منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كيف تعامل الأم طفلها في السنوات الأولى من عمره؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-2006, 03:36 PM
  #3
زوج فاهم
من كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زوج فاهم
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 3,146
زوج فاهم غير متصل  
ومما يجعل الطفل يخاف زوال حب أهله أيضاً كون أبيه عندما يحضر مساء يأخذ أخاه الصغير فيحمله ويداعبه ولا يلتفت إليه فيشعر بالحسد والغيرة. كما أن الأهل يخطئون بتحذيره دائماً لمس أخيه الصغير أو إيذائه، وإذا ما كبر الصغير قليلاً واعتدى عليه وأخذ شيئاً من يده فليس له الحق في استرجاعه... وهذا ما يؤدي إلى اضطرابه وشعوره بالظلم والحيف....
وإن من أسباب الحسد ما بين الأخوة هو المقارنة السيئة فيما بينهم... مما يؤدي إلى شعور العداء بين الأخوة والقلق النفسي...
إن أمارات الحسد تظهر واضحة في أغلب الأحيان، فقد يضرب الأخ أخاه،أو يحاول إيذائه، أو يبكي عند الاعتناء به، ولكن قد لا تظهر بهذا الشكل بل تظهر بشكل رجوع إلى الطفولة الأولى. فعندما ترزق العائلة مولوداً جديداً نرى الأخ الأكبر يعود إلى مص إصبعه أو التبول في الفراش أو يرغب بأخذ الحليب بواسطة الزجاجة، وقد يأخذ اللهاية من فم أخيه ليمصها، وقد يتكلم بلهجة الأطفال المبتدئين،كما أنه يرجع مشاكساً عنيداً محباً للاعتداء وهكذا.... ويجب أخذ الاحتياطات اللازمة للحيلولة دون اشتداد الحسد عند مقدم طفل جديد، وذلك بعدم عمل أي شيء من شأنه أن يؤول على أنه حرمان أو كراهية أو إبعاد....
فإن أريد تغيير سرير أو مكان نوم الطفل أو إرساله إلى المدرسة أو دار الحضانة فليكن ذلك قبيل ولادة الأخ الجديد ببضعة أشهر، ولا بأس بالسماح له بأن يلاعب أو يداعب أخاه الصغير ولكن مع شيء من المراقبة مخافة إيذائه. وعند تحمل الأم الصغير لإرضاعه فيستحسن أن يداعب الأب أو يحدث الطفل الكبير. والمقصود على العموم هو إشعار الطفل بأنه محبوب ومراد كالسابق. وأن مقدم أخيه لم يؤثر على مركزه في العائلة.
وعلاج الحسد يكمن في فهم القضية فهماً صحيحاً وفي معالجتها بلطف وروية وذوق.
وإن صدف وبدرت من الطفل علامات الحسد كأن ضرب أخاه أو رماه أرضاً فعندها يجب الامتناع بتاتاً عن ضربه أو توبيخه أو تعنيفه، لأن هذا يؤكد للطفل أنه فقد مكانته عند أبويه بعد مقدم أخيه، وهذا مما يغير صدره بدرجة أشد فيجب إشعار الطفل بالمحبة والاطمئنان، وأما العقاب فإنه لا يؤدي إلا إلى فقد الاطمئنان أو اضطرابه.
(11) إن حماية الطفل في السنة الأولى تقع على عاتق الأهل كاملة، وهم مسئولون عن أي تفريط. وأما في السنة الثانية، فيحسن البدء بتعليم الطفل الحذر من الخاطر وذلك بتلقينه بعض الدروس اللطيفة- فحتى لا يمس المدفأة أو النار أو الأواني الحارة بشكل اعتباطي أو أن يقع فيها، فيحسن أن نقول له أو أن ننبهه بأنها حارة مؤلمة عند اللمس. وأن نسمح له بلمسها لمساً لطفاً وسريعاً بشكل لا يؤذي وبذا يخافها ويحذرها... وعلى العموم فيجب أن يكون هناك توازن بين التعليم والحماية وعلى الأهل أن يفطنوا لما يمكن أن يتعرض له الطفل من مخاطر أثناء لعبه وأن يأخذوا الاحتياطات اللازمة.
وفيما يلي بعض الخطوات العملية التي تساعد على الإقلال من الحوادث
1- يجب وضع السموم كالمبيدات الحشرية في خزانة مغلقة وأن يوضع المفتاح في مكان أمين.
2- يجب رمي الأدوية الفائضة وعدم تركها في متناول الأطفال.
3- يجب وضع حاجز واق لكل مصادر الاحتراق كالمدفئ وأجهزة التسخين والطبخ والأفران. ويستحسن وضع الكبريت بعيداً عن متناول الأطفال ويستحسن أن لا يترك طفل في المنزل وحده أبداً حتى ولو لمدة خمس دقائق.
4- يجب وضع أباريق الشاي وأواني أوعية الطبخ الساخنة في مكان أمين أي بعيداً عن متناول الطفل.
5- يجب الاحتراس من أخطار الأدوات الكهربائية والأسلاك الكهربائية والأزرار وما شابه ذلك، ويحسن استعمال الأجهزة المؤمنة منها والعناية بتمديداتها كي تكون سليمة.
6- يجب إبعاد كل الآلات الحادة كالمقصات والسكاكين والشفرات والدبابيس والأواني الزجاجية، بحيث لا تصل إلى أيدي الأطفال.
7- يجب عدم السماح للأطفال بممارسة الألعاب التي قد تكون خطرة كاللعب بالحبل وشده حول العنق، أو اللعب بكيس من البلاستيك أو إدخال الرأس فيه فهذا قد يؤدي إلى الاختناق، وكاللعب على السلالم، وركض الطفل وفي فمه طعام لأن في ذلك خوفاً من دخول الطعام في مجرى الهواء.
8- يجب الانتباه إلى كون الباب الخارجي للمنزل مغلقاً حتى لا يخرج الطفل على حين غفلة، مما يعرضه إلى حوادث السيارات وغير ذلك من الخاطر اهـ بتصرف.
... ومن النصائح النافعة أيضاً في تربية الطفل في هذا السن، فقد جاء في كتاب تحفة المودود بأحكام المولود (لابن القيم) ما يلي:
(1) ينبغي أن يمنع من حملهم والتطوف بهم حتى يأتي عليهم ثلاثة أشهر فصاعداً لقرب عهدهم ببطون أمهاتهم.
(2) وينبغي تدريجهم في الغذاء، فأول ما يطعمونهم الخبز المنقوع في الماء الحار واللبن الحليب. ثم بعد ذلك الطبائخ، والأمراق الخالية من اللحم، ثم ذلك ما لطف جداً من اللحم بعد إحكام مضغه.
(3) فإذا قربوا من وقت التكلم وأريد تسهيل الكلام عليهم فليدلك ألسنتهم بالعسل والملح الأندراني لما فيهما من جلاء للرطوبات الثقيلة المانعة من الكلام فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده، وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم.
__________________