اخي العزيز بعد نظر بعد التحية
احاول الاجابة على بعض ماتفضلت بذكره وان كانت تجربتي في الزواج جديدة الا انني على اطلاع بهذا الامر وسأنقل لك رأي احد الاصدقاء
اخي العزيز كل فترة من فترات الارتباط لها طبيعتها من وجهة نظري وهذا يرجع لطبيعة كل مرحلة فالانسان عندما يعيش وحيدا يطمح ويفكر في الارتباط بفتاة تملأ عليه الدنيا حبا وشوقا وحنانا ولما ان يحصل على ذلك تفتر مشاعره بل وحتى اولئك الذين عاشوا الحب قبل الزواج والارتباط (هذا بالنسبة لكثير من الناس ولا اقول كل الناس) , انا اقول لكل شخص لاتجعل الارتباط هو الهدف النهائي لانك حالما تحصل عليه فلن تجد في نفسك شيئا جديدا وانما اجعل في حياتك التجديد والتغيير لاتجعل همك الوحيد هو ان تكون في حياتك فتاة وانما كيف تعيش معها حياة سعيدة وهانئة
وهذا الموضوع اخي يرجع لطبيعة كل شخص احيانا فهناك من الناس من لايحمل الرومانسية من الاساس سواء قبل الارتباط او بعده وهناك من يجعل الرومانسية شعارا له فيحاول ان يبادل زوجته دائما وابدا مشاعر الحب والشوق والمودة ويحاول الاقتراب منها والتلطف بها ويهتم بالمناسبات المشتركة التي تخصهما ويحاول ان يهدي زوجته ماسجعلها مسرورة فرحة واذا ما انجبت له ولدا بعد فترة من الزمن يحاول ان يجعل من اسرته نموذجا لاسرة مثالية تعيش الاطمئنان والامن النفسي والاستقرار ويشيع فيها الود وقوة الارتباط وهكذا ... وهذا لاتموت المشاعر لديه بسهولة وبسرعة .. فطبيعة شخصية كل طرف تلعب دورا
من اهم اسباب الملل اخي ومن الامور التي ذكرها لي احد الاصدقاء والتي ربما عايشتها بشكل ما هو التعود على نمط من الحياة والانتقال الى نمط اخر مغاير فالانسان الذي تعود على الخروج وقت ماشاء وكيفما شاء ومع من يحب ولايحمل المسؤولية والانشغال بشخص اخر من الطبيعي ان يتسرب لنفسه الملل عندما يتقيد بنمط ما في علاقاته مع الاخرين وفي ذهابه وإيابه وعندما تتكالب عليه الطلبات والتكليفات التي تتطلبها الحياة الزوجية فيحن من جديد الى الخروج من هذا القفص , صدقني ان هذا الشخص قال لي انه كاد ان يطلق زوجته ليعود الى حياة التحرر , وان كان هذا برأيي غير صحيح لان الزواج هو سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا ولابد للانسان من ان يتكامل مع طرف اخر يشاطره همومه ومشاكله ومشاعره ولاينبغي علينا ان ننظر للزواج من نظرة سلبية ضيقة بل على العكس ويمكن لهذا الانسان او غيره ان يوفق بين الاصدقاء والاهل والزوجة والعمل والدراسة وغيرها ويعطي كل شخص حقه كاملا غير منقوصا اذا مانظم حياته
اخيرا اخي العزيز اعتقد من الامور المهمة ايضا التي يجدر ذكرها هو الاختلاف بين الحلم والواقع وبين الحقيقة والخيال فالامور التي تكون موجودة في اذهان الازواج قبل الارتباط وقبل الدخول في غمار الواقع تختلف عن ما بعده او عما يتمنونه فيشتكي الزوج مثلا من ان زوجته لم تعد كالسابق وانها تغيرت عليه او تقول الزوجة بذلك واكثر الاسباب هي وجود صدمة بحقيقة هذا الانسان , الزوجة مثلا تضع في ذهنها مواصفات وترسم في مخيلتها صورة بديعة عن فارس احلامها لتجد انه لايفقه في ابسط الامور او لايهتم بما تحبه او يقول انها لاتقوم بفعل ما اريده في الامر الكذائي فتكون ردة الفعل هي موت المشاعر وتراجعها شيئا فشيئا وكلما مرت الايام تضعف تلك المشاعر اكثر واكثر الى ان تنتهي العلاقة وتدفن وهي في مهدها
اتمنى ان تكون الاجابات شافية وكما ذكرت لا لمعان فيها ولا تزييف
تحياتي