أختي حائزة الأمل ...
ذكرتيني باللقاء الصحفي الذي عقد مع الشهيد القائد جمال منصور أقتبس منه
[line]
جمال منصور!! هل بينك وبين أي أحد من الاستشهاديين علاقة خاصة، صديق قريب أو أحد منهم اثر فيك رحيله ؟
أنا للأسف لم يكن لي أي علاقة خاصة بهم لطبيعة عملي ولكن كنت أحس ان كل واحد منهم جزء من حياتي وأنه يعبر عما اعتقده في الحياة من دور ولذلك أمنياتي كانت في الدنيا هؤلاء الشباب ، ليس أن يكونوا بين الناس فقط بل يقدموا نموذجا بين الناس ، كل منهم ، لكن من اعرفه شخصيا يكون له تأثير اكبر ، المعرفة موجودة ، كلنا دهشنا منهم ، ولعل نوع لا أقول الحسد وإنما اغبطهم على انهم كانوا اسبق منا في أداء الدور والواجب ، هناك تأثير يحظر علينا ان ندمع أن نبكي رغم أنها مشروعة لأننا في المقدمة ان بكينا نحن سينهار غيرنا ، ليبكي الناس ولكن علينا ان نرفع الهمم وليؤدوا الواجب .
[line]
نحن لا نرفض البكاء للرجال ...
و لكن دمعة الرجل غالية ... غالية جدا .... و يجب أن تدل على كبريائه و قدرته على مواجهة التحديات ..
أذكر ذلك اليوم الجمعة 24/1/2003 عندما رحلت أمي و أخي الأوسط مع أحد المجاهدين لإيصاله إلى مكان ما خارج المدينة .... عندما طالتهم يد الغدر و الخيانة لتشي بهم فأعلنت الأخبار عن استشهاد رجل و امرأة ...ليتداعى إلى عقولنا أن الشهيدين هما أمي و أخي ... و كان لي أخ آخر استشهد قبلها بثلاثة شهور .....
حيث تدافع الناس نحو منزلنا و بدأ أبي من الصدمة يضرب رأسه بالحائط ... فكنت بكل بساطة .. أقول له أمام الناس .. أتحزن و لكن ثلاثة شفعاء في الجنة ... من مثلك يا أبي !!!!
و لم تدمع عيناي أمام الناس أبدا .. و كنت أختلس الثواني لأبكي خفية .......فالبكاء ليس عيب ... و لكن العيب أن أن يكون هناك نواح ... ان يكون هناك انهيار ... لأننا في المقدمة إن بكينا سينهار الجميع .........
حتى أني عندما سمعنا الخبر في الجزيرة و أدركنا أن الشهيدين أمي و أخي "الحقيقة أن الشهيدين أمي و الشهيد أيمن "المجاهد"" حملت سماعة الهاتف لأخبر خالتي الصغيرة 37 عاما تسكن مع جدي و جدتي .. و بابتسامة على الهاتف : السلام عليكم ... صباح الخير .... كيفك ؟؟؟ إن شاء الله بخير !! ... كيف معنوياتك ؟؟؟ فأجابت بالإيجاب ... و بكل راحة .... قلت لها أكيد أعصابك حديد ...... فقالت نعم .. فقلت لها : سوف أخبرك خبرا مؤلما و لكنا تعودنا أننا نحن مؤمنون ... فقالت أخبرني لا تخف ... فقلت أهنئك باستشهاد أمي و أخي عبد الله صباح اليوم ... طبعا صدمت و انهارت ... و هي لا أحد يلومها .. أما صورتي كانت تشحذ بالناس الهمم
فرحمة الله على الشهداء .....