الحادي عشر: هناك اختلاف في الطبائع والعادات والرغبات الشخصية والمستويات الفكرية بين الزوجين، فكل منهم عاش وتربى في منزل وفي بيئة أسرية مختلفة سنين طويلة طبّعته فيها الأسرة بعاداتها وطبائعها، وأنت الآن تريد أن تغير ما كان في لحظات، ولهذا لا بد من التنازل عن بعض الحقوق والتغاضي عن الهفوات، وغالباً تنشأ المودة والمحبة بعد حين من الزمن، وتقوى بعد إنجاب الأبناء ومعرفة طباع كل زوج لزوجه. وليس من شروط الزواج الناجح أن تتوافق جميع الرغبات، وتتطابق الأفكار.
الثاني عشر: لهذه الزوجة أعمال كثيرة وخدمات جليلة تقدمها لك ومنها: إعفافك وصيانة حاجاتك النفسية والعاطفية، وتقديم أكلك وشربك، ونظافة ملبسك، وتربية أبنائك، والنبي
يقول: { لا يفرك مؤمن من مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر - أو قال - غيره } [رواه مسلم].
وقد يجد الرجل زوجة؛ لكنها صعبة المراس فيعجبه دينها وعفافها، وآخر قد يجد بعض الصفات وتنقص أخرى، وهكذا أنت أيضاً توجد فيك بعض الصفات وتنقصك أخرى، فلا تنشد الكمال في غيرك دون النظر إلى حالك. وتأمل في حديث النبي
وحسن التشبيه: { المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها، وإلا استمتعت بها وفيها عوج } [متفق عليه].
وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب
يشكو خلق امراته، فوقف ببابه ينتظر خروجه، فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها وهو ساكت يحير جواباً، فانصرف الرجل قائلاً: إذا كان هذا أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي؟ فخرج عمر
فرآه مولياً. فقال: يا هذا ما حاجتك؟ فقص عليه الرجل ما كان، فقال له عمر
ناصحاً: ( يا هذا، إني أحتملها لحقوق لها عليّ، إنها طباخة لطعامي، خبازة لخبزي، مرضعة لولدي، وسكن بها قلبي عن الحرام )، فقال الرجل: وكذلك زوجتي يا أمير المؤمنين، فقال عمر رضي الله عنه: ( إذاً فاحتملها ). ولهذا فإن عدم المواجهة، أحياناً تكون من الفطنة والنباهة وليس في ذلك أدنى نقص.
الثالث عشر: أول من يفرح ويسر بأمر الخلاف بين الزوجين هم الأعداء والحاقدون والحاسدون وأولهم إبليس.. قال 
:
{ إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئاً قال: ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه ويقول نعم أنت }.
قال الأعمش أراه قال: { فيلتزمه } [رواه مسلمٍ].
ولهذا قال لا بد أن يكون هناك مبرر قوي للطلاق، بعد استنفاد محاولات العلاج الأخرى من التوجيه والهجر وغيرها.
الرابع عشر: لا تظن أن بيوت غيرك خالية من الخلافات الزوجية، ولو سلم أحد من ذلك لسلم بيت النبوة، وكما قيل: ( البيوت معمورة والأحوال مستورة )، ولكنهم صبروا وعفوا وشاوروا، فسارت ركابهم ونمت دوحتهم، وأنت انتقدت وخاصمت فوقف بك المسير، ووصلت إلى هذا القرار، فهلا تأملت ووازنت بين الحسنات والسيئات.
الخامس عشر: ينقسم الطلاق إلى سني وبدعي وهناك قيود يجب على المسلم الإلتزام بها، ومنها أن يكون الطلاق في حالة طهر لم يجامعها فيه، فلو طلق الزوج زوجته في حال الحيض أو طلقها في حال الطهر الذي جامعها فيه، كان طلاقه محرماً ومخالفاً لأصول الشريعة. كما أن على المطلق ألا يزيد في الطلاق على واحدة، فلو طلق أكثر من طلقة واحدة كأن طلقها بالثلاث بلفظ واحد أو ألفاظ متفرقة فإن طلاقه بالثلاث بلفظ واحد أو ألفاظ متفرقة فإن طلاقه مخالفاً للمشروع في إيقاع الطلاق.
أخي المسلم:
استعن بالله عز وجل في جميع أمورك، وتوكل عليه وتقرب إليه بترك المعاصي والمنكرات فإنها سبب المصائب { فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة }، وأكثر من الدعاء، وشاور أهل الرأى والعلم والحكمة.
وفقك الله لما يحب ويرضى وأعانك، وجعل حياتك حياة طيبة آمنة، ورزقك الذرية الصالحة التي تقر بها عينك في الدنيا والآخرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اسأل الله ان ينفع بها
تحيتي
__________________
•(≈• سُبْحَانَڪِِ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِڪِِ.أَشْهَدُأَن ْلاَإِلَهَ إِلاَّأَنْتَ.أَسْتَغْفِرُڪِِ وَأَتُو بُ إِلَيْڪِِ •≈)•