منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كن خفيفاً على القلب
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2006, 03:15 PM
  #1
الجروح
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية الجروح
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 7,731
الجروح غير متصل  
كن خفيفاً على القلب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كن خفيفاً على القلب



لما خرج جرير بن عبدالله البجلي من اليمن واقترب من المدينة قال : أنخت راحلتي ولبست حلتي، ثم دخلت المسجد، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فرماني الناس بأبصارهم، فقلت لجليسي يا عبدالله، هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئاً؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، إذ بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجأه قال في خطبته : إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن، ألا وإن على وجهه مسحة مَلَك، قال جرير : فحمدت الله تعالى. فالمدح في ظهر الغيب يؤدي إلى تعلق الممدوح بالمادح والشعور بالإمتنان، ويذهب الغل المدفون في الصدر.

كان بيني وبين أحد أساتذة جامعة الكويت خلاف في بعض المسائل الشرعية مما سبب الجفوة بيننا، فبينما كنت في مجلس من المجالس، إذ طرح اسم الأستاذ الجامعي، وأنه قام بعمل اختلف المشايخ في جوازه، فكنت أدافع عن عمل الأستاذ، وأنصر ما ذهب إليه، وأرد على الحجج المنهاضة له، وبعد ذلك كان إذا رآني احتضنني، ورحب بي، وتصلني الأخبار أنه يذكرني بخير في مجالسه، فماذا لو أثنى الزوج على زوجته عند أخيها، أو أهلها عندما تغضب وتحصل بينهما قطيعة تجدها تسارع في الرجوع إلى زوجها.

إن الثناء الصادق أمام الناس وأمام من له وجاهة - عند عدم حضور الممدوح - يجعل المادح خفيفاً على قلب الممدوح بعد أن كان ثقيلاً .

كان الحجاج يستثقل زياد بن عمرو، فلما قدم زياد على الخليفة عبدالملك بن مروان قال : يا أمير المؤمنين، إن الحجاج سيفك الذي لا ينبو وسهمك الذي لا يطيش، وخادمك الذي لا تأخذه فيك لومة لائم. فلم يكن بعد ذلك على قلب الحجاج أخف منه.

فعندما تشعر الزوجة بأن زوجها يستثقلها، فلتسارع إلى الثناء عليه في غيبته أمام والده ووالدته، وأمام زوجات أصدقائه اللاتي سينقلن الكلام إلى أزواجهن، فبدورهم ينقلون الكلام إلى الزوج. فترجع الألفة بين الزوجين.

منقول
__________________