أختي اشتقت لأمي...
أولا: أنا لم أختر بقائي في هذا العمل من أجل المال كما قلت. على العكس. فأنا نظرا لمؤهلاتي و كفائتي أستطيع أن أحصل على مرتب أعلى مما أحصل عليه في عملي الحالي بكثير. و لكنني اخترت البقاء هنا لعدة أسباب لا علاقة للمال بها.
أنا كنت أرفض فكرة العمل المحتلط منذ البداية. و في بلدي العمل الوحيد الخالي من الاختلاط هو التدريس. و مع أني لا أحب التدريس، لكنها كانت أول مهنه فكرت بها لأنني كنت أر يد تجنيب نفسي شر الاختلاط. لكن الله لم يوفقني للعمل في هذا المجال، ورزقني هذه الوظيفة، فحمدته و سألته أن يعوضني بها خيرا. ان فكرت الآن بترك عملي هذا سأذهب الى عمل مختلط آخر، وهذا أمر لا أستطيع تجنبه. ما يبقيني في هذا العمل، هو أنه على الرغم من الأختلاط، الا ان الناس المحيطين بي جميعهم أناس محترمون، لم يصدر عنهم ما يسيئ لي أو لسمعتي أبدا. أما هو فالكل يشهد بحسن أخلاقه، الكل يحسدني لأنه مديري. كل البنات من حولي يقولون، ماذا تريد البنت أكثر من هذا، المرتب ليس كل شئ، أهم شئ يكون انسان محترم، يحترم نفسه و يخشى الله. و أنا ان قلت أني رأيت منه سوءا سأمون قد افتريت عليه. بينما أسمع كثيرا من صديقاتي و من الناس الذين أعرفهم عن المشاكل التي يواجهونها مع مدرائهم. أختي، كيف أضمن أني سأكون مع مدير آخر يحترمني و يخشى الله في كل أمر يفعله. و قد نذر وجود مثل هؤلاء الأشخاص في هذا الزمن؟؟؟

ثانيا: أنا فعلا حاولت أكثر من مرة أن أترك هذا العمل. و لكنني في كل مرة أخبره بحصولي على عمل آخر و بقراري بترك عملي هذا. يقول لي نفس الكلام. "كيف ستضمنين حصولك على عمل فيه أناس محترمون، كما هم الناس هنا؟؟ أنا أعتبرك أختي، وأخاف عليك. فاسمعي كلامي، و لاتذهبي". و عندما أفكر في كلامه، وأسمع عن المصائب التي تحدث في أماكن أخرى، أثني عزمي، وأغير رأيي و أبقى. حتى أنه دائما يقول لي"أنا لا أستطيع العمل من دونك، ولم أتركك تعملي مع أحد غيري، اما أن نترك هذا العمل معا، أو نبقى فيه معا، وان حصلت على وظيفة في أي مكان، سآخذك معي، حتى ولو كانت خارج البلاد".

ثالثا: أختي البعد ليس دائما ينسي. و لكنه في بعض الأحيان يؤجج نار الشوق، فتكون المصيبة أكبر.



أختي عبوره، شكرا على ما قلته. لكن هناك فرق كبير بينك و بيني. لأنك قلت ان مافي كلمه حلوة تذكرينها منه، و لا موقف حلو. بس أني بيني و بينه مواقف كثيرة، يعني في أشياء كثيرة أذكرها منه. وأنا لا أعتقد أن حبي هذا هو نتاج فراغ عاطفي. لأنني لم أفكر قط بالزواج، فقد مان كل همي دراستي و عملي، ولم أكن أفتقد وجود شخص في حياتي. ثم أن من حولي أناس كثر، حتى من قبل أن أعرفه، لو كان لدي فراغ عاطفي لكنت أحببت أول شخص أجده في طريقي. يعني مثل ما نقول بالعامية"شئ عمري ما عملت اليه حساب في حياتي".