منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - هل يمكن احترام أعراض المريضات وطالبات الطب ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2006, 12:42 AM
  #2
أسد
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 34
أسد غير متصل  
وفي الختام : ونزولا عند رغبة بعض الذين يتوهمون المصاعب ففيما يلي عرض لبعض الشبهات والإشكالات حول التعليم الطبي والرد عليها مع طرح الحلول العملية لها :

1- دعوى الضرورة الطبية :


الشبهة :

أن المريضة قد تكون مضطرة لأن يَكشف عليها الطبيب حيث لا يوجد طبيبة. وهذا مبرر لتعليم الطلاب عليها.

والجواب هو :

أن المريضة إذا كانت مضطرة لأن يداويها طبيب لعدم وجود طبيبة فإنها ليست في حاجة للكشف عن عورتها ( الصدر أو البطن أو حتى الفرج) لينظر إلى ذلك ويتحسسه 8 طلاب ذكور شباب بحجة تعليمهم الطب، فهي إن لم تتضرر من تحرشهم بها فلن تستفيد منهم إطلاقا. وأما حاجة الطلاب للتعليم فقد سبق الحديث عنها .

2- الفحص على الثدي :

- الشبهة : من الأمور التي يتوهمها بعض الأطباء و أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب و المستشفيات الجامعية أنه لا بد لطالب الطب من تعلم الأورام التي تصيب أثداء النساء لأنها من الحالات المنتشرة في بلادنا و أنه لا يمكن أن يتعلم الطالب على تلك الحالات إلا إذا فحص على المريضات، و الدمى لا تغني عن ذلك .

الإجابة عن الشبهة:

-

أ‌- أن الأورام التي تصيب الثدي أنواع كثيرة فمنها الحميد و منها الخبيث و هذه أيضا تنقسم إلى أنواع كثيرة بحسب الحجم و الملمس فمنها الكبير و الصغير و منها الخشن و الناعم . وكل تلك الأنواع قد لا يراها طالب الطب في حياته إلا مرة أو مرتين ، فكيف سيتمكن من تشخيصها ؟ و مع ذلك يتخرج الطالب من الكلية و قد يبدع في المجال الذي يذهب إليه. و بذلك يتبين أنه ليس هناك حاجة ملحة للفحص على الثدي في تلك المرحلة فالطالب الذي يريد التخصص في الجراحة هو المهتم بأورام الثدي وبعض التخصصات المتعلقة بالأورام السرطانية و لكن من يريد التخصص في أمراض الأطفال أو العيون أو العظام و غيرها من التخصصات لا يحتاج تعلم الفحص على الثدي.

ب‌- أنه من المعلوم طبيا أن الأورام لا يمكن التأكد من تشخيصها إلا عن طريق أخذ عينة من الورم و إرسالها إلى المختبر حتى يتم معرفة الورم إن كان حميدا أو خبيثا و غيرها من خصائص الورم المعروفة ، فالفحص السريري لا يغني أبدا عن الفحوص المخبرية . وهذه لا طاقة للطالب بها.

ت‌- حتى ولو رأى الطالب ورم الثدي مرة ومرتين وثلاثا فلن تكفي لمباشرة العلاج ، فلا بد أن يقيم في الجراحة ويتعلمها ثم يباشرها. فلا حاجة للتدريب على الثدي قبل التخرج ، وإنما يركز على أمراض أخرى.

ث‌- هناك ما يسمى بالدمى التعليمية حيث توجد مجسمات لجميع أنواع الأورام فمنها الكبير و الصغير و الخشن و الناعم و غيرها من الأورام حيث يستطيع الطالب معرفة جميع تلك الأورام و الفحص عليها و تعلم الأسس و الحد المطلوب للفحص، و إن أراد التخصص في جراحة الثدي والأورام توسع في ذلك بعد التخرج.

3- قضية تعليم أمراض النساء والولادة للطلاب الذكور:

- الشبهة : يعتقد البعض أنه لابد للطالب أن يتعلم أمراض النساء والولادة نظريا وعمليا وأن يحضر عمليات التوليد حتى يستطيع أن يولد امرأة في حالة الضرورة فهم يقولون أن الطبيب قد يكون في الطائرة أو يعمل في مستوصف في قرية وقد تأتيه حالة ولادة عادية أو متعسرة فإن لم يلتحق بدورة النساء والولادة عمليا في الكلية قد تموت عنده المريضة .

الجواب على الشبهة:

أ‌- عند سؤال الكثير من الأطباء عن عدد الحالات المشابهة التي تعرضوا لها أجمعوا على أنهم لم يتعرضوا لمثل ذلك ، لذا كان من غير المعقول أن يبنى نظام كامل ويطلب من آلاف الطلاب تعلم التوليد لأجل حالات شاذة لا اعتبار لها .

ب‌- أن كثيراً من ساكني القرى لا يعترفون بمسألة توليد نسائهم في المستشفيات و يكتفون بالقابلة، وهي أحسن على أية حال من الأطباء الذين لم يتخصصوا في الولادة. أما في الطائرة فالأصل في الحامل في الأشهر الأخيرة أنها تمنع من ركوب الطائرة إلا ما ندر و النادر لا حكم له .

ت‌- أننا لو سلمنا بصحة ما يقولون من ناحية الضرورة لوجدنا أمامنا مشكلة أخرى تتعلق بحقيقة الفائدة التي تعلمها الطالب في دورة أخذها في السنة الرابعة لمدة ثلاثة شهور، هل سيتذكر الطبيب ما تعلمه عندما كان طالبا ؟ وهل ستطلب من طبيب عيون أو جلدية أو عظام أو مختبر تخرج قبل ثلاثين سنة أن يولد امرأة ؟ الجواب أنه لن يستطيع التعامل مع الولادة الطبيعية فكيف بالمتعسرة !

ث‌- من المعلوم أن الممرضة المدربة والقابلة أفضل من الطالب ومن طبيب الامتياز حتى بعد تدريبهم مما يدل على عدم الفائدة العملية من تدريب الطلاب على العملي ، ولا بد أن يعمل مقيما قبل الممارسة. ج‌- أن الدمى قد تساعد الطلاب على الجانب العملي و يكتفى لهم بالجانب النظري، و يقصر الكشف على المريضات على الطالبات.

4- دعوى أن المريضة لا تـُجبر على فحص الطلاب عليها ولا بد من رضاها .

الرد على الشبهة :

- أ‌- أنه لا يجوز للمريضة أصلا أن تمكن الطلاب من الكشف على عورتها من غير حاجة لعلاجها، فتعليم غيرها ليس مبررا شرعيا لها لتكشف عورتها.

ب‌- أن بعض أعضاء هيئة التدريس من الأطباء يقدّمون الطلاب للمرضى على أساس أنهم أطباء و ليسوا طلابا ، و في هذا خداع وغش للمرضى كما أنه تدريب للطلاب على الكذب المقنن ! بل إن بعض الأساتذة يهدد المريضة بالطرد من المستشفى إن رفضت الكشف مذكرا لها بالورقة التي وقعتها بالموافقة على الفحص. وقد رأيت ذلك بنفسي ! ولقد رأيت أيضا بعيني أستاذا سعوديا يطرد مريضة من عيادته وهي في حالة الطلق لأنها طلبت أن يكشف عليها الطبيبة الموجودة في الغرفة المجاورة. وهذه أمثلة فقط وإلا فالنظائر كثيرة. أولئك الأساتذة تعلموا في كندا وألمانيا وبريطانيا وغيرها أن هذه الأفعال تنافي أخلاقيات الطب ، ولكن بعض أساتذتنا – وللأسف- يرون أن نساءنا في مستوى حيوانات التجارب (GUINEA PIG)، ولذا لا تنطبق عليهن أخلاقيات الممارسات الطبية التي يجمع عليها عقلاء الأمم .

ت‌- أن الإجبار له أشكال ، فالمريضة ليس لديها جرأة على الرفض بسبب حيائها وضعفها فطريا وبسبب المرض ، و تخشى إن رفضت أن لا تتلقى العلاج الجيد ، فتقبل مرغمة .

5- القول بأن الطب مهنة إنسانية ، وأن الطالب والطالبة لا يفكرون في الجنس إطلاقا في المستشفى ، وإنما يركزون على تعلم ما ينفع المرضى ، وأن الطالب لا يفرق بين كون المريض الذي تحت يديه ذكراً أو أنثى .


الرد على الشبهة :

أن هذا مصادم للفطرة والواقع ، وأول من يكذبه هو من يروجه. فمن يصدق أن طالبا شابا أعزبا لا يفرق بين الكشف على صدر هرم في الثمانين وبين صدر شابة جميلة في الثامنة عشر؟ ومن يصدق أن شهوته لا تتحرك وهو يتأمل في وجهها ثم يتحسس صدرها ليرى أي ثدييها أكبر أو أيهما أدفأ من الآخر...؟ ثم لماذا إذن صدرت توجيهات وزارة الصحة بمنع فحص الطبيب على المريضة إلا بوجود ممرضة أو قريب لها ؟ هل هذا مجاملة مؤقتة للمجتمع "المؤدلج" المتخلف برأيكم ؟ لقد بين الله تعالى لنا القول الفصل: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )) ولم يقل إلا طلاب الطب ! وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) ( صحيح الجامع 5045) وقال ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ولم يقل أن مجال الطب لا يقربه الشيطان. ثم كيف يحرم على الرجل أن يخلو بالمرأة ولو لتعليمها القرآن شفهيا ، ثم تقولون يجوز للرجل تعلم الطب على المرأة وله أن يتحسس جميع جسدها لأنه لا يفكر بالجنس؟

6- قولهم أن النماذج التعليمية ( الدمى ) لا تغني الطالب عن التعلم على المرضى :

-

فهم يقولون أن الدمية تختلف عن خلق الله سبحانه و تعالى وأنه لا يمكن للطالب التخرج و هو لم يتعلم إلا على دمية جامدة و أن هذه الدمى يتعلم عليها الغرب فقط في السنوات الأولى

الرد على الشبهة :

- أ‌- أن هذا من المغالطة ، فلم نقل أن الدمى تغني عن المرضى، وإنما نقول أنها وسيلة لتعويض النقص فقط ، وأما الجزء الأكبر من التدريب فهو على المرضى وليس الدمى.

ب‌- أن هذه الدمى صنعت بطريقة احترافية لتحاكي الواقع بشكل كبير ودخل في تصميمها أطباء استشاريون في جميع التخصصات ، ولا يشك أحد في دقتها وفائدتها في التعليم الطبي.

ت‌- أن هذه الدمى مطبقة في العديد من الجامعات التي تتبنى الاتجاه الحديث في التدريس و منتشرة في العديد من المدارس الأمريكية و الكندية وغيرها.

ث‌- ولذلك فنحن نستطيع توظيف هذه الدمى بما يحقق أهدافنا وخصوصيات مجتمعنا، فأمراض الأجهزة التناسلية للرجال مثلا لا يتدرب عليها في المرضى إلا الطلاب، أما الطالبات فيتدربن على الدمى التعليمية . وهكذا أمراض الولادة والثدي وأمثالها ، يراها الطلاب على الدمى، أما الطالبات فيتدربن على المريضات. وبعد التخرج ، إذا أراد الطالب أو الطالبة أن يتخصص في قسم معين فإنه يكشف على المرضى الذين سيعالجهم حسب الحاجة . ولا شك أن هذا يلغي المفاسد الحاصلة من كشف جميع الطلاب على المريضات دون فائدة حقيقة .

ج‌- أن الهدف من التدريب العملي لطالب الطب قبل التخرج هو معرفة الأسس الصحيحة للفحص الطبي ، وليس الهدف هو مباشرة المعالجة و المداواة للمرضى؛ و الدمى التعليمية تساعد في تغطية هذا الجانب .

ح‌- تبين لنا فيما سبق إمكانية تدريب الطلاب على الرجال والطالبات على النساء ، حتى قبل وجود تقنية الدمى الطبية، ولذلك فالدمى تعزز هذا التوجه الشرعي المعتدل.

7- دعوى أن الأطباء لديهم مشاريع مستقبلية لإصلاح وضع المستشفيات وكليات الطب :

- يدعي بعض الأطباء المسئولين أن لديهم مشاريع لإصلاح وضع كليات الطب و المستشفيات الجامعية و أنه لابد من مضي سنوات و سنوات حتى يصلح الحال .

الرد على الشبهة :

- أ‌- أن كلامهم هذا ما هو إلا لتهدئة المعترضين على هذه المنكرات وتخديرهم، بل إن أكثرهم لا يملك مشروعا حقيقا و صورة واضحة لما يريد فعله خلال السنوات القادمة، و كل ما يملكه هو التسويف.

ب‌- أن بعض الأطباء وصل إلى أعلى سلم الهرم الإداري فمنهم من أصبح عميدا أو وكيلا أو مديرا لمستشفى أو كبير أطباء... بل وكلاء جامعات مختلفة لسنوات طويلة ... و لم نر تغييرا أو تحركا ولو بسيطا في هذا الاتجاه ، بل وصل الأمر أن بعضهم افتتح مراكز طبية أسوأ من المستشفى الذي يديره، مما يعني عدم قناعته بما يعد المحتسبين به .


هذا وقد اجتهدت في جمع ما قد يكون شبهة ولو لم يذكرها أصحاب الرأي المخالف إتماما للموضوع، وطالب الحق يكفيه بعض ذلك ، وصاحب الهوى لن يقنعه شيء ولو حشرتَ له كلَّ شيء قـُبُلا.. وصلى الله على نبينا محمد.

الدكتور صالح بن عبدالله الصقير

استشاري الطب الباطني والروماتزم ، ورئيس وحدة الروماتيزم وقسم العلاج الطبيعي سابقا.

ملف

( كلية الطب.. آلام ..وآمال )


منقول