لست أعلم حقيقة كيف اسرد ردي بين ناظريكِ ، ولكن ....
ماذا سوف تقولين لابنك غدا إذا كبر وسألك عن سبب انفصالك عن والده ؟؟؟
أعلم علم يقين صعوبة الأمر عليكِ ... ولكن من يضحي يجد النتائج أمامه ، ولا يخيب الله ظن أحد قد توكل عليه ...
هذا من جانب إيماني .. روحاني ... قلبي .. وعاطفي ...
أما الجانب العملي .. الذي قد يكون هو الأهم سيما في هذا الزمان الذي أصبحت فيه للشيطان نصيب الأسد من الذئب من أنفسنا ... فهو جانب خطير جدا جدا ... ولا بد من حل المشكلة إن وجدتِ في نفسك عدم القدرة على التحمل ، لأنه لا سمح الله إن أهمل هذا الجانب فقد يحصل مالا يحمد عقباه ... كونك إنسانة ولك مشاعر وأحاسيس ... ولذلك لا بد من أن تضعي زوجك في الصورة جيداً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ...
كونه إنسان ذو خلق عظيم .. ودين مستقيم ، لا يعني ذلك بحال من الأحوال أن يهملك إذا كان هو لا يستطيع القيام بالمعاشرة ... فهناك طرق كثيرة جدا ... ويفترض كونه إنسان يخاف الله أن يراعي هذا الجانب ويعوضك بكل ما يستطيع ... تحقيقاً للعفة التي هي من آحاد واجباته ....
أختي الكريمة ... أود أن تعذريني فلم أجد في طرحك سبباً واضحاً يمنع زوجك من أن يكون معك بمشاعره وأحاسيسه ، بكلمات التغزل فيكِ ... فإن كان لا يقوى على العمل ( اللقاء ) لمرض قد ابتلاه الله به ، فلا أعتقد أنه سوف يتألم إن قال كلاماً حلواً ومشاعر فياضة ...
وأخيراً ... اذكرك بما بدأت به ... عبد الرحمن ... ماذا سوف تقولين له !!!! بماذا سيشعر حينما يكبر ويفهم كل دقيق أمور الحياة وكبيرها ويعلم بأن أمه ضحت به كي تشبع رغبتها ، وهذا لا يعني
بحال من الأحوال إهمالي لكل احتياجاتك كأم ، بل أقدرها .. أعلمها .. وأحترمها ، ولكن :
أنـتِ أم ابنك ؟
ثم إن أنـتِ صبرتِ فإن الله لا يضيع أجر الصابرين ..
وإن الله لا يضيع أجر المحسنين ..
إن عوضكِ الله خيراً في الدنيا .. فذلك خير وسلوى لكِ إن شاء الله ..
وإن أخرها لكِ في الآخرة فاعلمي أنها سوف تكون مضاعفة تماماً ...
وأخيراً .. مادام أن لكِ زوجاً كما الجوهرة ... فاصبري عليه .. وأعلميه بحالك .. وكوني إلى جواره يكن إلى جوارك .. وأسعديه يسعدك إن شاء الله ... وابذلوا الجهد عملياً في العلاج ، ولا تنسوا دعاء خالق زوجك .. القادر على شفائه وبُرئِهِ ... ولا يكن أول الحلول هو الانفصال ....
تقبلي خالص الاحترام والتقدير .. معتذراً عن الإطالة ...
__________________
... ( بالحب نعيش أجمل حياة ) ...