منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - مبادئ في تربية الأولاد ... هام
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-2005, 10:56 PM
  #2
أبو محمود الفلسطيني
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,111
أبو محمود الفلسطيني غير متصل  
المبدأ الرابع :
تكوين شعور لدى الطفل بأن المبادئ الخلقية نابعة من داخل الإنسان ، وأصلها الدين ، وليست مجرد قوانين مفروضة عليهم من الآباء أو المجتمع ، لأنها مبادئ ميز الله بها الإنسان عن غيره من الحيوانات ، وأنها ضرورة اجتماعية لا تقوم للمجتمع قائمة بدونها

المبدأ الخامس :
إن التربية الخلقية لا تتم ولا تقوم لها قائمة بدون تربيت قوة الإرادة ، فتكوين قوة الإرادة هو المبدأ الأساسي في التربية الأخلاقية ، فلا يستطيع الإنسان أن يكون له موقف في الحياة يليق بمكانته في الوجود بدون أن يملك قوة الإرادة ، ومظاهر قوة الإرادة هي الشجاعة في مواجهة الحياة ، وضروبها المختلفة حلوها ومرها ، والثبات على مبادئ الخير التي يؤمن بها مهما كلفه ذلك من تضحيات قال تعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ ) ( آل عمران : 159 ) .

المبدأ السادس :
تعميق أبعاد معنى النظافة في الإسلام بتحقيق تكامل معناها ، فهو وإن كان يطلب منا طهارة الأبدان ، ونظافة الأطراف والملابس ، فلا بد أن تكون نفوسنا نظيفة ، وسلوكياتنا نظيفة ، وعملنا نظيفا ، ورزقنا نظيفا ، وفكرنا نظيفا ، فما فرضت علينا الطهارة عند كل صلاة إلا لنعد نفوسنا للطهارة الباطنية ، فنكون نظيفين في عقيدتنا وفكرنا ، وسلوكنا ، وعملنا ، كما نكون نظيفين في أبداننا وملبسنا ومشربنا ومأكلنا ، وبذلك تتكامل النظافة باطنيا وظاهريا ، ومن هنا كانت النظافة من الإيمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الطهور شطر الإيمان " رواه مسلم .
فعلى البيت والمدرسة ، والمجتمع أن يراعوا النظافة الظاهرية التي يكون فيها الإعداد للنظافة الباطنية ، فرض الإسلام علينا ستر العورات والأجساد بالملابس ، وقرن ذلك بذكر لباس التقوى التي هي في القلوب فذلك خير . فإذا اجتمع هذان الأمران كان هو المطلوب قال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ) ( الأعراف : 26 ) .

المبدأ السابع :
خلق إحساس لدى الطفل باحترام إنسانيته وعدم زجره بألفاظ نابية وبأسماء الحيوانات كالكلب والحمار الخ . ومن الأخطاء التي يتبعها كثير من الآباء والأمهات حتى المثقفين منهم ، إطلاق هذه الألفاظ على أولادهم إذا بدر منهم ما يغضبهم ، ونجد هذا الأسلوب يتبع أيضا في المسرحيات التي تقدم على المسارح ويقدمها لنا التلفاز والغريب في الأمر أنهم يعتبرون هذه الألفاظ من أوجب واجبات الفكاهة والكوميديا وإدخال السعادة إلى نفس الإنسان بإهدار إنسانيته ، وإنزاله بها إلى مرتبة الحيوان ويريدونه أن يضحك ويسعد هو بذلك .
فزجر الأولاد يجب أن يكون بعبارات أرقى من ذلك تحقق الغاية منها ، وفي الوقت ذاته تحفظ كرامته وإنسانيته حتى لا تتبلد أحاسيس الطفل ، وقد جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأحد أبناء ابنته فاطمة وهو الحسن بن علي ، رضي الله عنهما ، لما أخذ من مال الصدقة : " كخ كخ ليطرحها ثم قال : أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة " رواه البخاري كتاب الزكاة باب 60 ، ومثال ذلك استخدام ألفاظ : هداك الله ، هذا لا يرضي الله ، هذا حرام عليك ، بارك الله فيك وبذلك يكون الطفل متعلقا بالله تعالى .

المبدأ الثامن :
إظهار الاستياء من انحرافات الضالين والمغضوب عليهم والمشركين ومن تبعهم أمام الناشئ ، وانتقاد ما يبدو من أخلاقهم ، وأخبارهم ، ومظاهر حياتهم التي تسربت إلى وسائل إعلامنا من ظلم ، واستهتار ، وترف ، وانهيار ، والإيحاء إليه بنتائجها الوخيمة عن طريق القصة ، أو الحوار ، أو القدوة ، وبهذا يبتعد الطفل عما أشار إليه الحديث النبوي من التهويد والتنصير والتمجيس وليس الحديث محصورا في اليهود والنصارى والمجوس بأعيانهم ، وكل أبوين مسلمين يقلدان اليهود والنصارى في ضلالاتهم ، وأمور حياتهم بما ينافي الآداب الإسلامية ، مسئولون عن انحراف أطفالهم عن الفطرة نتيجة لتقليد آبائهم ، أو لأن آباءهم عرضوهم لأسباب الانحراف كابتعاثهم إلى الخارج لتلقي العلم في مدارس نصرانية وهم أطفال ، والسماح لهم بالاطلاع على الصحف والمجلات وقراءة القصص دون رقابة وتوجيه وإرشاد ومشاهدة أفلام الرعب والجنس التي تجعل نوازع الشر تتغلب على نوازع الخير .. الخ
ومن هنا كان مبدأ القدوة الحسنة من أهم مبادئ التربية الإسلامية وأسسها
.


فالطفل يتميز بقدرة فائقة على التقليد فينبغي أن يكون الكبار قدوة حسنة ليتأسى الأطفال بهم ، حيث يتعلم الأطفال في المرحلة الأولى من حياتهم ما يسلكونه عن طريق تسجيلهم لكل ما يرونه من سلوك الوالدين و ما يلاحظونه من حركاتهما .


وعلى الأبوين عند إظهار الاستياء من انحرافات الضالين ، وانتقادهما لها أن يقدما الحقائق الموضوعية عن المبادئ الخلقية ، وإقناع أطفالهم بها ، وبيان النتائج العلمية ، والحقائق التاريخية في عواقب الانحراف ومضار سوء الخلق ، فيبينان كيف أن الغش ، والكذب والرشوة تصيب المجتمعات بالانحلال ، وكيف أن عدم اتقان العمل والبطالة يعودان على صاحبهما بالفقر والإفلاس والانحراف ، وعلى المجتمع بالتخلف والضعف ، وكيف أن شيوع الفاحشة والخمر يضر النسل ، ويدمر المجتمع ، وفي قصص القرآن الكريم العبر .


ثم تدريبهم تدريبا عمليا على بعض المواقف الأخلاقية كالأمانة بأن تأتمنه الأسرة على قدر معين من المال ، أو على حياة بعض الطيور بأن تكلفه الإشراف على تربيتها والاهتمام بها ، أو تدربه على إتقان العمل ، فتسند إليه بعض الأعمال وتطلب منه الدقة في أدائها ، وعلى قدر أمانته وإتقانه العمل يكافأ عليها ، وهكذا يتم الانسجام بين الشعور العاطفي والمبادئ الخلقية ، والتطبيق العملي لها ، وقوام هذا الانسجام : اطمئنان النفس لانسجامها مع فطرتها التي خلقت عليها في عبادة الله والإيمان به ، وكذلك بمنحه الجوائز القيمة على حفظ بعض أجزاء القرآن وبعض الأحاديث النبوية .


ويجب ألا نغفل جوانب الترفية المنضبطة بالضوابط الشرعية فإنه جزء مكمل للتربية .
وهكذا يتحقق إن شاء الله تعالى الأمن والاستقرار للأولاد
__________________