باحث ومعالج في الطب النبوي ومتخصص في الحجامة النبوية
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 1,386
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
اختي الفاضلة الرماح الحزينة .
في الحقيقة شدني كثيراً موضوعك وقبل بدايتي في الكتابة أحب أن اخبرك باننا يجب عند حل اي مشكلة ان نفكر بالعقل الذي اكرمنا الله بة عن سائر المخلوقات و نضع بعيداً العواطف و الماضي . أنا يا أختي اخبرك و انصحك بهذا ولكن في أغلب الأحيان تغلب علي العاطفة شخصيا و تؤثر علي التفكير و يبدأ التنازل و تستمر المشكلة . فمن واقع تجارب شخصية مجربة يجب علينا أن لا نحكم عواطفنا في المشاكل الرئيسية و لكن يجب أن نحكم عقلنا و في نفس الوقت لابد أن يكون هناك تنازلات لكي تستمر الحياة و لنكون رحماء فيما بيننا.
انتي يا أختي شرحتي وطرحتي وضعك و مشكلتك من جميع النواحي و هذا بحد ذاتة بداية حل ان شاء الله تعالي للمشكلة . ولكن للأنصاف و بصراحة للحكم علي اي حالة يجب سماع الرأي الآخر و الطرف الآخر لكي يتم الحكم المنصف ولنا في قصة سيدنا داود عبرة و عظة عندما أنبة الله بسبب الحكم علي حالة من غير سماع الطرف الآخر وقال الله عز في ذلك في سورة ص (وظن داود انما فتنه فاستغفر ربه وخر راكعا واناب) . اعلم يا أختي اننا من الصعب الحصول علي رأي زوجك في هذة القضية وفي نفس الوقت اثق في كلامك و اعتبرك كاختي تماما وساضع رايي الشخصي بناء علي معطياتك .
عجبني في بداية موضوعك عدم انكارك لفضل زوجك ووضع محاسنة ومحاسن أهلة ومدي الاحترام المتبادل بين عائلاتكم و هذا شيئ ايجابي و مبادرة حسنة تدل علي كبر عقلك و رزانتة و هذا الشيء مطلوب لأن الله تعالي يقول (ولا تنسوا الفضل بينكم ان الله بما تعملون بصير) .
اختي الفاضلة في رايي الشخصي الحياة لا تستاهل كل ما تعاني منة . صحيح الغرض من خلق الله عز وجل لنا ان نعبدة ولكن قد وضع الله فينا كثير من الغرائز لكي يستمر النسل ولكي نكون خلفاء الله في الأرض . هذة الغرائز يجب ان تملأ مثل (الأكل , الشرب , الجنس , الأمومة و الأبوة , العواطف , الخ) و قد جعل لها ضوابط ولم ياتي الشرع بخمدها و منعها ومحاربتها كما نراة في كثير من الأديان الأخري .
الزواج هو الوسيلة المثالية الوحيدة التي اختارها الله عز وجل في اشباع رغبات الرجل و المرأة الجنسية و العاطفية . و التي اري انك محرومة منها وهذا حقك الطبيعي بل وليس من الطبيعي ان تصبري علي عدم اشباعها بطريقة تناسبك و تناسب طبعك . كما ان هذة الغريزة يتفاوت في رغبتها الكثير , كل علي حسب تكوين جسمة و بيئتة .
انا يا اختي اري انة من الأنانية أن لا يشبع الزوج زوجتة . كما ان الأعفاف لا يجب ان يكون لطرف واحد بل يجب ان يكون هناك حرص من كل طرف بان يعف الطرف الآخر . فلن تهنأ الحياة ما دامت الغرائز لم تملأ .
في نظري اري انك لم تقصري مع زوجك . بل صبرتي , و تبسمتي , وتجملتي, و حاولت جاهدة بكل الطرق بان تعالجي مشكلة زوجك , وتعرضتي للضرب و صبرتي و لم تلجئي للحرام و استعنتي بالصبر و الصلاة .
ما فعلتية يا اختي هو عين الصواب و تضحية أسئل الله أن يعوضك بها ما تتمنين في الدنيا و الآخرة . فانتي انسانة رائعة مخلصة بمعني الكلمة اخذتي بجميع الأسباب ولجاتي الي الله ويجب ان تضعي حلا نهائياً لهذة المئساة لأن الحياة لا تستاهل كل هذا العذاب الداخلي.
كما يجب ان لا ننظر لزوحك انة المجرم , بل هو انسان لم يتوافق مع رغباتك أو عندة مشاكل نفسية أو عضوية اخرجتة عن الحالة الطبيعة السليمة . كما ان هناك الكثير من النساء و اللتي يعاني الرجال من برودهم العاطفي و الجنسي.
طرحك اعطاني انطباع بعدم توافقك مع زوجك و عدم تلبيتة ولا مبالاتة لغرائزك العاطفية والجنسية والتي هي من ابسط حقوق المرأة الطبيعية حيث جعلت حياتك تعيسة و اتعبت نفسيتك و روحك ومن ثم جسدك .
عدم رغبتك في الأنفصال هو بسبب ابنتك كما فهمت أسئل الله ان يحفظها من كل مكروة . نعم يمكن ان تضحي و تصبري من أجل ابنتك لأنك لا تريدي ان تنشا وانتم منفصلين و لكي لا تبعد عنكي . ولكن هل ستكوني مهيئة نفسياً و عاطفياً و جسدياً لتربيتها في بيئة صحية و انتي بهذة الحالة ؟ . هذا سوءال يطرح للعقل وليس للعاطفة كما اخبرنا سابقاً .
انا لا ادعوكي ان تكوني انانية و ان تفكري في نفسك فقط . ولكن الطبيعة البشرية تقضي بان ياخذ الانسان لكي يعطي ولا يمكن للأنسان ان يعطي وهو مليئ بالأمراض الداخلية والتي ستتحول لعضوية في يوم من الأيام. كما انك في بداية العقد الثالث وما زال هناك المتسع من الوقت لانشاء اسرة اخري و لا بد من تلبية رغباتك لكي تعبدي ربك وانت مطمئنة خالية البال سليمة الجسد ولكي لا تجعلي للشيطان مدخل عليكي.
أري شخصياً أن الأنفصال هو الحل في و جهة نظري فيمكن لكل منكم و انتم في هذا السن ان يبدأ حياة جديدة مع شريك يتوافق مع طبيعتة . مع و ضع حل لأبنتكم من غير ظلم لها أو لأحد الأطراف . صحصح ان الطلاق هو ابغض الحلال ولكن هو حل أوجدة الله عز وجل لحل كثير من المشاكل.
انصح في حال رغبتك بالأنفصال بتدخل أحد من أهلك ذو عقل وحكمة ووجاهة لكي ينهي الموضوع بعد اخبارة بسبب رغبتك و اللجوأ لتحكيم الأهل كما اخبرنا الشرع من غير التشهير بالزوج أو الزوجة و ذكر المساوئ للجميع لأن هذا من انكار العشرة . و كما أخبر الله عز وجل في سورة البقرة (فامساك بمعروف او تسريح باحسن)
أسئل الله أن يعينك و يثيبك و يصبرك و يجعل لك من كل هم مخرج و ان يريكي و يلهمك الصواب .
أخوكي الصغير ........... حسان