 08-12-2003 الساعة 02:43 PM