منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كنت اواسي انسانا،فاكتشفت اني احتاج الى مواساة
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2005, 07:55 PM
  #1
حكيم مغربي
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 236
حكيم مغربي غير متصل  
كنت اواسي انسانا،فاكتشفت اني احتاج الى مواساة

بعد غياب طويل رجعت حتة احكي لكم ما حل بي من مصائب ومشاكل اعاني اجد لديكم كلمات تواسيني وتهدئ من روعي..


في يوم من الايام، رجعت الى البيت ووجدت امي تبكي، فثار جنوني فيعلم الله كم احب امي وكم اتعذب لما ارى دموعها... سألتها فاجابت والعبرات تملأ وجهها: مات عمي. فجلست معها اوسيها واصبرها وقلبي يعتصره الما لفراق عمها. ولم اود البكاء بجانبها حتى لاازيدها حزنا. فذهبت معها في نفس اليوم حتى نزور عائلتهم ونواسيهم ونقف بجانبهم. وكنا طوال الليل نتحدث عن الموت والقبر...

رجعنا الى البيت على الساعة 11 ليلا، وبالباب قلت لي امي ساذهب لاشتري بطاقة الهاتف لنقدم التعازي للعائلة.. فاسبقني الى البيت وقبلتها وذهبت..

اشتريت البطاقة ورجعت الى البيت، بالباب رأيت جارنا وأخذ يصرخ ويقول لي اسرع فان اباك مريض.. هرولت بسرعة، وكاد قلبي يتوقف... لما وصلت وجدت ابي مستلقيا.. لاحركة.. لاكلام.. انه قد مات.. نعم مات..كلمات رددها الطبيب.. لم اصدق..ابي يموت كيف؟؟ لم يكن مريضا، وسنه لم يتجاوز الخمسين..
ابي ارجوك اجبني، قل انك لم تمت، ارجوك اتوسل اليك لا تمت..هكذا كنت اصرخ...لكن هيهات.. فاصبح البيت مظلما حالكا بالسواد تملئه اصوات النساء بالبكاء.. كنت اود ان احكي لك اني نجحت في دراستي، كنت اود ان ارافقك الى الحج.. كنت اريدك ايا ابي ان تحضر زفافي و تلعب مع ابني وتأخذه في حضنك.. واخوتي هاجر وسهام الصغيرتين.. كيف اتحمل مسؤوليتهما؟؟
لا تعلم كم كانت الدنيا سوداء وكم كان الحزن يعتصر قلبي...

عدنا الى المغرب، حتى ندفن ابي في مسقط رأسه.. موت ابي كان شئ ودفنه كان شئ اخر... كانه مات مرتين..

كنت اسمع ان فلان مات، وان فلانة قد ماتت.. لكن لم اعلم قط ان الموت بتلك الشدة، وان فقدان اعز الناس يقلب الحياة سوادا وظلاما..

اخواني لاتتسرعون في الحكم علي، ان ذلك من نقص الايمان... ممكن... لكن فقدان اقرب الناس اليك اكبر مصيبة.. لاتتصور عندما ارجع الى البيت، فانسى وانادي ابي اين انت؟ فتسمع الكل يبكي من جديد.. ام اختي التي كانت ستتزوج عن قريب.. كل ذلك اصبح احزانا ودموعا وعبراتا...

المهم، بعد ذلك كله فقدت عملي وتأخرت في دراستي...

وبعد ايام اتنا خبر جديد.. جدتي اصيبت بجلطة في الدماغ.. وحدث لها نزيف.. وهي الان مستلقية في الفراش.. لاترى..لا تتكلم.. لاتسمع.. لاتتحرك.. ونحن حولها ننتظر كل لحظة وفاتها..