الأساليب العلمية والصحية لانقاص الوزن إلى المستوى المرغوب في حالة الاصابة بالسمنة
يمكن التخلص من الوزن الزائد بأي من الطرق الثلاث التالية:
1 ـ إنقاص كميات الطاقة الغدائية المتناولة، وذلك باتباع برنامج أو نظام غدائي منخفض الطاقة، ويعيب اتباع هذا الأسلوب بمفرده ما يلي:
أ ـ يستغرق فترة زمنية طويلة للتخلص من الوزن الزائد والحصول على النتائج المرغوبة.
ب ـ قد ينخفض الوزن نتيجة هدم عضلات الجسم وأنسجته الحيوية أو إفراز بعض سوائل الجسم ولا يكون فقد الوزن الزائد نتيجة احتراق الدهون الفائضة عن احتياجات الجسم خالصة مما يسبب الكثير من العواقب الصحية الوخيمة.
ج ـ تترهل عضلات الجسم ويرتخي نسيج الجلد ويتجعد مما يعطي للإنسان مظهراً يوحي بالكبر والشيخوخة.
د ـ قد لا ينقص الوزن رغم اتباع نظام غدائي منخفض الطاقة إذا قلت حركة الإنسان عما كانت عليه أو تغيرت طبيعة مهنته من وظيفة حركية إلى وظيفة مكتبية.
هـ ـ توصف نظم غدائية شديدة التحديد في مستواها الطاقي مما يجعلها تتميز بالقسوة وعجزها عن ارضاء الذوق الغذائي الفردي وتحقيق الإشباع.
2 ـ استهلاك الفائض الطاقي المختزن في الجسم على صورة نسيج دهني زائد وذلك بزيادة معدل النشاط الحركي ومزاولة الرياضة، دون تحديد لكميات الطعام المتناولة، ويعيب اتباع هذا الأسلوب منفرداً:
أ ـ يحتاج الإنسان إلى بذل مجهود رياضي كبير لفترة زمنية طويلة بصورة مستمرة ليستهلك كميات الطاقة الإضافية التي يتناولها في غدائه غير المبرمج وكميات الطاقة الإضافية المخزنة في جسمه على صورة نسيج دهني زائد مما قد لا تسمح به الظروف في حياته العملية الواقعية.
فإذا تناول المرء تفاحة كبيرة مثلاً تزيد عن احتياجاته الطاقية فانه مضطر للمشي بسرعة (5,3 ميل/ساعة) لمدة 91 دقيقة لكي يستهلك جسمه الطاقة الموجودة في هذه التفاحة (يستهلك الجسم 2,5 سعرا/الدقيقة عند المشي بهذه السرعة أو ركوب الدراجة بسرعة معتدلة لمدة 21 دقيقة أو السباحة لمدة تسع دقائق أو الجري لمدة خمس دقائق) أو تناول شطيرة كبيرة من الهمبرغر فانه يضطر للمشي ساعتين إلا سبع دقائق أو ركوب الدراجة لمدة ساعة واثنتي عشر دقيقة أو السباحة لمدة 35 دقيقة أو الجري لمدة نصف ساعة ليحرق الطاقة الموجودة في شطيرة الهمبرغر ويحول دون تحولها إلى مخزون طاقي من الدهون داخل الجسم.
ب ـ قد يصاب المرء بأعراض سوء التغدية نتيجة العفوية وعدم انتخاب نوعيات الأغذية التي تحقق له الحصول على وجبة متوازنة غدائياً تزوده باحتياجاته من العناصر الغدائية المختلفة.
ج ـ قد لا ينقص الوزن رغم بذل مجهود رياضي كبير نتيجة تناول كميات كبيرة من الطاقة الغذائية تعوض كمية الطاقة المفقودة في النشاط الرياضي.
3 ـ الجمع بين الأسلوبين معا، بالإضافة للمشاكل العاطفية والنفسية التي يسببها زيادة الوزن، فإن الوزن الزائد والسمنة خطر صحي حقيقي، فمن ناحية قلبك، فإنه يحتاج حتى يعمل لقوة أكبر لضخ الدم إلى كل تلك الأنسجة الدهنية، وهذا يؤدي إلى ضغط الدم المرتفع. يعد الإكثار من الطعام السبب الرئيسي لزيادة الوزن، والتمارين الرياضية لا تكفي لوحدها لإنقاص الوزن، فبإمكانك انقاص الوزن باتباع الحمية (الريجيم) لكن كثير من نقص الوزن بسبب الحمية (الريجيم) هو بالحقيقة نقص في الماء، الذي يستعاض بسرعة عند عودتك للاكل والشرب الطبيعي. كما أن الرجيم القاسي الطويل يعرضك إلى مشاكل في التغدية، وعليه، أيضاً أن ربع النقص في وزنك بهذه الحمية القاسية يكون نقصاً في النسيج العضلي، فإذا عدلت عن الحمية وبدأت أخذ سعرات حرارية أكثر مما تستهلك وتحرق، فإن الوزن المكتسب سيكون من الدهن، والنتيجة تكون زيادة في الدهن، وأما نسبة زيادة العضل فهي أقل مما كان لديك عند ابتداء الحمية، وسوف تصبح أكثر تعباً وأقل نشاطاً وتكسب وزناً إضافياً.
الطريقة السريعة، الصحية، والأكثر فعالية، والمجزية لنقص الوزن هي الجمع بين التمرين القوي والحمية الصحية، وهذا يكون بإيجاد توازن بين السعرات الحرارية التي تأخذها وبين التي تحرقها. وافضل طريقة ونتيجة تأتي عندما توازن بين تقليل أخذ السعرات الحرارية في نفس الوقت الذي تزيد فيه من زيادة إحراق السعرات الحرارية من خلال التمرين الرياضي.
فاتباع نظام غدائي منخفض المستوى الطاقي مصحوباً بمزاولة نوع من النشاط الرياضي أو الحركي. أفضل طريقة لإنقاص الوزن والمحافظة على الوزن الجديد المكتسب حيث يستفيد الجسم من المزايا الناتجة عن تغير العادات الغدائية وتطويرها بما يحقق له الصحة والرشاقة ويكسبه القوة والحيوية والنشاط. ويؤدي الانتظام في مزاولة الرياضة إلى زيادة اللياقة كما يحصل الجسم على كفايته من المغديات المختلفة من خلال النظم الغدائية العلاجية المتوازنة الخاصة بإنقاص الوزن كما يعني اكتساب اللياقة الصحية مع تصحيح الوزن إلى المستوى المرغوب فيه.
هل المحافظة على وزن الجسم طبيعياً عامل ضروري لتحقيق الشعور بالصحة؟
نعم، إن المحافظة على وزن الجسم في المستوى المرغوب فيه يعطي دلالة على أن الإنسان يتناول من الطاقة الموجودة في الغداء ما يساوي احتياجاته الاستهلاكية لهذه الطاقة في تحقيق الوظائف التالية:
أ ـ تغذية أعضاء الجسم المسؤولة عن استمرار الحياة.
ب ـ مزاولة أنواع النشاط الحركي اليوم المختلفة.
ج ـ المحافظة على درجة حرارة الجسم ثابتة مهما تغيرت الظروف البيئية المحيطة به دون إفراط أو تفريط.
كذلك إن زيادة الوزن (السمنة) أو نقصه (النحافة) عن المستوى الطبيعي يعدان من اللوازم المرضية، لما يصاحبها من أعراض مرضية مختلفة وتدهور الحالة الصحية للإنسان.
فالسمنة عامل رئيسي مساعد على الإصابة بالأمراض التالية:
1 ـ التهابات المفاصل وتآكلها خاصة المفاصل التي يرتكز عليها وزن الجسم.
2 ـ آلام العمود الفقري.
3 ـ أمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
4 ـ السكري.
5 ـ الالتهاب المرّاري والحصوات المرارّية.
6 ـ تدهن الكبد واعتلاله «قصور وظائف الكبد».
7 ـ داء الملوك «النقرس».
8 ـ سوء الهضم.
ناهيك عن الظواهر التدهورية الأخرى:
1 ـ كالميل إلى الخمول والكسل وبلادة الذهن وافتقار الحيوية.
2 ـ صعوبة الحركة وتعذرها أحياناً.
3 ـ الشعور بالتعب سريعاً عند بذل أقل مجهود.
4 ـ ضيق التنفس.
وبالإضافة إلى المشاكل الصحية التي تسببها السمنة فإنها تتسبب أيضاً في كثير من المشكلات الاجتماعية التي تنعكس على صاحبها باسوأ مردود. لتتردى في النهاية حالته الصحية، الجسمانية والنفسية كذلك.
ومن أمثلة المشكلات الاجتماعية التي تحدثها السمنة:
1 ـ الافتقاد إلى المظهر الرشيق الأنيق المتناسق.
2 ـ التعرض إلى التهابات في ثنايا الجلد وتسلخها وانبعاث الروائح الكريهة منها.
3 ـ صعوبة الحمل والوضع بالنسبة للنساء.
كذلك فإن النحافة:
1 ـ تضعف المقدرة المناعية، والإنسان النحيف تسهل اصابته بكثير من الأمراض، خاصة الأمراض الصدرية كالسل.
2 ـ تقلل من كفاءة الإنسان في إنجاز أعماله، وتحدّ من قدراته على التركيز.
3 ـ غالباً ما تكون النحافة مصحوبة بنوع من أمراض نقص التغذية أو أكثر كفقر الدم أو نقص الكاليسيوم لأن نقص الطاقة الغدائية لا يتيح للمرء فرصة التزود بكفايته من العناصر الغدائية المختلفة.
هل أنت مستعد للتخلص من الوزن الزائد
بما أن التخلص من الوزن يتطلب الكثير من التركيز والطاقة الجسدية والعقلية، لا يمكنك الخوض فيه بتهور، فأنت بحاجة إلى اجراء التزام وتحضير نفسك، ويتمثل جزء من هذا التحضير في تحديد ما إذا كان الوقت الحاضر مناسباً وصحيحاً. فنجاحك يرتبط بمدى استعدادك للاستفادة من هذا التحدي لذا اطرح على نفسك الأسئلة التالية:
ـ ما هي الحوافز التي تملكها لإجراء تغييرات في أسلوب عيشي في الوقت الحاضر؟
كن صادقاً لأن ادراك الحاجة إلى القيام بتعديلات والشعور بأنك على مستوى التحدي هما شيئان مختلفان.
ـ ما الذي يجري في حياتي وخلال الأشهر القليلة المقبلة؟
لا تهيء نفسك للاخفاق من خلال محاولة تحسين أسلوب عيشك إذا كنت منصرفاً إلى مشاكل أساسية أخرى. سواء تمثل ذلك في زواجك أو مهنتك أو أموالك أو أولادك، إمنح حياتك فرصة للهدوء قبل الانطلاق في الواقع، يفترض أن يكون القيام بالتعديلات اللازمة في أسلوب العيش لبلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه من أبرز أولوياتك.
ـ هل أنا واقعي بشأن أهدافي في التخلص من الوزن؟
تذكر أن التخلص من 5 إلى 10 في المئة من وزن جسمك قد يفضي إلى الكثير من المكافآت الصحية، إبدأ بأرقام صغيرة. حاول مثلاً التخلص من كيلوغرامين تقريباً كل مرة. فإذا كان مقاس ثيابك 8 حين كنت في الثانوية، لا يعني ذلك أنه يجدر بك الحفاظ على هذا المقاس في الوقت الحاضر.
حاول التوصل إلى وزن مريح تمكنت من الحفاظ عليه بسهولة اثناء شبابك. وإذا عانيت من الوزن الزائد على الدوام. عليك بالسعي إذاً إلى وزن يؤدي إلى تحسين ضغط دمك ومستويات الكولسترول والطاقة والقدرة على النوم.
ـ هل أؤمن فعلاً أن الأبطأ أفضل؟
أنت ترغب في التخلص من 200 غرام إلى كيلوغرام واحد كل أسبوع. قد تبدو هذه الوتيرة بطيئة جداً في مجتمعنا المتطلب للرضى الفوري، لكن إجعل تحسين صحتك على المدى الطويل هدفك الأساسي واعلم أن السرعة لا تهم أبداً.
ـ هل لديّ الوقت للاحتفاظ بسجلات عن كمية استهلاكي للطعام ونشاطي الجسدي؟
حيث أن الدراسات أشارت إلى أن الاحتفاظ بالسجلات يزيد من احتمالات نجاحك.
ـ هل لديّ العائلة والاصدقاء الذين يدعمون جهودي؟
فأنت بحاجة إلى أحدهم لمساندتك. وكلما ازداد عدد هؤلاء كان ذلك أفضل، وإذا لم تنعم بدعم أي شخص، عليك التفكير في الانضمام إلى برنامج جماعي للتخلص من الوزن.
ـ هل أرغب في تحسين صحتي أم أنا مهتم فقط في تحسين شكلي؟
ـ هل أؤمن بقدرتي على تغيير سلوكي في الأكل؟
ـ هل أرغب في العثور على سبل تجعلني أكثر نشاطاً على الصعيد الجسدي؟ فالمزيد من الحركة هو أساس التخلص الناجح من الوزن والحفاظ على ذلك.
ـ هل أعاني من اضطراب في الأكل أو مشاكل حياتية أخرى احتاج إلى المساعدة لحلها قبل الشروع في ذلك.
ـ هل أرغب في النظر إلى نجاحاتي واخفاقاتي السابقة، من حيث فقدان الوزن والمجالات الأخرى في الحياة، لمعرفة ما الذي يحفزني ويدفعني إلى الاستمرار؟
ـ هل أؤمن أن التوصل إلى وزن سليم والحفاظ عليه هو عملية تدوم مدى الحياة وتلزمني بتغيير سلوكي وعادات أكلي ومستوى نشاطي الجسدي، وهل أنا مستعد للقيام بهذا الالتزام؟
ـ هل استطيع اعتبار ذلك بمثابة تجربة ايجابية، لا بل متعة؟