منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - طلاق الزوجة بسبب عدم الانجاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-2003, 03:23 PM
  #4
عاشق محب
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 1,584
عاشق محب غير متصل  
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الأخ العزيز، لا أدري عن مدى ثقافتك ومعرفتك عن كيفية حصول الحمل، لذلك أنصحك أن تقرأ في الكتب خصوصاً كتب الإعجاز العلمي في تكوين الجنين. صدّقني أني مررت بما تمرّ به لكن أحمد الله على انه أنار بصيرتي وعرفت علمياً شيء يسير من عجيب صنع الله وبعدها أيقنت أن مسألة الحمل بالكامل من قبل القذف إلى الإخصاب جميعها لا نملك فيها أي تدخل إلا بإرادة الله.
أسرد لك بعض مما أعرفه ولا أطيل عليك: في البداية مسألة التبويض وهي سقوط البيوضة في الرحم حيث تكون جاهزة للإخصاب. هذا الأمر لا يعرف متى سيحدث غيره سبحانه وتعالى فهو مثل المطر؛ قد نرى بوادر للمطر لكننا لسنا متأكدين منه ولا نعلم الساعة التي سيهطل فيها، والأمر هنا كذلك. ثم بقاء البيوضة في قناة فالوب لمدة لا تزيد عن 48 ساعة فإذا لم يحصل جماع خلال هذه الفترة فلن يكون هناك إخصاب وبالتالي لا حمل. وحتى عند الجماع خلال تلك المدة، لابد من وصول الحوين المنوي إلى البويضة وهذا الأمر لا يوجد من يستطيع أن يتأكد كذلك من حصوله فقد لا تصل جميعها - رغم أن عددها بالملايين في الدفقة الواحدة - وتموت داخل المهبل أو قبل الوصول إلى البيوضة وذلك بحسب القوة التي يحملها الحوين المنوي والتي يستهلك جزء كبير منها ليسبح خلال السوائل التي في مهبل الزوجة والكثير من الحوينات المنوية تموت ولم تصل. أما تلك التي حالفها الحظ ووصلت فتبدأ في محاولة إختراق البيوضة وهنا نقف جميعاً لنشاهد الإرادة المطلقة من قبل الحق سبحانه وتعالى. لو أمكنك أن تحصل على صورة مكبرة لهذا الحث المثير. البيوضة وحولها الملايين من الحوينات المنوية التي تحاول أن تجد طريق داخل البيوضة تبدو كأنها الشمس وحولها هالات من الضوء. الملايين من الحوينات المنوية تصارع الموت لأن الحوين المنوي بمجرد خروجه من الزوج لا يعيش طويلاً بل يتفتت شيئا فشيئاً بحسب قوته بل بحسب ما أراده الله له أن يبقى والبيوضة محاطة بغشاء محكم لا يسمح لأحد بالنفاذ إلا بأمر الله . لكن على أي أساس يدخل أحد الحوينات المنوية إلى البيوضة هذا ما لا يستطيع أحد أن يخبرنا به، كل ما نعرفه أنه بأمر الله سبحانه وتعالى يسهّل الله لأحد الحوينات المنوية أن يدخل البيوضة فينطلق منها ما يقتل باقي الحوينات المنوية وكأنها تقول بأنه هذا الذي فاز بي وتبدأ البيوضة والحوين المنوي رحلة الإبتعاد إلى الرحم حيث المقر والمسكن وسبحان من قال ( ونقر في الأرحام ما نشاء ) فالأمر كله أولاً وأخيراً بإرادة الله .
ثم يا أخي كما ترى فإن المرأة في العملية كلها لا تملك شيء، بل على العكس تماماً هي مستعدة لكن هل ينجح حوين منوي في الوصول والنفاذ ، هذا علمه عند الله فالمرأة كما قال عنها الله سبحانه وتعالى ( نساءكم حرث لكم ) فهن مثل الأرض التي تخرج ما نحرثه ونزرعه فيها. لذلك لا ذنب أبداً أبداً للزوجة في عدم الإنجاب طالما أن الأمور طبيعية.
هذه المسألة بإرادة الله لذلك عليك أولاً أن توطن نفسك على أن ترضى بقضاء الله وقدره وأن تفرح بذلك واذكر أن بعض الأبناء يكونون قتنة وعدو للإنسان يوم القيامة بل اذكر قصة ذلك العبد الصالح في سورة الكهف مع سيدنا موسى عندما لقي غلاماً فقتله وارجع للقرآن لتعرف سبب قتله. لابد لنا أن نتعلم أن نحمد الله على ما أعطانا ونحمده كذلك على ما منعنا منه. فكلا الأمران العطاء والمنع من الله نعمة أدركنا الحكمة فيها أو لا. لابد من الدعاء واللجوء إلى من بيده الأمر كله ثم لا تدع تدخل بل تطفل الآخرين على حياتك يفسدها. هذا السؤال أنا أعتبره من باب الفضول الزائد حيث ماذا سيستفيد فلان أو فلانة إذا حملت زوجتي أو لم تحمل!!! ماذا سيضره أو ينفعه وماذا سينفعني سؤاله؟ بل لعل عدم إجابته أسلم وأفضل. يا أخي عش حياتك ومارس الجنس مع زوجتك من أجل إسعاد نفسك وإسعادها وطلباً لتحصين فرجك وغض بصرك وطلباً للولد في مرضاة الله سبحانه وتعالى. اللهم فرّج همه وارزقه الذرية الصالحة التي تكون قرة عين له في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.