أختي في الله ليدي سوفت
خفف الله عني و عنكِ ما نعانيه ولكن دعيني أسألكِ هذا السؤال
ما رأيكِ بأم الأسير التي ظلت تنتظره بحزن و دموع و قد ضاعت أغلى لحظات حياتها و شبابها مختلط ما بين التفكير و الانتظار و الحزن و لا ألومها على ذلك فهي أمه ..
حتى توفاها الله و هي لم تره ؟
فأضاعت حياتها بالهم و الحزن لا هي عاشت حياتها طبيعية و لاهي رأته !
و بزوجة انتظرت زوجها الأسير بين الصبر و طلب العلم و تربية أبناءها منه أفضل تربية .. حتى يوم تلقت خبر وفاة زوجها الأسير تلقته بنفس راضية بقضاء الله عز وجل مستسلمة في كلا الحالتين لتقدير الله عز وجل .
فهاهي استغلت شبابها و نفعت نفسها و ها هي لم ترى أسيرها أيضا .
أختي و حبيبتي هذا الكلام لي قبل أن يكون لكي و ربما لو لم تكتبي هذا الموضوع لكتبته لولا أنني فكرت بأن الاستسلام للحزن ضياع للوقت و خسارة للعمر فوق خسارة الزوج .
أختي لو كنت في بلدة غريبة و تريدين أن تصلي إلى منطقة معينة فيها و في وقت معين كذلك ثم أتى لكي رجل من أهل هذه البلدة و عرفكي بنفسه و بأنه خبير و يعرف كل شيء عن بلدته و أفضل الطرق و أكثرها أمانا و سرعة ثم اصطحبكي معه و استسلمتي له بالكلية , فأنتي لا تعرفين عن البلدة شيئا و كذلك تثقين بهذا الرجل و بحكمته و علمه ..
لكنك عندما سرتي معه تأخر بكي كثيرا عن الموعد الذي قد حرصتي عليه لتكوني هناك .
ألن تقولي في نفسك هو أخبر مني ببلدته و أعلم مني بطرقها و أفضلها لكي أعبره أو أسير خلاله و أنا أشعر بالأمان حتى لو تأخرت طالما أعرف و متيقنة أنه لن يضيعني و هو في بلدته !
و لله المثل الأعلى و ما قولكي بربي و ربك
و الذي هو أحكم الحاكمين و هو العليم الذي يعرف ما ينفعنا و ما يضرنا أكثر مني و منكي .
اعلمي غاليتي أنه اختار لكي الطريق الأفضل حتى لو لم يعجبكي حتى لو تأخرك بكي عن ما تريدين أو تحبين و انظري إلى نصف الكأس الممتلئ و ستجدين الخير الذي أخرك بسببه رب العزة كل هذه الفترة
__________________
" ليت لي قلبان ... قلب للسعادة بالقضاء ... وقلب للصبر على البلاء "
( لؤلؤ مكنون )