التـــــعدد
وهكذا فإننا يجب أن نوجه أنظارنا إلى هذه العدسات التي تشكل عنصراً أساسياً في دفع تفكيرنا باتجاهات معينة، ولا تسمح له بالتوجه في اتجاهات أخرى؛ فتساهم في تحديد مسبق للقرارات والأحكام، لأنها تتحكم بالمقدمات فتتحكم بالنتائج.
وعلى هذا الأساس قد تم التمييز بين عقل وآخر، وبات سائغاً القول بوجود (عقل عربي) و(عقل غربي) وآخر (إفريقي)؛ فالعقل هنا ليس هو القوة المدركة التي توجد بطريقة واحدة عند جميع البشر، بل هو المرجعيات والأسس (كأداة إنتاج الأفكار) ، وهي بالطبع متفاوتة من أمة لأخرى ومن ثقافة لأخرى.
(فالتفكير بواسطة ثقافة ما؛ معناه التفكير من خلال منظومة مرجعية تتشكل إحداثياتها الأساسية من محددات هذه الثقافة ومكوناتها، وفي مقدمتها الموروث الثقافي، والمحيط الاجتماعي، والنظرة إلى المستقبل، بل والنظرة إلى العالم، وإلى الكون والإنسان، كما تحددها مكونات تلك الثقافة) .
ولهذا فإن الشخصية المعرفية ستبقى قائمة ما دامت الأسس والمرجعيات مستمرة، وبالتالي فإننا نستطيع تحديد الأطر والمعالم للمواقف والأحكام التي تصدر في ضوء تلك الأسس والمرجعيات.
لكن من الضروري هنا الإشارة إلى فرق جزئي بين العقل و(الأفكار المسبقة)؛ لأن الأول يتحدد بالمعالم الفعلية للثقافة، بينما الأفكار المسبقة تحمل طابعاً ديناميكياً يتابع النقلات الحادثة في هذه البنية، والتطورات التي تنجز من خلال عملية التراكم المعرفي، وتفتح الأفق لكل حالات الاحتكاك والتفاعل، ما دام قادراً على الدخول كلبنة في البناء المعرفي لهذه الثقافة.
فالأفكار المسبقة هي ذلك الجزء المسلم به من المرجعيات والأسس؛ ولذلك فهي أهم ما فيها لأنها الأداة التي تسمح بضم أي معرفة جديدة إلى هذه الأسس أو طرد سواها باعتبارها ليست صحيحة.
ولهذا فإن هذه الأفكار هي التي تسبب نزاعات أو صراعات في مقاطع التضاد والتنافر كما أنها تقف وراء التعصب
نقلا عن الدكتور/ عبد الله الفريجي ، في مجلة النبأ.
__________________
اليوم حماهـ تذبح مره اخرى .. اللهم عليك بالطاغية واعوانه .. اللهم اهلكهم و سلط عليهم .. اللهم ارنا عجائب قدرتك فيهم
في هالزمن تقدر تقول أن المثلث مستقيم وشي طبيعي لو تقيس الدائرهـ بالمسطرهـ !!