الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
جزاك الله خير يا أخي وجعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وأحب أن أقول وأن أنبه - بإعتباري إنسان متزوج - أن الحياة الزوجية يعتريها من وقت للآخر منغصات وذلك أن شياطين الأنس والجن والنفس الأمارة بالسوء لا يرضيها أن ترى زوجين مؤمنين سعيدين. فيحدث أن يكون هناك تنغيص من الناحية المادية أو من ناحية العمل أو من ناحية أهل الزوج أو أهل الزوجة. كما يحدث بين فترة وأخرى فتور وملل وسآمة من تكرار نفس الأعمال اليومية. كما أن الحياة الزوجية في بداية الزواج تختلف عنها بعد سنة وتختلف أثناء الحمل وتختلف مع وجود طفل رضيع وتختلف حين يكبر الأبناء ويصبحوا مراهقين وتختلف عندما يكبر الزوجان ويحتاجان إلى من يقوم بأمرهما. لكن.. كل هذه المنغصات تزول وتذوب بعون الله تعالى إذا كانت مرضاة الله تعالى طلب كل واحد منهما في صاحبه. لذلك من المهم أن يجلس الزوجان مجلس ودي ولا أقول عاطفي - لأن ما سيخرج من هذا المجلس يحتاج للنظر في عواقب الأمور بعين العقل المتوكل على الله وعين الحب الذي بين الزوجين وعين المودة والرحمة التي جعلها الله بين الزوجين وليس بعين العاطفة المبينة على المثاليّات التي تنهار عند إرتطامها بأحد المنغصات القوية - في هذا المجلس الذي من الأفضل أن يكون قبل ليلة الزواج أو بعدها بفترة بسيطة يرسم الزوجان فيه سوياً خريطة حياتهما - البشرية الدنيوية والإيمانية الأخروية - ويضعان مقومات السعادة فيها. ومن الجميل أن يدون الزوجان نتائج هذا المجلس ويسمونها وثيقة الحياة الزوجية ويتعاهدا على أن يطبقوا ما هو في الوثيقة، ولعل لي موضوع مستقل عن أسس ونماذج هذه الوثيقة. فإذا ما حصل شيء بينهما أخرجا الوثيقة وقرأوا ما تعاهدا عليه فبإذن الله أن يحرسهما الله من تعكير صفو الحياة والحب الذي بينهما. آسف على الإطالة وأرجو المسامحة والمعذرة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.