أختي الفاضلة

مشكلة زوجك واضحة تماماً حسب ما أظن وهي في رأيي لن تخرج عن الآتي :

زوجك مجروح في كرامته بسببك .. وأرجوك لاتستغربين .. إذ ربما قد تبادرين بالنفي .. وربما تكونين على يقين أنك لم تجرحي كرامته أبداً

من فضلك توقفي قليلاً فأنا على يقين أن زوجك صاحب كرامة عنيفة .. وصاحب حساسية شديدة في ذات الوقت تمنعه من أن يصرح بالسبب الحقيقي لموقفه هذا ... لأنه يشعر أنه لو صرح .. وقمتي أنت بفعل هذا الأمر بناء على تصريحه .. فلن يرد ذلك له كرامته التي يظنها أريقت وأهدرت ... وهو بكل تأكيد يرغب أن تأتي المبادرة من طرفك .

وأرجو أن تفهمي أنه ليس شرطاً أن تكون كرامته قد أهينت بالفعل من وجهة نظرك أنت .. ولكنها أهينت من وجهة نظره هو .. وسأحاول أن أضرب لك مثلاً ربما يقرب لك الأمر .. وربما يكون حدث مع زوجك دون أن تشعري فأقول :

ربما في بداية زواجكما مثلاً وقبل تغير زوجك الملحوظ ببضعة أيام .. يكون قد سألك بلطف مثلاً إن كنت على إستعداد لأن تقرضيه بعض المال .. أو أن تساهمي معه في مشروع مثلاً ... وهو كان يظن أنه لا فرق بينكما .. وأنه يطلب ذلك بعشم كبير .. وربما تكونين أنت قد إعتذرت ولو بطريقة لطيفة .. أو أبديت عدم إقتناعك بمشروعه هذا مثلاً .. وسكتما بعد ذلك عن هذا الأمر .. فأنت تظنين أنه إنتهى .. بينما زوجك يشعر أن كرامته قد أريقت .. ولأنه حساس للغاية وصاحب كرامة متورمة فلن يستطيع أبداً أن يبوح لك بالسبب .. وربما بعد ضغط كبير منك قد يبوح .. ولكن للأسف هذا لن يحل المشكلة بل ربما سيزيدها تعقيداً .. فهو سيشعر ما إن يصرح أنه يذل نفسه أكثر .. فيكبر ضيقه .. بل ربما عند تلك النقطة وبعد أن تقومي أنت بعرض ما سبق أن إمتنعتي عنه أن يرفضه بكل قسوة وعصبية .. كنوع من الدفاع الذاتي عن الكرامة .

والحل يكمن في أن تجهدي نفسك في التذكر إن كان بالفعل حدث موقف مشابه لما ذكرته لك بينكما ( وليس شرطاً أن يكون أمر مالي .. وإن كان هو أقرب الأمور .. فقد يكون طلباً من نوع آخر ولو حتى في علاقتكما الزوجية الخاصة .. أو طلبه منك أمراً ما على إستحياء ناحية أهله ) .. وبعد أن ترجحي أن هذا الموقف بالذات هو ما غيره .. حاولي أن تعيدي فتح الموضوع معه بلطف بدون ذكر أن هذا هو سبب غضبه .. ولكن أثيري الأمر وكأنك قد وعدته بكذا مثلاً ومنعك كذا عن تنفيذه فيما سبق .. وأنك تريدين الآن أن تفي بوعدك له .. أو أنك فكرت بما سبق أن فاتحك به ووجدت أنك مخطئة .. وأنك قد غيرت رأيك وتريدين تنفيذ ذلك .

وهو سيتثاقل بعض الشيء في التجاوب مع تراجعك هذا .. وقد يبدي عدم إهتمام .. فأًصري .. وكرري عليه الأمر .. وكوني على تمام الثقة أن السعادة ستبدأ في إجتياحه حتى لو أخفاها .. ونفذي بعد ذلك فعلاً .. وسيتغير زوجك إلى ماكان عليه قبل الغصة في خلال بضعة أيام لن تزيد عن عشرة على أقصى تقدير .

وزوجك إن صدق حدسي وكان فعلاً من هذا النوع متورم الكرامة شديد الحساسية والإعتزاز المبالغ فيه بالنفس ... فإن أسوأ ما يمكن أن تعمليه معه هو إستجابتك لبعض النصائح بإهماله أو معاملته بالمثل .. فهذا سيملأه بالنقمة والحنق والإحساس المبالغ فيه بالإهانة والرغبة في الإنتقام .. وقد تخسرينه تماماً ونهائياً .

ولكني أيضاً أحب أن أبشرك أنه لو صدق ظني في طبيعة شخصية زوجك شديدة الحساسية هذه .. فهو أيضاً صاحب قلب كبير وحب ضخم .. وقدرة على العطاء لاتنضب .. ويعتبر أنك أنت وهو شيء واحد ولافرق بينكما أبداً .

ولتتأكدي من كلامي .. إن صدق حدسي فإن زوجك لا يتأخر أبداً عن أداء أي مسئولية مادية ناحيتك أو ناحية البيت .. وكذلك لايتأخر عن تأدية أية مسئولية أدبية أو إجتماعية ضرورية من وجهة نظره تجاهك .. ومهما كان غاضباً منك ومهما كان تجهمه وحنقه وغيظه .

ولمثل هذه الشخصية إن صدق حدسي مفاتيح كثيرة وأستطيع أن أفيض فيها وأحللها لك جيداً .. ولكن قبل ذلك أرجو أن لا أكون قد أخطأت في ظني في زوجك وأنت تستطيعين تأييدي في ظني حول كرامة زوجك المتوهجة وشدة إعتزازه بنفسه وحساسيته المفرطة .. قبل أن أفيض أكثر .. كما تستطيعين تفنيد ذلك لعلنا نجد حلاً آخر .

بارك الله لك في زوجك وأسعدكما في الدارين وتقبلي إحترامي

وبإنتظار ردك أختي الفاضلة