الاخت الفاضلة سحابة عابرة ، أنت سحابة عبرت لكنها أمطرت غيثا هنيئا مريئا بهذا الموضوع الشيق والجميل.
بالنسبة للإختلاف في وجهات النظر فأنا دوما اعتبرها امر محمود إذا كانت في موضوعات مثل هذا الموضوع لا إفتاء فيها ، ولا يقصد منها تغييرا في أمور الدين. فما تقولينه صواب يحتمل الخطأ وما أقوله خطأ يحتمل الصواب.
نعود لموضوعنا وردك الذي اختلفتي معي بشأنه، فبالفعل ففي هذا الزمن يصعب أن تجد الزوج الذي يقتنع بهذا. وقد يرى أن البنت بها عيب لم تجد من يتزوجها فخطبوه لها وهذه نظرة قاصرة من الزوج .وأعرف صديقا نظر هذه النظرة ورفض ذلك الزواج.
أما الزوجة ففي هذا الزمن ترى أن كرامتها في أن يخطبها الزوج لا أن يخطب لها اهلها.
لكنك تنفين نفيا قاطعا أن نجد أحدا في هذا الزمن يخطب لابنته لرؤيتي الزوج والزوجة القاصرتين السابق ذكرهما، أما أنا فأقول أن ذلك قد قل بالفعل لكنه موجود وبكثرة ، ويكون غالبا من خلال التلميح دون التصريح، وفي بعض الاحيان من خلال التصريح. والسبب أن الحرص على الزوج الصالح لا زال موجودا في هذا الزمن . فإذا لم يجد الاب الزوج المناسب لابنته فعليه أن يبحث عن زوج، وكثير من الآباء اصبحوا لا يذكرون ذلك لبناتهم حرصا على عدم جرح مشاعرهن.
أذكر أن أحد أقربائي خطبني لأخته فوقفت مذهولا

لا لشيء إلا لأنني أحرجت لأنني لا أريدها زوجة لوجود أمراض نفسية وراثية في اثنين من أخوانها، واعتذرت بحجة أنني لا أفضل زواج الأقارب.