منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - في نظرك أيهما أسوأ العنوسة أم الطلاق ؟؟ " شكرا ً لــ aboanas "
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-2005, 10:34 PM
  #27
سحابة عابرة
عضو متألق
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 437
سحابة عابرة غير متصل  


أستاذي الكبير aboanas

ماذا عساني ان اقول او أكتب وأنا أقف حائرة كيف يمكنني الرد على شخصيه هامة ومميزة في هذا المنتدى مثلك أنت
وأود أن أشكرك على مساعدتي في طرح هذه الفكرة التي بدرت على ذهني بمجرد أن قرأت موضوعك .. فلك جزيل الشكر والتقدير

فلنبدأ حوارنا

أُريد توضيح نقطة هامة قبل الشروع في هذا الحوار أنا لست ضد الرجل ولاأضعه في موضع المتهم أو ألقي باللوم الكامل عليه دون الأخذ في الاعتبار دور المرأة في هذه المشكلة وخصوصا أنه في مجتمعنا العربي اللوم الأكبر تناله المرأة وهذه هي المشكلة
وأتطرق هنا لأصعب موضوع أشبع بحثا ودراسة في مجتمعاتنا العربية ولم يتعدل حاله ،،، فنظرة المجتمع في كل الأقطار العربية للفتاة العانس أو المطلقة نظرة تنقصها الحكمة والتعقل وكأن الفتاة هي السبب في بدء واختيار أو نهاية حياتها الزوجية السابقة مع أنها قد تكون حياتها مع رجل لايخاف الله و لا يتقيه فيها أو يكون رجل سمعته غير جيدة تارك للصلاة أوشارب للخمر ، أو متعاطى للمخدرات ، أو يكون شخص ساذج تافه لايقدر على تحمل الحياة الزوجية وعندما تنهي حياتها معه خوفا من أن يجذبها الى المستنقع الموحل الذي يعيشه تتفاجىء بنظرة المجتمع الغير مدرك لمسببات هذا الطلاق يقابله ايضا نظرة المجتمع للشخص المطلق الذي يكون ظالما لمطلقته لكن المجتمع يراه رجل كامل الرجولة ويعتبر مرحب به في حالة رغبته في الزواج مرة أخرى بعكس المرأة !
وهذا لايعني أن نتناسى دور الكثير من الأسر والحياة الزوجية الناجحة ودور المرأة والرجل في ذلك

استاذي الفاضل :

احيانا تبدو الحياة مثل (مدينة الملاهي) كبيرة ومزدحمة.. الكل مفتون بألعابها ومندهش لمباهجها ومفاجآتها.. وتحت وطأة هذا الانشغال تضيع بعض ملامحنا الانسانية.. ورغم كل تلك الاحداث وذلك الازدحام والضجيج وحركية الحياة المتواصلة، نجد البعض يعاني وسط كل ذلك من غربة شديدة ووحدة قاتلة.. وعبثا يحاول البحث عن انيس لوحدته.. وفي كل مرة ينطلق في رحلة شبه استجدائية، يلتمس فيها الشريك المخلص الا انه في غالب الاحيان يعود بخفي حنين.
مطلقات هن وعوانس وحتى الأرامل اللاتي لم نذكرهن في هذا الموضوع هؤلاء هن الوجه الآخر لنساء يعشن الغربة فحاجة الواحدة منهن الى الانس والامان كبيرة وافتقادها الشريك يحميها من نظرات المجتمع اكبر، ولا حرج عليها ان عبرت عن احتياجها هذا بالقول او الفعل.. ولربما صدقت تلك المقولة الذاهبة الى انقسام الحياة الى نصفين، وان الانسان لا يستطيع ان يقطع مشوار حياته الا مع رفيق انها فكرة الشراكة بالطبع.. الشراكة في كل شيء في الاقتصاد.. والسياسة.. وفي الحياة والمشاعر.. والاهم من هذا وذلك الشراكة في مواجهة الخوف لمحاولة الحصول على الامن والاستقرار النفسي

المطلقة

تصادفنا حالات اقل ما يمكن القول عنها انها محزنة ومؤسفة فعلا، فهذه سيدة مطلقة منذ سنوات عديدة لا ابناء لها وبلغت من العمر خمسين سنة حاولت جاهدة ان تعيش بين الناس وان تشارك في الحياة الاجتماعية بمختلف انواعها.. المهم ان تذوب في المجموعات الا انها في قرارة نفسها واعماقها وحيدة تشعر بحاجة ماسة الى شريك يقاسمها فراغها وهمومها ويخفف عنها قسوة العيش والخوف من الغد المجهول والغامض.. قالت »ينتابني شعور بأنني سأموت وحيدة في يوم ما دون ان يحس بي احد، هذا الشعور يفزعني ويؤرقني.. وقد يأتي يوم انتظر فيه الفجر لأفتح النوافد والباب واخرج..لاموت بين الناس.. ان حاجتي لشريك قد تجاوزت معناها العاطفي والاجتماعي لتأخذ شكلا انسانيا«.
هذا ما قالته السيدة بشيء من الاسى والحزن، والنماذج غيرها كثيرة.
والمطلقة عموما تعاني الكثير من دون شك، لأن الطلاق في حد ذاته نهاية لحياة تعيسة وبداية لعذاب امرأة ستواجه الحياة وحدها في مجتمع لا يرحم، ويلقي بجل اللوم عليها في فشل العلاقة الزوجية فتلاحقها التهم والهمسات الظالمة والنظرات المملوءة بالشك والريبة، وتكون »محاصرة« من الرجال او النساء اللواتي يخشين على ازواجهن منها

العانس

عن هذه الاخيرة حدث ولا حرج.. فتلك الفتاة تقدم بها قطار الزمن لتبلغ الثلاثين او أكثر، تنضم لصفوف العوانس اللواتي يعملن طوال اليوم ـ بالبيت او العمل ويقضين لياليهن في رتابة ودون شكوى معلنة.. بينما يتألمن داخليا من الوحدة ومن كلام الناس اللاذغ (خصوصا وان موضوع تأخر الزواج اصبح مادة دسمة تلوكها الألسن في المجامع النسائية وغيرها) ومن سؤال هذه وحال تلك وذلك الاهتمام الزائف الذي يبديه بعض المحيطين بشيء من الرأفة الممزوجة بالحسرة والسخرية.. مع كل هذا وذاك تحس الواحدة منهن برغبة عنيفة في تأسيس اسرة وبيت مهما اختلفت درجات ثقافتنا او مستواها الاجتماعي اذ العلاقة لا تناط بهذه الامور بقدر ما تتعلق بجانب انساني ينبغي عدم تجاهله لاسيما عندما تشرف العانس على سن الاربعين او يتقدم بها السن نحو الخمسين ومازال (النصيب) لم يطرق بابها بعد.. ومع كل هذا قد يستنكر البعض تصرف عانس او ارملة او مطلقة عندما تطلب الزواج او تتمنى العثور على شريك يؤنس وحدتها.. ووسط هذه الغربة يتجرأ البعض ويتغامز ويتهامس عن واحدة منهن تصر على الزواج في خريف عمرها.

وبايجاز سريع سأذكر وضع الأرملة من بين المطلقة والعانس وهذا لايعني تصغير لحجم مشكلتها ولكن قد ننتناول هذا الجانب في موضوع آخر منفصل

لايقل عذاب الارملة عن المطلقة فهي تعاني ما تعانيه الاولى واكثر، اذ إنها معرضة للأقاويل والاشاعات بصفة مستمرة وتكون مثل الجرح الذي لم يندمل بعد، فإذا تزينت واهتمت بنفسها ومظهرها يدعون بأنها ليست حزينة على المرحوم او انها تبحث عن عريس ويتغامزون عليها، وهي دائما في قفص الاتهام وكأن رغبتها في الزواج مرة اخرى جريمة لا تغتفر وانه من المفروض ان تدفن نفسها وهي حية لتجسد صورة الزوجة التي اخلصت لماضيها، مع ان هذه الارملة قد تجد نفسها مجبرة على الارتباط مرة اخرى ولأسباب عدة كأن يقاسمها الشريك الجديد المسئولية في تربية الاطفال، ونجد ان الرجال يترددون الف مرة قبل يفكروا في الارتباط بأرامل وكأن هناك انتقاما من رجولتهم او وضعهم الاجتماعي!!
وفي واقعنا لا مجال لتفهم زواج الارملة المتقدمة في السن، فهي اما »متصابية« او متحررة اخلاقيا، ولا احد يفهم انها وحيدة وتطلب المشاركة والصحبة في نهاية حياتها.

المشكلة في مجتمعنا حتى لو كانت المطلقة أو العانس رضيت بقسمتها في الحياة ..و عاشت حياتها طبيعية ، إلا أن الضغط من المجتمع يكسر مجاديفهن و يحطم نفوسهن...
فالحل ليس فقط الزواج و التعدد كما ذكر أحد الأخوة كثير من الرجال لما يعدد يبغى بكر صغيرة حلوووة وأنا لاأعمم هنا ولكن الحل هو أن يكف المجتمع كله ضغطه على هذه الفئة و يتركوها تعيش حياتها بسلام....

بعيدا عن كلمات اللوم و العتاب (للمطلقة)....و الشفقة وسوء الظن (للعانس)...
فوضع المجتمع هو الذي أوجد هذه النظرة .. وكرّس مفهوم النظرة الدونية للفئات التي ذكرتها .
ولكن لو تأملنا بل رجعنا لعهد الصحابة لوجدنا مجتمعا يختلف عن مجتمعنا ونظرة تختلف أيضا فكان تعاملهم مع تلك الحالات كالتالي :
( عندما تنتهي عدة الأرملة أو المطلقة يجتمع عدد من الصحابة بشأنها ولا يفترقون إلا وقد وجد من يتزوجها لأن مجتمعهم لا يريد امرأة بلا زوج وبذلك تم القضاء على تلك الظاهرة ) ولكن مجتمعنا متفرغ لعكس ذلك تماما .
أمر آخر وهو وجهة نظر شخصية : هل للعانس ذنب في ما هي فيه ؟؟!! وهل المطلقة هي السبب وهل هي دائما المخطئة ؟؟! فالسؤال هل يستطيع أحد أن يرد عنهما ماكتب الله لهما من النصيب ؟؟!
إذن لماذا نحمل المسألة أكثر مما تحتمل

آسفة على الإطالة وقد تجد بعضا ً من مداخلاتي في الرد على باقي الاعضاء ومن خلالها سأتناول مالم أذكره في مداخلتي هذه
بارك الله فيك وجعلك ذخرا ً لهذا المنتدى الرائع وجزاك الجنة ان شاء الله
تقبل تحياتي
سحابة عابرة