اخواني واخواتي الأعضاء .. لماذا تنصحونها بالطلاق دون محاولة النصح وايجاد الحلول لها ؟؟
أرجوكم فكروا كثيرا ً قبل كتابة الردود وضعوا أنفسكم في مكان السائل الذي يطلب المشورة والنصيحة منكم ولا تتسرعوا في ردودكم على هذه الانسانة الضعيفة المكسورة التي ستتأثر بشكل كبير بما ستكتبونه لها
أختي العزيزة / ميثى حفظك ِالله
قرأت ُرسالتك، واطلعت عليها وعلى مشكلتك التي تتلخص في معاملة زوجك لكِ بعد الزواج ، وعدم التكافؤ من الناحية المادية والتعليمية حسب ماذكرت ِ
لن أُناقش معك ِ سبب موافقتك ِ له من البداية بالرغم من معرفتك ِ بالفروقات الموجودة بينكما .. فما حصل حصل وقد تم الزواج ولا فائدة الآن من لومكِ .. وإن كنت تعلمين ذلك قبل الزواج ورضيت فليس من المروءة التخلي عن الرجل دون محاولة الإصلاح وايجاد الحلول فكما تعرفين عزيزتي المشاكل تكون أغلبها في أول سنتين من الحياة الزوجية وعلى المرأة محاولة الصبر والتفكير بكل النواحي قبل التفكير بالطلاق كحل جذري من البداية .. إنك ِ مازلت ِ في بداية حياتك الزوجية .. وعليه أرى أن الوقت مبكر على طلب الطلاق، وهناك وسائل للعلاج، أرى اتباعها، منها:
1. أولا ً اجلسي مع نفسك واسترجعي شريط حياتك وحاولي معرفة الاسباب الرئيسية التي أدت إلى وصولكم لما أنتم عليه الآن وفي نفس الوقت ضعي نفسك ِ في مكان زوجك ِ وانت ِ تفكرين لكي لاتظلميه فقد يكون بدر منك ِ شيء وهو السبب الرئيسي لكل هذا .. فقد لمست من رسالتك ِ تكرار عدم التكافؤ بينكما خصوصا ً في الناحية التعليمية وقد تكونين نقلت ِ شعورك ِ هذا بشكل غير مباشر لزوجك ِ وأحسستيه بهذه الفروق وان استطعتي الجلوس معه وحدكما ومناقشة المشكلة الحاصلة من جميع النواحي فانه الحل الأسلم وبذلك تستطيعين اتخاذ القرار دون ضغوطات من أهلك أو من الاعضاء والتأثر بكلامهم واتركي عنك ِ العناد فلا فائدة منه
2. أشركي والدك ووالده أو أي شخصين من أهلك وأهله، واحكي لهم الحاصل كاملاً، ثم اطلبي منهم حل هذه المشكلة، إما باجتماعكما والعيش كزوجين، أو بافتراقكما حسب ما يرى الأهل، وهم أدرى بأحوالكما وحل المشاكل بينكما.
3. عسى ربي يوفق بينكما لما فيه الخير لك ِ ولزوجك ، فإن قبلت ِ به بعد محاولة الإصلاح أرجو منك ِ بذل الجهد من أجل تغيير حياتكما الزوجية، وهذا يحتاج أن تقبلي زوجك كما هو ، مع التركيز على محاسنه قبل النظر لعيوبه
أختي في الله
إحساسك ِ بعدم التكافؤ بينك وبين زوجك ... وأقول الإحساس وأقصده لأنه طالما وصل هذا الشعور إلى الزوجة سواء كان له ما يؤيده في الواقع أولا يوجد ، فقد بدأت الأزمة ومن المؤكد أن الشعور سيصل للرجل أيضا وستكون له ردوده النفسية والتي تترجم عمليا في سلوكيات تختلف حسب تربية الرجل وبيئته وقدرته على ترجمة سلوكياته بصورة أو بأخرى .. ومع الوقت ازدادت المشاعر السلبية تجاه زوجك على الرغم من بقاء بعض الحب والتقدير كما لمسته من خلال سردك ِ لمشكلتك ومن خلال ترددك ِ واعادة طلب المشورة منّا كأعضاء
يا عزيزتي
ضعي في اعتبارك أن الطلاق هو أبغض الحلال إلى الله، وهو هدم لكيان أسرة مسلمة كان من الممكن أن نجني منها الخير الكثير.
ولا أحد يستطيع أن يقول لك: استمري في هذا الزواج، أو لا تستمري ؛ لأنك أنت الوحيدة التي تعرفين احتياجاتك منه، وتعرفين درجة إشباع هذه الاحتياجات على المستويات المختلفة، وتعرفين أيضا خياراتك الأخرى المتاحة .. فإذا كان في مصلحتك الاستمرار في هذا الزواج رغم الفجوات الموجودة فيه، ورغم عدم التكافؤ .. فحاولي أن تجدي في زوجك من المزايا ما يعوضك عما تفتقدينه من شعورك بهذا الفرق ، ولا يخلو إنسان من مزايا، خاصة إذا نظرنا إليه بعين الرضا، وحاولي التوفيق بين احتياجاته واحتياجاتك (التي ظهر أنها متناقضة حتى الآن) وضعي ابنتك في اعتبارك قبل اتخاذ القرار .. واذا الله كتب لكما الخير والصلاح حاولي استعادة جو السكن والمودة والرحمة بينكما عسى أن يشعر هو الآخر باحتياجاتك الفطرية المشروعة، وحاولي إيقاف هذه الحرب الباردة بينكما.
فاستعيني بالله تعالى، وتقربي إليه بكثرة النوافل والدعاء والاستخارة ، وسيجعل الله لك مخرجاً إن شاء الله أدعو الله سبحانه أن ينير بصيرتك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الرضا به، ونحن معك وبجوارك حتى ترسو سفينة قلبك على بر الأمان
وبالله التوفيق.
تقبلي كلامي بصدر رحب
أختك ِ / سحابة عابرة 
.
التعديل الأخير تم بواسطة سحابة عابرة ; 15-01-2006 الساعة 07:18 AM