منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - قـبـل أن يـقـع الـطـلاق " الـطـرق العـلاجية والسـحـرية " بمنتداكم فقط
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-2006, 02:04 AM
  #1
عالم المطلقات والارامل والعوانس
المتحدث الرسمي لعالم المطلقات
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 39
عالم المطلقات والارامل والعوانس غير متصل  
doodah قـبـل أن يـقـع الـطـلاق " الـطـرق العـلاجية والسـحـرية " بمنتداكم فقط

بسم الله الرحمن الرحيم


" الـطـرق العـلاجية السـحـرية "

صفحة (( 1 ))

يقرر الإسلام أنه لا يصح شرعاً الاتجاه إلى الطلاق لأسباب يمكن علاجها أو يمكن أن تتغير في المستقبل أو تحول دون استقرار الحياة الزوجية على وجه.

حتى الأمور التي تتعلق بعاطفة الزوج نحو زوجته أو بكراهية لها ولبعض أحوالها لا يعدها الإسلام من مسوغات الطلاق.

فلا يستحسن أن يفكر الأزواج في الطلاق لمجرد تغيير عاطفتهم نحو زوجاتهم أو طرق كراهية لهن أو لمجرد عدم

ارتياحهم إلى بعض أحوالهن وأخلاقهن التي ليس فيها ما يمس الدين أو الشرف لأن هذه العواطف متقلبة ومتغيرة ولا

يصح أن تبنى عليها أمور خطيرة تتعلق بكيان الأسرة ومصيرها.

وبغيض الإنسان قد يصبح حبيبه يوماً ما(1), والزوج إن كره من زوجته خلقاً رضي منها آخر. كما جاء في الحديث : "لا

يفرك مؤمن مؤمنة, إن كره منها خلقاً رضي منها آخر"(2) ومعنى لا يفرك : لا يبغض.

أي لا ينبغي أن يبغض الرجل زوجته لخلق واحد لا يعجبه منها ويتغاضى عما بها من أخلاق أخرى فاضلة تعجبه. وقد

جاء على لسان الشاعر:

[poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="double,6,black" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا أنت لم تصبر مراراً على القذى *** ظمأت وأي الناس تصفو مشاربه[/poem]

ولحرص الإسلام على الوفاق بين الزوجين خاطب الله عز وجل الأزواج وأرشدهم إلى أن يغضوا نظرهم عن الهفوات التي

تصدر من زوجاتهم, وإن في الصبر عليهن وتحمل أخطائهن رضي الله عز وجل قال تعالى: < فَإن كَرِهْتُمُوْهُن فَعَسَى أنْ تَكْرَهُوْا شَيْئاً وَيَجْعَل الله فِيْه خَيْراً كَثِيْراً >

ومن الحكايات الطريفة التي تروى في هذا الصدد أن رجلاً جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليستشيره في طلاق

امرأته, فقال عمر؛ لا تفعل, فقال: ولكني لا أحبها, فقال له عمر: ويحك ألم تبن البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية

والتذمم؟

يقصد سيدنا عمر أن البيوت إذا عز عليها أن تبنى على الحب فهي خليقة أن تبنى على ركنين آخرين شديدين,
[SIZE="4
"] أحدهما
الرعاية التي تبث المراحم في جوانبها ويتكافل بها أهل البيت في معرفة مالهم وما عليهم من

الحقوق والواجبات.

وثانيهما: التذمم والتحرج من أن يصبح الرجل مصدراً لتفريق الشمل وتقويض البيت وشقوة الأولاد وما

قد يأتي من وراء هذه السيئات من نكد العيش وسوء المصير.

وقد كان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يترك للزوجين أمور خلافاتهما ليسويانها بينهما إلا إذا طلبا من

أهلهما ذلك.

" فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت فاطمة رضي الله عنها فلم

يجد علياً (رضي الله عنه) فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شي فغاضبني وخرج. فقال النبي صلى الله

عليه وسلم: لرجل انظر أين هو؟ فقال: هو في المسجد راقد فجاءه وهو مضطجع وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه

تراب فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "قم يا أبا تراب" قال سهل: و ما كان له اسم أحب إليه منه.

فأنت ترى أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن سبب الخلاف بل ذهب إلى زوج ابنته يداعبه ليستل من

نفسه كل أسي أو غضب.

وهذا معنى الحديث الآخر: (لا يسأل الرجل فيم ضرب زوجته)(3).

إذا قد يحدث أن يضرب رجل زوجته ويتدخل بعض الغرباء للصلح فيخجل من ذكر الحقيقة كل من الزوجين وقد يفتري كل

منهما قصة من خياله لم تكن محبوكة الفصول فتتبعها أقاصيص مفتراة من الجانبين تؤدي إلى اتساع الخرق على الراقع.

ولهذا كان الزوج لا يسأل عنه وإنما يسأل دوماً عن جذور المشكلة وأسباب الخلاف لا عما نشأ وتفرع منها. وسيأتي

مزيد من الشرح عند قول تعالى: < والتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن >

وقد انتقد الشيخ محمد الغزالي في كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث) هذا الحديث واعتبره باطلاً وتعجب

قائلاً: "لماذا لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته؟ أنربي بناتنا ليذهبن إلى فحل يلطمهن أو يؤذيهن دون مساءلة في الدنيا

والآخرة..! بأي منطق تتكلمون < إن الله لا يظلم مثقال ذرة < من يعمل سوءاً يجز به, ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيرا>

ذلك في الآخرة. ومن حق المرأة في الدنيا أن تشكو ما نزل بها إلى أهلها أو الحكم الذي يمثلها أو القاضي الذي يجب

أن يسأل زوجها. ولها بعدئذ أن تطلب الخلع أو التطليق للضرر(4). انتهى كلامه.

والحديث بمنأى عن هذا وليس فيه ما يمنع من شكوى الزوجة لأهلها أو للحكم أو القاضي للبحث في جذور المشكلة كما

ذكرنا آنفاً لا للسبب الطارئ فإن الضرب وراءه ما وراءه من الخلافات العميقة حتى أوصلت الزوج إلى استعمال هذا

الأسلوب.

وهذا بالنسبة للزوج المسلم الواعي الذي سلك في تقويم زوجته ما أمره الله من الوعظ والإرشاد والهجر ثم الضرب. كما

سيأتي معنا. لا أولئك الأزواج الجهلة الذين يضربون زوجاتهم لأتفه الأسباب ضرباً مبرحاً دونه ضرب البهائم والحيوانات.

وكان الهدف الأساسي لوضع هذا الكتاب توجيه أمثال هؤلاء إلى السلوك الإسلامي الصحيح كما جاء ذلك في المقدمة.

ولو أن الشيخ انتقد الحديث (حسب طرق نقد الحديث سنداً أو متناً) فأبطله أو ضعفه كما يفعله علماء هذا الشأن

والمتخصصون فيه لكان لكلامه وقع جميل ولجاء مقبولاً لدى الجميع أما أن ينقده معللاً ذلك بأنه يخالف المنطق فلعمري

ليس نقداً وهو مما نخالفه فيه ولا نوافقه عليه. كما فعل في حديث (الحجاب) الذي يرويه جابر بن عبد الله رضي الله عنه

في " المرأة سفعاء الحذين" التي كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم في محضر من الرجال والنساء وهي مكشوفة

الوجه.

واحتج بالحديث المذكور على إباحة سفور وجه المرأة أمام الجانب, وقد انتقد الشيخ العلماء وردوا عليه رداً قوياً

مظهرين بطلان استدلاله (5)

ولنعد إلى حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه لنأخذ منه حكمة سيدنا على رضي الله عنه إذا خرج بعيداً عن

موطن الخلاف الذي ينشط فيه الشيطان للوقيعة بين الطرفين وإذكاء نارها بينهما فآثر البعد حتى تنطفئ نار الغضب

كما هي تعاليم الإسلام في مثل هذا الموقف.

تعاليم الإسلام في مثل هذا الموقف.

وكان اختياره رضي الله عنه المسجد دون أصدقائه أو خلانه إذ المسجد أبعد أراضي الله من نفثات الشيطان ووسوسته.

وليت أولياء البنات وآباءهن فعلوا مثلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذاً لعادت المياه إلى مجاريها بأسهل

طريق.

وليت الأزواج- أيضاً- فعلوا مثلما فعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاختاروا المساجد يستروحون نسائم الإيمان في

خير بقاع الأرض ريثما تهدأ ثائرة الغضب.

وليحاول الزوجان الإصلاح عند بوادر أي خلاف. ولتكن المبادرة من الزوج إذا الخطاب في ذلك موجه إليه. قال تعالى:

<والتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن >(6)

فإذا لم تؤت المعاشرة بالمعروف ثمارها المرجوة ووقع خلاف بين الزوجين وعاندت الزوجة وساء خلقها لجأ الزوج إلى:

أولاً: الوعظ والإرشاد:

فيعظها الزوج بما يناسبها من كلام ويذكر أمثلة من واقع الحياة وتجارب الناس التي تلمسها وتعرفها ولكن نسيتها,

ويذكرها بواجباتها ويخوفها من عذاب الله وغضبه في الدنيا والآخرة ويحذرها سوء العاقبة بما تفعله بمنطق العقل.

واللبيب أدرى بحال امرأته, وصاحب الدار أدرى بما فيها.

فإن لم يثمر الوعظ والإرشاد وجنحت إلى العصيان واستمرت فيه خطا الزوج عندئذ خطوة ثانية وهي:

ثانياً التأديب. وهو ضربان نفسي ومادي:

فالنفسي: التأديب بالهجر في المضجع بمعنى أنه يدر الزوج ظهره لزوجته في الفراش إشعاراً بأنه غاضب وبأن

سلاح الإغراء الذي تملكه الأنثى وتعتز به- وهو أقوى صلاح وأمضاه في نظرها- لا يستعبده ولا يثنيه. فعليها أن تراجع

نفسها في الاعتماد على (مضاء صلاح الأنوثة) الذي تعول عليه, وكيف أنها لم تفلح فيه.

ومن الأزواج من يترك حجرة النوم أو البيت عند الغضب, وهذا خطأ منهم لأنه هجر للمضجع وليس هجراً فيه كما شرع الله

عز وجل, ونص عليه في كتابه الكريم فقال: {واهجروهن في المضاجع} والذي فيه ما قد يثير الرغبة في العتاب الرقيق

المضيق للهوة بينما هجر المضجع إلى بيت الأب أو الأم أو الصديق قد يدفع إلى العتاب المؤلم الموسع لشقة الخلاف إذ

يجد كل من الزوجين من يصغي إليه ويميل مع هواه.والمرأة هي التي تحس بأثر هذا الهجر أكثر حين يستدبر ها وهما

في فراش واحد.

وهذه طرقة أدبية صامتة مؤثرة وهي وإن تكن سلبية لكن لها تأثيرات إيجابية فعالة, تجعل الزوجة تفكر جدياً في

الحالة الطارئة عليهما وتعمل من جهتها على إزالتها وتفض النزاع قبل أن يكبر ويتعقد.

والنوع الثاني: التأديب المادي المتمثل في الضرب.

فإذا لم يؤثر في الزوجة الوعظ الجميل والعتاب الرقيق والكلام اللطيف ولم يقع الإنذار الخفيف الهادئ موقعاً من نفسها

فاستمرت تثير الشجار والمتاعب على الزوج والبيت بتصرفاتها السيئة. فهذا معناه أن المرض استفحل في نفسها وأنها

ليست ممن يستجيب الكلام الطيب والإنذار الخفيف بالهجر في المضاجع ولم تؤثر فيها هذه الجرعة من العلاج بل تحتاج

إلى أسلوب أقوى في الردع وإلى دواء أشد تأثيراً ولذلك قال الله تعالى: واضربوهن.

فإذا اضطر الزوج إلى استعمال هذه الطريقة أو بالأحرى ألجأته الزوجة إليها فلا يسرف في استعمال هذا العلاج ولا

ينساق وراء غضبه فيضربها ضرباَ شديداً مؤلماً تاركاً آثاره على جسمها بل يكون الضرب بشي خفيف (7) إذ الغية منه

التأديب لا التشفي والانتقام كما يحلو لبعض الأزواج الجهلة أن يفعلوه فيجاوزون بذلك الحدود المشروعة لهم ويؤدي بهم

الحنق والغضب إلى السفاهة والجهالة المقيتين وتكون الزوجة المسكينة الضحية وقد قال تعالى: < ولا تعتدوا إن الله لا

يحب المعتدين> ومثل هذا الزوج المنتسب إلى الإسلام ظاهراً يسئ إلى الإسلام ذاته بتصرفه المشين واعتدائه الصارخ

ويفتح للآخرين باباً واسعاً للتشهير والنقد لنظام الإسلام وفيما رسم من أحكام.

ــــــــــــــــــــ

(1)على حد قول الشاعر:
أحببْ حبيبــــــك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما
وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبــك يوماً ما
(2)البخاري ومسلم.
(3)أبو داود عن ابن عمر.
(4)انظر الكتاب المذكور. ص 203 الطبعة السادسة. وللحقيقة أقول: إن هذا الكتاب جرأ عوام الناس أن يطعنوا في أحاديث الرسول الكريم لمجرد أن عقولهم لا تستسيغها. وما كان له أن يفعل ذلك فقد فتح باباً واسعاً للطعن في الأحاديث يصعب سده.
(5)ممن رد عليه الشيخ عبد الرحمن بن عقيل في المجلة العربية التي تصدر في السعودية تحت عنوان (الداعية وهموم التخصص) أنظر العدد: 146 ربيع الأول1410هـ. وجمال سلطان في (أزمة الحوار الديني) ومحمد جلال الكشك في الشيخ محمد الغزالي بين النقد الصائب والمدح الشامت).
(6)سورة النساء: الآية 34.
(7)كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يضرب زوجته بالسواك إذا غضب منها طاعة لأمر الله في الآية
.
[/SIZE]