الأستاذة الكريمة أم جمانة
ما شاء الله عليك لقد نكأت جرحا غائرا في مجتمعنا المسلم المحافظ ، فما ذكرتيه عن الفرق بين تلكما المرأتين هو ما
يحدث للأسف وبكثرة ، وهذا قد يكون نتيجته عدم التوافق بين الزوجين سواء في الفكر ، أو التربية ، أو الثقافة ، أو
العقلية بالكامل ، والأهم مستوى التدين .
فإذا ما تزوجت المرأة الصالحة من رجل غير صالح خافت الله فيه وظن أن ذلك ضعفا في الشخصية فقوى شوكته عليها
، وإن حرصت على دعوته للخير جابهها وعاندها لأنه يظن أنها تريد فرض رأيها وشخصيتها عليه فيكابر بكل ما أوتي
من قوة فتحدث الشقاقات والخلافات. ومن هذه النقطة استنتج ان على المرأة الصالحة أن تدقق في اختيار الزوج الذي
توافق عليه ليكون رجلا صالحا مثلها لأن التوافق في التدين يعني التوافق في امور كثيرة كالتربية والفكر والثقافة
والعقلية مما يعني زواج مطمئن إن شاء الله.
لكن ما يدعوني للإستغراب أن بعض الفتيات يوافقن على أزواج ليسوا في مستوى صلاحهن والبون شاسع بينهما وكبير
وحجتهن في ذلك أنهن يردن دعوة الزوج على أيديهن وهذا خطأ كبير وحبل من حبائل الشيطان فانتي لا تظمنين له
الهداية لأن الله يهدي من يشاء ، وإذا لم تكتب له الهداية تكونين قد أوقعتي نفسك في ورطة كبيرة من حيث لا تشعرين.
أما الزوجة الغير صالحة فهي لا تخشى الله في زوجها إلا قليلا وتراها لا تفكر سوى في كسر شوكته ولا تعمل سوى
ان يحقق لها ما تريده من أمور الدنيا ، ولو حقق لها ذلك فتطلب المزيد ثم تنتج بينهما الخلافات والمشادات والشحناء
والبغضاء بين زوجين كان يفترض ان يكونان متحابين.
وهذا يعني أن على الزوج أن لا يختار إلا الزوجة الصالحة المماثلة له في التدين ليتم التوافق بينهما في كل شيء .
لدي الكثير أريد أن أفضفض به ولكن لا اريد أن أضيع وقتك بكلام كثير قد ينسي بعضه بعضا.