منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ملف كامل عن العادة السرية .
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-2006, 04:16 PM
  #14
زوج فاهم
من كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زوج فاهم
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 3,146
زوج فاهم غير متصل  
.الدعاء سلاح المؤمن

إنه سلاح لا يخون في النوائب، يدخره العبد لوقت الشدة والكرب} وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ { (غافر:60). أما المضطر فله شأن آخر فهو أحرى بالإجابة } أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ{ (النمل:62) .

وهاك وعده صلى الله عليه وسل م فأنت تثق فيه تمام الثقة وماعهدناك يخالجك الشك فيما قاله صلى الله عليه وسلم فأصغ سمعك إليه وهو يقول :"ماعلى الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها"( رواه أحمد (1079) والترمذي (3573)) .

أليس لكم في أنبياء الله قدوة حسنة ؟ . هاهو يوسف عليه السلام تواجهه الفتنة وهو في سن الشاب فيرفع كف الضراعة لمولاه } قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ{ (يوسف:33). فماذا كانت النتيجة؟ اقرأ معي الآية التي تليها } فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{ (يوسف:34) . فهل جربت الدعاء؟ وهل رفعت يوما كفّ الضراعة إلى الله، أن يحميك من الرذيلة ويصرف عنك السوء والفحشاء؟ فأخلص الدعاء إلى الله بقلب خاشع متضرع ولا تستعجل النتائج .

ويبين ابن القيم رحمه الله أثر الدعاء في هذا المثال فيقول :" كرجل كان في كنف أبيه يغذوه بأطيب الطعام والشراب واللباس، ويربيه أحسن التربية، ويرقيه على درجات الكمال أتم ترقية، وهو القيم بمصالحه كلها، فبعثه أبوه في حاجة له؛ فخرج عليه فى طريقه عدو فأسره وكتفه وشده وثاقا، ثم ذهب به إلى بلاد الأعداء فسامه سوء العذاب وعامله بضد ما كان أبوه يعامله به، فهو يتذكر تربية والده وإحسانه إليه الفينة بعد الفينة، فتهيج من قلبه لواعج الحسرات كلما رأى حاله، ويتذكر ما كان عليه وكل ما كان فيه، فبينا هو في أسر عدوه يسومه سوء العذاب ويريد نحره في آخر الأمر، إذ حانت منه التفاتة إلى نحو ديار أبيه، فرأى أباه منه قريبا، فسعى إليه وألقى نفسه عليه وانطرح بين يديه يستغيث: يا أبتاه يا أبتاه يا أبتاه ، انظر إلى ولدك وما هو فيه ودموعه تستبق على خديه قد اعتنقه والتزمه، وعدوه في طلبه حتى وقف على رأسه وهو ملتزم لوالده ممسك به، فهل تقول إن والده يسلمه مع هذه الحال إلى عدوه ويخلي بينه وبينه؟ فما الظن بمن هو أرحم بعبده من الوالد بولده ومن الوالدة بولدها؟ إذا فر عبد إليه وهرب من عدوه إليه وألقى بنفسه، طريحا ببابه يمرغ خده في ثرى أعتابه، باكيا بين يديه يقول: يا رب يا رب، ارحم من لا راحم له سواك، ولا ناصر له سواك، ولا مؤوي له سواك، ولا مغيث له سواك، مسكينك وفقيرك وسائلك ومؤملك ومرجيك، لا ملجأ له ولا منجا له منك إلا إليك، أنت معاذه وبك ملاذه

ومن أعوذ به مما أحاذره ولا يهيضون عظما أنت جابره(مدارج السالكين 4/429-430)يا من ألوذ به فيما أؤمله لا يجبر الناس عظما أنت كاسره

.تذكر نعيم الجنة:

أعد الله في الجنة لمن أطاعه مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ويتنعم أهل الجنة بسائر ألوان النعيم وأصنافه، بل كل مايتمناه المرء هناك يحصل له.

ومما يتنعم به أهل الجنة إتيان هذه الشهوة لكن شتان بين ما في الدنيا والآخرة، وأنّى لبشر مهما أوتي من البلاغة أن يصف هذا النعيم.

وصف تبارك وتعالى نساء الجنة بقوله } إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً. فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً. عُرُباً أَتْرَاباً{ (الواقعة:37) .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها -يعني الخمار- خير من الدنيا وما فيها"( رواه البخاري (6568)).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا تباغض بينهم ولا تحاسد، لكل امرئ زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم" وفي رواية مسلم:"ومافي الجنة أعزب"( رواه البخاري (2354) ومسلم (2834)).

وعن سعيد بن عامر بن خريم رضي الله عنه قال سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول:"لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت لملأت الأرض ريح مسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر"( رواه الطبراني).

ومثل هذا النعيم يحصل للمرأة فتنعم بعشرة زوجها دون غل أو نكد، وقد صفت القلوب وسلمت من كل مايكدرها.

ويغيب عنها زوجها فيعود إليها قد زاد جماله وحسنه؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله r صلى الله عليه وسلم قال :"إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا"( رواه مسلم (2833)).

فشتان بين هذا النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول، وبين اللذة العاجلة التي تعقبها الحسرات الطويلة، إنه ثمرة للتخلي عن الشهوات ابتغاء وجه الله }كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ{ (الحاقة:24).

.ألا تحب أن تكون من هؤلاء :

فترة الشباب فترة تكثر فيها الصبوة، ويزداد فيها الطيش، ولذا فإن أولئك الذين يستقيمون على طاعة الله تبارك وتعالى في فترة الشباب يكرمهم عز وجل بنعيم وثواب ليس لغيرهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"( رواه البخاري (660) ومسلم (1031)).

قال ابن حجر في شرح الحديث :"خص الشاب لكونه مضنة غلبة الشهوة؛ لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى".

وهذا النعيم يشمل الرجال والنساء، قال الحافظ ابن حجر "ذِكْرُ الرجال في هذا الحديث لا مفهوم له بل يشترك النساء معهم فيما ذكر"( فتح الباري (2/148)).

ويعظم أجر المتمسكين بطاعة الله حين يكثر الفساد وتزداد أبوابه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر"( رواه الترمذي (2260).)
__________________