منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - لماذا الثقافه الجنسية (2)
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-2006, 12:38 PM
  #2
bolbol1
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 1,620
bolbol1 غير متصل  
لالجزء الثالث (3)

6-إن هناك وهمًا كبيرًا قد أحاط بمعنى الحياء أدى إلى بناء سد منيع هائل بين المسلم وبين معرفة ما يقوله دينه في جانب خطير من حياة كل إنسان رجلاً كان أو امرأة،وهذا الجانب يشمل كل ما له صلة بالأعضاء التناسلية أو بالمتعة الجنسية. لقد وردت عن رسول الله-ص-أحاديث عديدة ترفع من شأن الحياء ومن قيمته,منها ما ورد عن النبي-ص-أنه مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله-ص-:"دعه فإن الحياء من الإيمان"رواه الشيخان. والحياء السوي الذي يجله الإسلام،ويأمر به كل مسلم ومسلمة،هو ذلك الخلق الذي يبعث على اجتناب القبيح من الفعال،وهو غير الحياء الأعوج.والأفضل أن نسمي هذا الحياء الكاذب (الذي يقول لنا :لا تتحدثوا عن الثقافة الجنسية) الخجل المرضي،حتى يظل لفظ الحياء له جلاله الذي يسبغه عليه الإسلام ولا يختلط بأوهام خارجة تمامًا عن معناه الشرعي.هذا الخجل المرضي هو الذي يحول بين الفرد رجلاً كان أو امرأة وبين قول الحق في موقف،أو يصرفه عن فعل الخير في موقف آخر،وذلك لأدنى ملابسة عارضة يحيط بها هذا الموقف أو ذاك،كأن يكون هناك حشد كبير أو يكون الفرد حديث عهد بالأشخاص الحضور أو يكون أصغرهم سنًا أو مكانة،أو يكون الحضور بعضهم أو كلهم من الجنس الآخر،أو يكون موضوع قول الحق أو عمل المعروف له علاقة بالجنس الآخر،أو أن يكون الموضوع نفسه له صلة بالثقافة الجنسية أو ما إلى ذلك من ملابسات ضئيلة الشأن في ميزان الحق والواجب.فإذا حدث أي من هذه الملابسات فينبغي أن نسميه ضعفًا عن فعل الواجب،أو جبنًا عن قول الحق.وهكذا نسمي الأشياء بأسمائها ونميز الحياء الشرعي عن الخجل المرضي،ولننظر الآن كيف صحح أنس رضي الله عنه فهم ابنته للحياء الشرعي:عن ثابت البناني قال:"كنت عند أنس وعنده ابنة له.قال أنس:جاءت امرأة إلى رسول الله-ص-تعرض عليه نفسها،قالت:يا رسول الله،ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس:ما أقل حياءها!!واسوأتاه,واسوأتاه.قال:"هي خير منك،رغبت في النبي-ص-فعرضت عليه نفسها". رواه البخاري.
ولدينا في القرآن والسنة نماذج ترسم لنا كيف لا يمنع الحياء من قول الحق أو فعل الخير،وإن كان الحق والمعروف لهما صلة بالأمور الجنسية أو بالجنس الآخر.صحيح أنه يمكن أن يحدث داخل النفس نوع من التوتر يصاحب القول أو الفعل،وهذا أمر محمود ،وكثيرًا ما يلازم الحياء السوي.
ا-قال تعالى:"فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا"سورة القصص الآية: 25.هنا فتاة تخرج للقاء رجل غريب،ومن الطبيعي بل ومن المحمود أن يصيبها قدر من الحياء، لكن أن يبلغ بها الحياء درجة تمنعها من الخروج لهذا اللقاء وتحقيق مصلحة واجبة أو مندوبة فهذا هو المرفوض المذموم.
ب-عن عائشة أن أسماء بنت أبي بكر سألت النبي-ص-عن غسل المحيض فقال:"تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فتطهِّر فتحسن الطهور،ثم يصب على رأسها فتدلكه دلكًا شديدًا حتى تبلغ شئون رأسها(أصول شعر الرأس),ثم تصب عليه الماء ثم تأخذ فرصة (قطعة من قطن أو صوف أو خرقة) مُمَسَّكة (مطيبة بالمسك) فتطهِّر بها"،فقالت أسماء:وكيف تُطهِّر بها؟ قال:"سبحان الله تطهرين بها"،فقالت عائشة-كأنها تخفي ذلك-:تتبعين أثر الدم.وسألته عن غسل الجنابة فقال:"تأخذ ماء فتطهـِّر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور،ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شئون رأسها ثم تفيض عليها الماء".فقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار،لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.رواه البخاري ومسلم وهذه رواية مسلم.وصدقت عائشة أم المؤمنين إذ تصف نساء الأنصار بالحياء،ذاك الحياء السوي الذي لم يمنعهن من قول الحق وعمل المعروف،وهو هنا في صورة طلب العلم والفقه في الدين وبالذات الفقه في مسائل الجنس والتربية الجنسية.
ج-لكن لا حرج في أن يستجيب المؤمن لما يصيبه من حياء سوي،فلا يواجه الموقف بنفسه،ويلجأ إلى وسيلة أخرى تحقق المصلحة دون مواجهة،وهذا ما يفعله صحابي جليل:فعن علي بن أبي طالب قال:كنت رجلاً مذَّاء فاستحييت أن أسأل رسول الله-ص-(وفي رواية:لمكان ابنته)فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال:"فيه الوضوء".رواه البخاري ومسلم.وكثرة المذي هنا ناشئة عن غلبة الشهوة مع صحة الجسد.وقال الحافظ ابن حجر:في الحديث استعمال الأدب في ترك المواجهة لما يستحيي منه المرء عرفًا،وحسن المعاشرة مع الأصهار،وترك ذكر ما يتعلق بجماع المرأة ونحوه بحضرة أقاربها،ولقد استدل البخاري بالحديث في كتاب العلم لمن استحيا فأمر غيره بالسؤال،لأن فيه جمعًا بين المصلحتين: استعمال الحياء وعدم التفريط في معرفة الحكم.
د-ثم إنه أحيانا يلجأ الإنسان صاحب الحياء السوي إلى التخفيف مما يحسه من توتر (أي حياء) وذلك بأن يقدم بين يدي حديثه عن أمر من أمور الجنس-أو يعقب عليه-فيصرح بما يخالجه من حياء.عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله-ص-فقالت:يا رسول الله،إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال النبي-ص-:"إذا رأت الماء".فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت: يا رسول الله,أو تحتلم المرأة؟ قال:"نعم!تربت يمينك,فبم يشبهها ولدها؟".رواه البخاري ومسلم.وقد أورد البخاري هذا الحديث تحت باب "الحياء في العلم" وقال مجاهد:لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر".
هـ-عن أبي موسى قال: اختلف رهط من المهاجرين والأنصار في الغسل من الجماع,فقال الأنصار:لا يجب الغسل إلا من الدفق أو من الماء،وقال المهاجرون:بل إذا خالط فقد وجب الغسل،قال أبو موسى:فأنا أشفيكم من ذلك، فقمت فاستأذنت على عائشة فأُذن لي،فقلت لها:يا أماه-أو يا أم المؤمنين-إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أستحييك، فقالت:لا تستحيي أن تسألني عما كنت سائلاً عنه أمك التي ولدتك،فإنما أنا أمك،قلت:فما يوجب الغسل؟قالت: على الخبير سقطت،قال رسول الله-ص-:"إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان،فقد وجب الغسل". رواه مسلم.ولننظر هنا كيف يظن رجل أن طلب العلم من امرأة في أمر من الأمور الجنسية،يعتبر من الرفث(التصريح بكلام قبيح),الذي ينبغي أن ينأى عنه الرجل الحيي،فترد عليه عائشة في صراحة ووضوح،دونما حرج،بأن يدفع ذاك الظن الخاطئ.
7-أُرشد إخواني إلى موقعين إسلاميين رائعين على الأنترنت:"الشبكة الإسلامية"(net.islamweb ),و"إسلام
أون لاين"( .net Islamonline) يمكن الدخول إليهما والاطلاع عن كثب والقراءة لعلماء مسلمين كثيرين وأطباء اختصاصيين في المسائل الجنسية الخاصة جدا,يجيبون يوميا على أسئلة الزائرين الدقيقة جدا والمختلفة جدا في مواضيع مثل الزواج والعلاقات الجنسية والحمل والولادة والبكارة والزنا واللواط والشذوذ الجنسي والاستمناء وعمليات التجميل والزينة والأمراض التناسلية والجنسية وليلة الدخول والحيض والنفاس و..يجيبون وأساسهم الصدق والإخلاص وهدفهم تعليم الدين ونشره على أوسع نطاق ممكن.أتمنى أن لا يقول أحد المعترضين على نشر الثقافة الجنسية بأن المشرفين على هذين الموقعين وغيرهما من المواقع (التي تشبهها والتي تعد بالعشرات إذا لم أقل بالمئات) ضالون منحرفون أو جاهلون لا يعرفون العيب والحياء !.
8-حتى في الخلافات الزوجية التي يصل أمرها إلى المحاكم,يقول العارفون من القضاة والمحامين وغيرهم بأن نسبة لا بأس منها راجعة إلى خلافات متعلقة بالجنس والعلاقات الجنسية بين الزوجين,وإن كان الزوجان لا يصرحان بذلك في الغالب بسبب النظرة السائدة والمتخلفة عن الجنس في مجتمعاتنا.وإذا كانت للزوجين الجرأة على السؤال ووجدا من يجيبهما على تساؤلاتهما الجنسية فإن أكثر من نصف المشاكل تحل بإذن الله ويرجع الزوجان إلى بعضهما على أحسن حال وإلا وقع الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله.
9-إنني أؤكد للمعـترضين على نشر الثقافة الأسرية أو التربية الجنسية أنه مر بين يدي خلال حوالي 18 سنة (منذ بدأت ممارسة الرقية الشرعية عام 1985 م ) عشرات الأشخاص إذا لم أقل مئات كانوا مصابين بأمراض نفسية وعصبية منشؤها جنسي,ولأنهم لم يصارحوا الأطباء فإنهم لم يشفوا بعد علاج استمر سنوات وسنوات.وعندما صارحوني وصارحتهم وأجبتهم على أسئلتهم الحائرة التي طرحوها علي لأول مرة في حياتهم وقدمت لهم النصائح والتوجيهات المناسبة وعرفتهم بما تلزمهم معرفته من مسائل الجنس,شفاهم الله بمنه وفضله خلال أيام أو أسابيع فقط.
10-أنا مستعد لأن أسجل عناوين أكثر من مائة كتاب إسلامي (كتبها علماء لا جاهلون )كلها تتحدث عن الجنس كما أتحدث عنه أنا ولكن بتفاصيل أكثر وبأسلوب أرقى لأنهم علماء أما أنا فمقلد ضعيف وبسيط:أحب العلماء وأتقرب إلى الله بحبي إياهم,لكنني لست عالما ولا أشبه العالم.بل إنني أقرأ في موقع "الشبكة الإسلامية"كثيرا من الفتاوى لعلماء السلفية المعروفين بالتشدد الزائد في الدين مثل بن باز وبن عتيمين رحمهما الله تعالى,يجيبون من خلالها بشكل دائم ومستمر على أدق الأسئلة الجنسية,وأنا أنقل عنهم البعض مما كتبته ومما سأكتبه بإذن الله.
11-يجب أن نعرف بأن انغماس الناس-وخاصة الشباب-في الجنس الحرام خاصة في ال 10 سنوات الأخيرة له أسباب متعددة منها أن الإعلام الخبيث نشطٌ جدا والمسلمون نيامٌ (وشعارهم:ما فاز إلا النُّومُ) بل مازالوا لم يعرفوا بعد أهمية تعليم الجنس كما يحب الله.اليهود عرفوا أهمية الجنس في الإفساد ونحن ما عرفـنا حتى الآن أهميته في الإصلاح.