لا شك في أن الأم التي تلبي جميع طلبات طفلها دون استثناء أم مخطئة في تربيتها لطفلها لأنها في استجابتها المستمرة لرغباته دون تميز بينها وبين ما هو مناسب وما هو غير مناسب تلحق الضرر بشخصية طفلها من الأوجه التالية :

1- يستقر في عقل الطفل أن من حقه الحصول على كل شي دون حساب للآخرين وقد يجعله هذا في المستقبل متعديا على حقوق غيره .بل حتى في طفولته نجده يحاول أن يأخذ لعبة طفل آخر لأنه تعود أن يمتلك كل ما يرغب فيه .

2- تلبية كل رغبة للطفل لا يساعد على التمييز بين ماهو مفيد وما هو ضار بين ماهو نافع وما هو باطل فحين تلبي الأم جميع رغبات طفلها يحسب الطفل أنه يرغب دائما في ما هو حق ومفيد.

3- الطفل الذي تعود أن يحصل على كل شيء يريده يصدم في مستقبل حياته حين يخفق في كل ما يريده ولا يحصل على كل ما تشتهيه نفسه ويترك هذا الاخفاق اثاره السلبية على نفسه

على هذا فان كلمة " لا " ضرورية لبعض طلبات الطفل ورغباته ولكن متى تقول الأم " لا " وكيف تقولها ؟

من الخطا أن تقول الأم لطفلها " لا " لرغبة ليس هناك ما يمنع من تحقيقها فمثلا حين يكون الطفل قد نهى واجباته المدرسية واراد استئذان أمه في اللعب فان كلمة " لا " هما ليست في محلها لكنها حين ترفض السماح له باللعب الا بعد أن ينهي كتابة واجباته المدرسية فان رفض الأم منطقي ويعود الطفل على أداء واجباته أولا ويشعر أنه ليس كل وقت مناسبا للعب

وحين يرغب الطفل في شراء حلوى أو لعبة وليس هناك ما يمنع من شرائها فليس مناسبا ان تقول أمة له " لا " . ولكن حين يكون في البيت عدة علب لأصناف مختلفة من الحلوى فقد يكون مناسبا أن تقولي له " لا " عندك في البت حلوى كثيرة عندما ينفذ ما عندك من حلوى في البيت فانك تستطيع شراء غيرها .

وكذلك اللعبة التي يرغب في شرائها وآخر لعبة اشتريتها له قبل ثلاثه أيام فقط فان من حقك أن تقولي له " لا " فيما بعد أشتريها لك .

ولكن كيف تقولين له : " لا "

هل يكفى أن ترفضي طلبات ابنك ورغباته ومبررات هذا الرفض محبوسة في نفسك وذهنك ؟

يحسن أن تشرحي له مبررات هذا الرفض وتبيني له أن رفضك ليس بسبب عدم حبك له كما قد يفهم أم يظن انما هو لكيت وكيت من الأسباب .

هذا الشرح والبيان يطمئنه الى حبك له أولا ويخفف من وقع الرفض على نفسه ثانيا ويشعره بالثقة حين تحرمين رغبته وتفهمينه أن رفضك ليس قصدك منه حرمانه مما يرغب فيه , من النصائح الهامة لتخفيف أثر كلمة " لا " على نفس الطفل ومنع الآثار السلبية المحتملة لرفض طلبه أن تقوم الأم بتقديك بديل آخر لما رفضته , فمثلا اذا رفضت ذهابه الى رفيق له لا ترتاحين الى خلقه .. فاجعلي رفضك متضمنا لبديل آخر : لماذا لا تذهب الى فلان فاخلاقه أفضل من رفيقك ذاك ؟

أو كنت ترتاحين الى رفيقه لكنك لا تريدين خروجه من البت لمرضه فاجعلي رفضك هكذا : لماذا لا تتصل بصديقك ليأتي هو اليك ويلعب معك وتريه لعبتك الجديدة ؟

واذا رفضت شراء لعبة لأنها غير مناسبة له .. فانك تستطعين أن تقترحي عليه لعبة أخرى أكثر مناسبة له : ( انظر أليست هذه أجمل ) وتحدثينه عن حسناتها وتكشفين له ميزاتها