بارك الله فيكم

تنوعت الآراء كما هو متوقع، وبعد نظرة سريعة على مشاركاتكم فقد لاحظت الآتي :

* معظم النساء ( وأقول معظم وليس الكل ) يرفضن بشدة مبدأ إخفاء الزوج أي شيء عن أمواله أو ممتلكاته عن زوجته،وبعضهن اعتبرن هذا هضما للمرأة وأن هذا يعد مأساة بألا يُعلِم الرجل زوجته بأدق تفاصيل أمواله وممتلكاته.
.
.
.
*معظم الرجال يؤيدون هذا المبدأ طالما كان الرجل قادرا على تلبية احتياجات بيته وأهله على الوجه الكامل، ويؤيدون فعل الأخ الأصغر.ويرى البعض أن تكون الزوجة على علم بشكل عام عن الموقف المالي للزوج وأن يتشاور معها في الأمور الكبيرة التي تنعكس مباشرة على مستوى الأسرة، أما إذا كان الموقف المالي ليس جيدا فالأولى أن تعلم الزوجة ذلك حتى لا تطالبه بما لا يطيقه...... (( وهذا ما أؤيده عن نفسي ))
.
.
.
بعض النساء وإن كانوا قلة لا يعطون الأمر كبير اهتمام فإن أعلمهم الزوج عن تفاصيل أمواله وممتلكاته فبها ونعمت وإن لم فلا يهم شريطة أن يكون قادرا على تلبية احتياجات الأسرة، وهناك من ترى هذا مع الأخذ بعين الإعتبار أن الأولى أن يخبرها خاصة في الأمور الكبيرة الشأن أو المصيرية كشراء بيت أو سيارة أو ما شابه ذلك، وكذلك حينما يكون وضعه المادي ليس على ما يرام لكي تكيف نفسها على هذا ولا تطالبه بما لا يطيق.
.
.
.
حقيقة استفدت شخصياً جدا من هذه الآراء المتنوعة وأود أن أوضح بعض النقاط دفعاً لسوء الفهم من بعض الأخوات :

-- قالت إحدى الأخوات بأن هذا يعد مأساة إذ كيف لا يشاركها أمواله وأفكاره وقد أمنها على أولاده ..؟؟؟!

ولعل الأخت الكريمة لم تفهم الدافع من وراء هذا الإخفاء كما ينبغي، فالرجل لما أخفى عن زوجته تفاصيل تصرفه بأمواله وممتلكاته لم يفعل ذلك لأنه لا يأمن زوجته معاذ الله إذ كيف يعقل هذا وهو سكن لها وهي سكن له إنما غاية الأمر أن الرجل يفعل ذلك حفاظا على استقرار البيت من عدم تقدير بعض الزوجات مثلا لبعض هذه التصرفات المالية بسبب عاطفتها الزائدة وشدة حبها لأولادها فترى أنه طالما مع الزوج هذه الأموال فلما لا يوسع عليها وأولادها أكثر وأكثر؟؟

ثم أنه مما لا شك فيه أن طبيعة التفكير عند الرجل مختلفة كثيرا عن المرأة فالرجل مثلا يزن الأمور أكثر بعقله أما المرأة فبحكم العاطفة الجياشة التي ركبها الله فيها فترى الأمور من منطلق العاطفة أكثر وهذا هو السبب في عدم تقديرها في بعض الأحيان لتصرف الزوج المالي بل لعلها تتهمه بأنه لا يعمل على مصلحة أولاده لأنها ترى هذا الفعل بمنظورها العاطفي مضادا لمصلحتهم.

وهذا ليس للمرأة دخل فيه ولا تستطيع غالباً دفعه فهي فطرة الله التي جبل النساء عليها واليكن أمثلة :

*إذا أخطأ الولد مثلا ورأى الأب أنه يستحق العقاب وقد تكون الأم هي التي شكت للأب فعل الولد ولكن ما أن يشرع الأب في عقاب الولد حتى ترى الأم تهرع للحيلولة دون ذلك وإن أصر الأب فقد تبالغ بعض النساء وتصف زوجها بأنه جاف غليظ القلب لا يرحم ولا يحب أطفاله.. أليس هذا ما يحدث؟؟؟

فهل حقا ما تدعيه الأم ؟؟
أوليس الكي علاجا ولربما كان الوحيد مع ما فيه من ألم؟؟
هل حقا لا يحب الوالد ولده؟؟
لتعلم الأخوات أن الرجل قد يتمزق قلبه من بكاء ولده حال عقابه ولكنه يعلم أن عقابه أنفع له وأصلح لشأنه
فهو هنا قدم المصلحة الراجحة على ما يجده من عاطفة ربما لو استجاب لها لأفسد الولد.
أما الأم فيمنعها قلبها الطافح عاطفة وحنانا ورقة أن تفهم ما يفكر به الرجل وتسارع لمنعه .



ثم هناك أمر آخر لا حظت أن بعض الأخوات تعتبر مثل هذا الفعل هضما للمرأة وأنه يجب وجوبا أن تعلم الزوجة كل شيء وأقول كل شيء عن الزوج وكذلك العكس فإني سائلك سؤالا ..:

**هل إذا علمت المرأة أن أهلها يقعون في زوجها بالسوء ويقولون عنه كلاماً لا يحبه .. هل من العقل أن تخبر المرأة زوجها بما قاله أهلها بحجة أنها لا يجب أن تخفي عنه شيئاً؟؟
أوليست المرأة إن فعلت ذلك فبهذا تكون قد أفسدت علاقة زوجها بأهلها بيدها؟؟ بل ولربما منعها زوجها من صلة أهلها مثلا غضبة لنفسه؟؟
وكذلك الحال لو وقع أهل الزوج في الزوجة؟

أوليست الحكمة تقتضي أن يخفي كل منهما مقالة الأهل حفاظا على العلاقة الطيبة بين شريك حياته وأهله؟؟؟

أرأيتن ؟؟ ها هي الحكمة اقتضت أن يخفي كل منهما عن الآخر ما يعلم أنه لو أبداه سيصير من الأمور ما ليس بمحمود


وأخيرا سؤال للأخوات وأجبن عليه بصراحة :


** لو استثمر الزوج مثلا جزءا من مدخراته في مشروع ما وقدر الله وخسر هذ الجزء من أمواله، ولا أعني أن يخسر كل مدخراته وممتلكاته أو معظمها فهنا يجب أن تعلم الزوجة وإنما أعني جزءا منها فحسب..

--هل تفضلين ألا يخبرك الزوج عن هذا فتظلين جاهلة عن هذه الخسارة التي ربما عوضها فيما بعد؟؟
أم تفضلين أن يخبرك بها حتى ولو كانت خسارة ليست بالكارثة وحينها يلعب الشيطان برأسك وقد تلومين الزوج على اقدامه على مثل هذا وضياع بعض الأموال؟

أقول لكي نيابة عن كثير من الرجال أن الرجل سيفضل أن يخفي ماحدث- طالما لم يكن ذو أثر كبير- عن زوجته لأنه ربما رأى أنه قادر على تعويض الخسارة أو أنها ليس لها كبير أثر على أسرته فلما يجلب لنفسه الهموم والمناقشات والتمحيص ولما ولماذا و ماذا حدث وكيف حدث ؟؟...


وختاما لا بد من التنبيه على أمر هام هو أنه ليست كل النساء سواء وإن اشتركن في صفات عامة وأنه كلما ازداد خلق المرأة وكان دينها متينا فإنها تستعلي بهذا الدين على نفسها وتسمو صفاتها أكثر وأكثر

وأن الحياة الزوجية تتطلب الحكمة في كل شيء والسير مع الحكمة كما تقضي فإن اقتضت الحكمة إظهار الشيء أظهرناه وإن اقتضت العكس فالعكس حفاظا على استقرار الأسرة


وما زلت أنتظر تعليق الإخوة والأخوات على هذا التوضيح وآسف للإطالة