العنوسـة داء عضال مقتطفات من خطبة الشيخ حمود غزاي الرحبي
عباد الله:شريعة الإسلام,وسعت كل شيء رحمةً وعلما ,اعتنت بالإنسان روحا وجسدا ,وعقلاً وفكرا,ومظهراً ومخبرا,بتوازان لامثيل له ولانظير تعجِزُ دساتيرالأمم وقوانين المنظمات,أن تجد له مثيلا.
ومن مظاهر العناية بهذا الإنسان حرصها على توجيه غرائزهِ توجيهاً صحيحا فدعته إلى مايضمن له الإستقرار النفسي والجسدي وقالت :من استطاع منكم البآة فليتزوج وقالت لولي البنت في المقابل :إذأتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.فياترى هل استجاب الشباب إلى هذا النداء؟ هل استجاب الأباء إلى هذه الدعوة الكريمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟هل تفاعل المجتمع المسلم مع هذه الأوامر النبوية ففعَّلها اجتماعيا وإعلاميا؟ هذه بعض الأسئلة على هامش هذه القضية!! أما الإجابة فأتركها إلى لغة الأرقام التي فجعتني وأنا أرقب ارتفاعَ مؤشِرِها عاماً بعد عام ...انا لله وإنا اليه راجعون!!العانسات من البنات في هذه البلاد فقط التي يبلغ سُكانهُُا ستةَ عشرَ أو ثمانيةَ عشرَ مليون نسمة العانسات من البنات فقط يقترب من سقف المليونين عانسه!!!إنه رقمٌ يخيفُ العقلاء,والغيورين على مستقبل هذه الأمة.إن كل متأملَ يُدركُ أن هذا الرقمَ ليس رقماً حسابياً مجردا بل يعني مليونينَ معاناةٍ نفسية!!إنه يعني مليونينَ مشكلةٍ في المجتمع!! إنه يعني مليونينَ ملفٍ شآئكٍ على طاولة الأزمات الإجتماعية!! إذ كنت يأ خي تنامُ مِلأَ جفنيك فنصفُ هذا العدد من العانسات لا ينام من الهم والقلق على المستقبل! أما سمعت بتلك العانس التي توهمت انها متزوجة فذهبت إلى موبيليا الأطفال مع سائقها واشترت غرفة نوم للأطفال كاملة وأثثتها ولما سئلت قالت وهي تبكي تخيلت أن لدي طفلا!!بل اسمع ماتقوله أخرى وارحم بكائها : كلما نظرتُ الى عقارب الساعة ،رأيتها تقفز قفزا، أدركتُ أن دورانَها دورانُ عمري، شعرت برغبة جارفة بان تعود إلى الوراء قليلا، رأفة باحتراقي في صمت وانهزامي في يأس….. إلى الثلاثين يعدو عمري مسرعا، وبالأمس اكتشفت على مفرقي نذيرا الكبر.. أول شعرة بيضاء.. انتزعتها على الفور بيد مرتعشة، كمن ُيخبِّئُ عارا، وحدَّقتُ في المرآة مذهولةً.. ثم أجهشت في البكاء!وصدق الشاعر عندم قال:
والهم يخترمُ الجسيمَ نحافةً ويُشيبُ ناصيةَ الصبي ويُهرمُ
وهذه اخرى تقول : ابلغ من العمر 30 سنة، خريجة جامعية أعمل موظفة، وفي الفترة المسائية اذهب الى النادي الصحي لتضييع الوقت، حتى أتهربَ من مشكلتي ونظرةِ الناسِ تُجاهي وكأنني
مجرمه، لماذا كل هذا يا مجتمع ؟ ارحمونا قليلا!!….. فأنا مثلُ غيري انسانةٌ متحجبة أخافُ الله سبحانه وتعالى وهذا قدَرَي ونصيبي أنْ اجلس في البيت بلا زواج، ولكن الله سبحانه وتعالى دائما يحثُنا على الأخذ بالأسباب…... والمشكلة هنا ان والدي اهتم كثيرا بتزويج أبنائه من الذكور وهم لا يتعدون 22 سنة وتركنا نحن البنات، هنا اوجه السؤال: .. هل الفتاة تشعر بنفس شعور الشاب خلال هذه الفترة ؟ (( أي الحاجة الى الزوج والاستقرار النفسي والطمأنينة والراحة )) ام ان هذه الخاصية جعلها الله سبحانه وتعالى فقط في الذكور دون الاناث!! .. وما سبب انحراف الكثير من الفتيات عن المسار الصحيح وأنتم تعلمون ما أقصد؟ أريدكم ان تجيبوا عن هذا السؤال، ولكن اسمحوا لي بالإجابة عن هذا السؤال من وجهة نظر انسانة تعاني من الوحدة (( عانس )) من غير زوج، وقد أوشكت ان تقع في المصيبة ولكن الله تعالى حفظها من ذلك .. أجيب فأقول ان المرأة يجب ان تصرف طاقتها في الحلال كما هو شأن الشاب، فإنها اما ان تبحث عن مصرف لهذه الطاقة ( مع سخط الله عليها طبعا )، او انها تصبر وتحتسب الأجر والثواب عند الله تعالى، ولكن!! المغريات هذه الأيام كثيرة، وكثيرة جدا…... اذا لماذا نحن نريد المحافظة على أولادنا من الذكور فقط دون الإناث فكم من شاب تقدم لخطبتي ولكن والدي يرفضهم لأسباب تافهة (( هذا ليس من مستوانا .. هذا من قبيلة ثانية .. هذا لم يكمل تعليمه .. هذا والده كان فعل كذا وكذا .. ما ارتاح له .. هذا وهذا وهذا وذاك .. الخ )) وفي النهاية انا التي أتعذب، أرجوكم اخبروا والدي بما أعاني .. انه قد يجهل أنني أعاني من مشكلة كبيرة .. قد يدفع ثمنها في النهاية، ولا ألوم والدي وحده لأن هناك أباء ليس لديهم علم بما تحتاجه الفتاة، وجل تفكيرهم بان الشاب هو المحتاج فقط، أنني ألوم المجتمع بأسرة، أنكم تهتمون كثيرا بأبنائكم الذكور دون الإناث، يجب على المجتمع تصحيح هذا المسار .. ونحن البنات أيضا بشرٌ مِثلُكم، وقد وصاكم الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته في حجة الوداع، بالنساء خيرا .. لأنهن امانه لديكم، وهن أضعف منكم….. هذه قصتي كتبتها لك بصورة مباشرة او غير مباشرة، ولكنكم تعلمون ما أقصد من هذه الرسالة، تعلمون ما أعاني من أمور نفسية واجتماعية كبيرة، وقبل ان اختتم رسالتي أذكركم بأن الله امر الرجل بان يمتع المرأة لأنها تحتاج الى الرجل، وان النساء خلقن للرجال، والرجال خلقهم الله للنساء.. واعلموا ايها الاباء أن (( العنوسة قاتلة )) أما الرسالة القاتلة فهي تلك الرسالة التي نشرتها جريدة المدينة على صفحاتها وكم هي مؤلمةٌ ومحزنةٌ وذاتُ عِبر لمن أراد أن يذكَّر أو يخشى تقول الرسالة: : أنا فتاة في الخامسة والثلاثين من عمري، ولي أربع شقيقات ولم تتزوج منا واحده حتى الآن بسبب أن أبي سامحه الله يرفض كل من يتقدم لنا من أجل الاستحواذ على مرتباتنا، وقبل فترة وجيزة توفيت إحدى شقيقاتي، وفي أثناء خروج الروح نظرت إلى أبي نظرة ما زالت مسجلة في ذاكرتي حتى الآن حيث قالت له: قل: آمين يا أبي، فقال لها: آمين، فقالت له: حرمك الله من رائحة الجنة كما حرمتني من الزواج، وأنا الآن حائرة بسبب ذهول أبي واضطرابه وندمه الشديد بعد وفاة شقيقتي حيث أنه بدأ يفكر جدياً في أمر زواجنا، وأنا بودي أن أسأل عن نوع الكفارة التي يلتزم بها أبي حيال الذنب الذي عمله في حق شقيقتي ونحن كذلك حيث أن أبي أصبح لا ينام الليل والنهار سبب حزنه مما جعلني أخاف على صحته التي لم تعد تحتمل كل ذلك الألم. أنقذونا ماذا نفعل؟ وماذا يفعل أبي لإنقاذِ نفسَه من غضب الله؟