كلمة " علاقة " تعرف في القاموس على النحو التالي : " العلاقة هي التفاعل النتناغم والمتعاطف " .
ففي تفاعلاتنا الشخصية نمر بعدة مراحل عندما نقابل شخصاً ما لأول مرة .
فإذا نجحت في اجتياز هذه المراحل وأقمنا العلاقة ، فبإمكاننا أن نبدأ في التفاعل ونحن واثقون أنه سيُقبل وسيحظى بالاهتمام .
فالاهنمام من قبل الطرف الآخر يعد شيئاً جوهرياً ، لأن النتاج الأساسي للعلاقة هو الإحساس بالمصدداقية ، فإن المرسل ، وليس الرسالة ، يصبح داخل بؤرة الاهتمام ، الأمر الذي يؤدي بعد ذلك إلى عدم الشعور بالراحة .
فلقد أثبتت الأبحاث أن لدينا حوالي 90 ثانية لكي نترك انطباعاً جيداً عندما نقابل شخصاً ما لأول مرة ؛ فنجاحنا أو فشلنا في إقامة العلاقة يتوقف على ما يحدث في تلك الفترة البسيطة .
العلاقة الطبيعية :
يقيم الناس ذوو الاهتمامات المشتركة علاقة طبيعية مع بعضهم البعض .
فالناس اجتماعيون . ونحن نعيش في مجتمعات . فالطبيعي والمنطقي أن يتآلف الناس مع بعضهم البعض لا أن يتجادلوا ويختلفوا ومن ثم يفشلوا في إقامة علاقات انسانية جيدة .
العلاقة بالصدفة :
ربما تكون قد سافرت إلى بلد أجنبي حيث لا يتحدث الناس هناك لغتك ولا تفهم أنت لغتهم ، فتشعر بعدم الراحة .
وفجأة تقابل شخصاً من بلدك وربما من نفس المدينة التي تعيش فيها ، وبالطبع فإنه يتحدث نفس لغتك ، فتجد نفسك قد كسبت صديقاً جديداً ، وبالطبع فإنكما ستخوضان في معلومات شخصية تخص عائلاتكما ووظيفتكما .
ويرجع كل هذا إلى أنكما تتكلمان نفس اللغة.إن هذ هو ما نسميه العلاقة بالصدفة . وهذا لا يقتصر على اللغة والمكان .
فالمقابلات عن طريق الصدفة تحدث لنا تقريباً كل يوم ؛ في العمل أو في السوبر ماركت أو في المغسلة أو في محطة الأوتوبيس.
العلاقة بالتخطيط :
نحن نعرف أن العلاقة قد تنشأ نتيجة لوجود اهتمامات مشتركة أو عندما تجد نفسك في موقف أو ظروف معينة . ولكن إذا لم تتوافرأي من هذه الشروط ، فلابد أن يكون هناك طريقة تكفل لنا إقامة علاقة ؛ وهذا هو ما نسميه العلاقة بالتخطيط وهو ما نحن بصدده .
عندما نبدأ في التخطيط لإقامة علاقة ، فإننا نقلل المسافة ونحد من الاختلافات بيننا وبين الطرف الآخر عن طريق إبراز الاهتمامات المشتركة بيننا . وعندما يحدث ذلك فإننا نشعر بالارتباط الطبيعي مع الطرف الآخر لأننا أصبحنا متشابهين .
إن التخطيط للعلاقة يعتمد على مرونتك في تعديل تصرفاتك عن قصد ولفترة قصيرة لكي تصبح مثل الشخص الآخر . فأنت تتحول إلى مكيف لفترة تتيح لك أن تقيم الارتباط .
كل ما تحتاجه هو موقفك ومظهرك وجسدك وتعبيرات وجهك وعيناك ونغمة وإيقاع صوتك وموهبتك في تنظيم كلمات لتأخذ شكل محادثة جذابة وملكتك الخاصة في اكتشاف الحاسة المفضلة لدى الطرف الآخر . أضف إلى هذا قدرتك على الاستماع وملاحظة الناس وحصيلة واسعة من الفضول .
لا آلات ، لا أدوات ، لا حبوب دواء ، لا دفتر شيكات ، لا عصا كبيرة . كل ما ستحتاجه هو الملكات الخاصة التي ولدت بها ورغبتك النابعة من القلب في صحبة الناس .
تلميحة اليوم
أن مفتاح العلاقة مع الغرباء أن تتعلم كيف تصبح مثلهم . ولحسن الحظ ، فهذا بسيط وممتع في نفس الوقت ، فهو يجعلك تنظر إلى أي مقابلة جديدة على أنها لغز أو لعبة أو شيء مفرح .
.................................................. ................
موقفك هو كل شيء
عقلك وجسدك جزءان من نظام واحد . فهما يؤثران على بعضهما البعض . عندما تكون سعيداً ، يبدو عليك ذلك في صوتك ومظهرك واستعمالك للكلمات السعيدة . حاول أن تكون بائساً بينما تقفز في الهواء وتصفق بيدك ، أو حاول أن تبدوا سعيداً و أنت ترتمي على الكرسي وتخفض رأسك ناظراً لأسفل . فموقفك يتحكم في عقلك، وعقلك يتحكم في لغة جسدك . فالمواقف تحدد نوعية وحالة أفكارك ونبرة صوتك والكلمات التي تقولها . والأهم من ذلك أنها تتحكم في لغة جسدك وتعبيرات وجهك . فالمواقف تشبه الصينية التي تقدم عليها نفسك للآخرين . فبمجرد أن ينهمك عقلك في موقف معين فأنت لا تمتلك السيطرة الكاملة الواعية على الإشارات التي يصدرها جسدك . فجسدك له عقل خاص به وسيعكس التصرفات المرتبطة بأي موقف أو شعور تحس به .
موقف إيجابي :
إن نوعية موقفك تحدد نوعية علاقاتك وتتحكم في كل شيء في حياتك بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه أو الوظيفة التي تشغلها .
فما تبعثه من خلال موقفك الإيجابي يعود عليك أضعافاً مضاعفة من الشعور بالفرح وبتحقيق الذات . ولا يكلفك مليماً واحداً .
موقف سلبي :
قد يتفاعل اثنان من البشر بطريقة مختلفة تماماً مع نفس التجارب . ولكن عندما يتفاعل اثنان بنفس الطريقة مع نفس التجربة ، فإنه يكون هناك رابطة مشتركة قوية وطبيعية تجمعهما سوياً فالمواقف تكون أحياناً مُعدية ، ولأنها جوهر التفسير العاطفي للخبرات والتجارب .
ماذا يحدث عندما يغضب الناس ويفقدون السيطرة على أعصابهم ؟ إن مظهرهم يكون عدوانياً ( لغة الجسد ) وتصبح نبرات صوتهم جافة ويستخدمون كلمات توحي بالتهديد والوعيد . نطلق على هذا الموقف ( موقفاً سلبياً) نحن لا نحكم على صحة أو خطأ هذه المواقف ؛ ولكن هذا الأسلوب لا يمكن أن يوصل الرسالة جيداً من وجهةالنظر الخاصة بمكانيكية التفاعل بين الناس ، . فالموقف السلبي يأتي دائماً من الناس الذين لا يعرفون مايريدونه بالضبط من وراء التفاعل مع الناس .
الاختيار لك :
لحسن الحظ أن المواقف متاحة أمامك تختار منها ما تشاء . فإذا كانت لديك الحرية في اختيار الشخص الذي تود أن تتفاعل معه فلماذا لا تنتهج موقفاً إيجابياً ؟
اسأل نفسك " ماذا أريد بالضبط في هذه اللحظة ؟ وأي من المواقف سيساعدني خيرمساعدة ؟" وتذكر أن هناك نوعين فقط من المواقف التي نلجأ إليها عندما نتعامل مع الناس : أيجابي وسلبي .
فكاما أسرعت في تحديد ما تريده بالضبط ومعرفة الموقف الإيجابي الذي سيساعدك في الوصول إلى ما تريد ، تغيرت لغة جسدك وصوتك كلماتك بسرعة لتساعدك في تحقيق مآربك .
مواقف سلبية :
غاضب ، ساخر ، نافد الصبر ، متململ ، قليل الاحترام للآخرين ، مغرور ، متشآئم ، قلق ، فظ ، متشكك ، محب للإنتقام ، خائف ، خجول ، مستهزيء ، محرج ، مشغول .
مواقف إيجابية :
دافىء ، متحمس ، واثق ، متعاون ، مسترخ ، كريم ، متسائل ، واسع الحيلة ، مريح ، مساعد ، جذاب ، هادىء ، صبور ، مرحِّب ، مرح ، منهمك ( مهتم ) .
تلميحة اليوم
إنتهج موقفاً مرحاً في المرة القادمة عندما تقابل شخصاً جديداً ،ولاحظ كيف يتغير كيانك كله ، فنظرتك ستكون مرحة وسيبدو هذا في صوتك وفي الكلمات التي تستعملها . فهذه هي " قمة التفاعل " .
.................................................. .
__________________