لعل لي رأي لا أخب فيه أحداً على أحداً ... ولا ألِّب فيه زوجةً على زوجته ... يقال هنا بما أن الموضوع قد طُرح ...
إن الرجل عليه مسؤوليات عظيمة وعديدة ، وقد جعل الله عز وجل القوامة بيده لعلمه سبحانه بقدرته على حمل كل تلك المسؤوليات التي لا تخفى على الآحاد منا ...
وإن من أعظم مسؤوليات الزوج هو مراعاة أهل بيته ، سواء أكان رعايته على زوجته أو حتى أبنائه ، وقد يظن بعض الرجال أنه إذا وفر المادة للزوجة وللأبناء بأنه يكون قد أدّى ما عليه ... فالخادمات موجودات .. والسائقون موجودون والسيولة متوفرة ... وهذا فيه شيء من الجهل وقلة الإيمان ...
بالمقابل وعلى الطرف الآخر ومن نظرة الرجل .. نحن نعلم علم يقين أن مثل هذه الحالات وفي الغالب ما هي إلا جري وكدح من أولئك الأزواج لتوفير لقمة العيش ... فجزاهم الله خيراً على تلك النية وأعظم لهم الأجر ...... ولكن !!!!!!!!!!!!!!
نسوا بأن أعظم توفير يقدمه ذلك الزوج هو لمسة حانية على ابنه الرضيع هنا .. وكلمة طيبة لابنته الكبيرة لتزيد من اجتهادها في دراستها هناك .. وتواجد في البيت لشيء من الوقت يُشعر الجميع بأن هناك راعٍ وحامٍ يحميهم ويحقق لهم ما يريدون .. يحل مشاكلهم .. ويعاونهم .. ويقف إلى جانبهم ... وفي نهاية الليل .. يتفرغ لتلك الزوجة .. ما بين سهرة لا تأخذ الكثير من الوقت .. شكر جديد من هنا .. وتودد من هناك ... وثالثة ضمة في الأمر لها .. ورابعة تقبيل .. وخامسة حُنُوٍّ زوجيٍّ رحيم .. يعوض الكثير الكثير عن جني تلك الأموال ...
ثم ...................
يقول الله عز وجل في ذكر رزق الأبناء : (( .............. نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ .. )) الآية الأنعام 151 .
والاعتدال مطلوب .. فلا بقاء في البيت طيلة اليوم ... ولا فعل ذلك في الخارج بحجة العمل والأعباء ...
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة ... فهل يوجد رجل في التاريخ كان أكثر انشغالاً منه ..
فهو الملك .. وهو الحاكم .. وهو الأمير .. وقائد الجيش الأعلى .. والداعية لله عز وجل .. والمعلم .. والإمام .. والخطيب ..
فضلا عن حمله هموم الأمة ...... ولم يكن يقصر أو يتأخر عن أهل بيته صلوات ربي وسلامه عليه ...
فالأمر يحتاج إلى وقفة لهُنَيْأةٍ من الزمان ... وترتيب الوقت ليس إلا ... ليتحقق وبإذن الله لكل ما يريد ...
أعتذر على الإطالة ... ولكن كان ذلك رأيي في الموضوع .. وبتوسع قليلاً .. لحاجة في نفسي ..
أسأل الله أن ينفعني وإياكم بما كتبت ... واسأله سبحانه أن يوفق الأزواج .. كل الأزواج إلى الوقوف إلى جوار زوجاتهم .. كما أحنوا إلى ربي سائلاً إياه بكرمه وعظيم فضله أن يلهم زوجات أولئك الرجال الصبر والوقوف إلى جوار أزواجهم وعدم التأفف الكثير ... وأن يعظم لهن المثوبة والأجر ...
سلمكم الله ؛؛؛