الأخت الفاضلة : الرجل الذي لا يبكي لا يملك القلب الحي وإن قيل عنه ما قيل من الصفات !!!!!!!!
وكيف للرجال الا يبكون فالبكاء رحمة فمثل هذه القطرات الملتهبة التي تنزل من اعيننا هي دليل على الإحساس والعاطفة فكيف لا يبكي الرجال وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع أو قرأ عن الجنة ونعيمها رق قلبه فبكي وإذا سمع أو قرأ عن النار وعذابها بكي وطلب من الله -تعالى- الرحمة طالبا الجنة مستعيذا من النار بل والأكبر عندما يختلي بربه في جوف الليل ينحب نفسه وتقصيره أمام ربه فهذا حال نبينا والصحابة والصالحين والعباد الربانيين إذا رأوا عارضا دائما يذكرهم بالله والحساب والاشتياق لرضى الرحمن فأجهشت العيون ونحبت القلوب وهذا نبينا يبكي عند فراق خديجة رضوان الله عليها زوجته الأولى التي آوته عندما طرده الناس وصدقته عندما كذبه الناس ويبكي عليه السلام عند فراقه بإبنه إبراهيم ويقول والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإن لفراقك يا إبراهيم لمحزونون لمحزونون ويبكي صلى الله عليه وسلم عندما يحاربه الكفار ويطردونه من الطائف لعدم استجابتهم الدعوة ويقول قولته المشهورة " اللهم إني اشكو إليك قلة حيلتي وضعف قوتي وهواني على الناس يارب المستضعفين إلم يكن بك عليا غضب فلا أبالي لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله " أو كما قال بل ويبكي فراقه لموطنه عندما طردوه منها مكة المكرمة فيقول والله يا مكة إنك لأحب البلاد إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ويبكي صلى الله عليه وسلم لفراق اصحابه وعند الفتح لنصر الله يبكي فرحا وكذلك اصحابه والتابعين والمؤمنين بل وفضل الله البكائين في القرآن وفضلهم وكذلك في السنة فقال صلى الله عليه وسلم " عينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس في سبيل الله وعين بكت من خشيت الله " بل ومن الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيانه " هذا قليل من كثير في فصل البكاء وليس حكرا على النساء بل للمؤمنين والمؤمنات .
أما في شؤون الحياة الطبيعية فكثيرا نرى اخوننا الرجال يبكون في مواقف عدة قد يكون البكاء لهم رحمة ونجاة والبكاء مع الدعاء والصبر هو شفاء القلوب وذهاب الأحزان وجلاء الأبدان بل يجعل من الرجل قبل المرأة دائما له عين يرى به عين ثاقبة يشعر بكل من حوله فيتفاني في العطاء والخير والإخلاص والحب وهذا الذي ينشده الإسلام من المؤمن الصالح والله المستعان وهو أعلى وأعلم