منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - شيروا علي..بسررررررعة.. أبغي أنفصل وفي نفس الوقت مابغي
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2006, 05:42 PM
  #8
محمدية
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 5
محمدية غير متصل  
عزيزتي بحرينية ولكن ..
هذا هو ردي الأول في هذا المنتدى .وربما يكون ما دفعني للكتابة كونك بحرينية مثلي وربما أنني كغيري ظننت من متابعتي للكتابات في هذا المنتدى على مدى اشهر أنك -على أقل تقدير- ممن يدبرن مشاكلهن ويدرنها بتعقل وروية فما أحببت أن تنهار صورة رسمتها لك في خاطري..
على العموم أظن أن ما كان يدور في مخيلتك حين كتابة الموضوع هو مختلف عما يدور به الآن إذ أن الغضب مثله كمثل فرشاة بيد الشيطان الرجيم لعنه الله يرسم بها ما يشاء في المخيلة حتى نقتنع بما يريده .. ونصيحتي لك بل لكل زوجة عاقلة فطنة أن تبعد لفظة الانفصال ليس عن لسانها فقط وإنما تطردها تماما عن مخيلتها.. ذلك لأن هذه اللفظة لم تشرع لأمثالك ومع اني لا أراك في غاية السعادة في حياتك الزوجية ولكني أيضا لا أرى حياتك مستحيلة مع زوجك ولا أرى أن في طلاقك مصلحة صغيرة ولا كبيرة تفوق كونك متزوجة ..ولكنني ارى في الأفق أن حياتك قابلة لأن تتدهور وذلك لأن فكرة الطلاق وضعت على طاولة المفاوضات بالنسبة لك وهذا ما لا ينبغي له في أي علاقة زوجية متزنة إذ أنه من المعلوم أن العقل الباطن مادام قد أوجد هذا الحل السلبي ولو بصورة مستبعدة فإنه لابد أن يتاثر به فحينها يعمل العقل كمن يصطاد في الماء العكر متصيدا أي هفوة او غفلة قد تعترض الطريق
وهنا أطرح تساؤل..ماذا لو كانت المشكلة متعلقة بأبيك مثلا..ماذا لو كانت كل هذه العيوب متواجدة به بل وأكثر ماذا لو كان -لاسمح الله- بخيلا عصبيا أنانيا مغرورا بل ماذا لو كان سكيرا معربدا تاركا للصلوات والعياذ بالله..ماذا سيكون تصرفك تجاهه..بالطبع يبقى والدك ويبقى الحب في أغلب الاحيان تجاهه رغم سيئاته بل وستبذلين الغالي والنفيس حتى يتغير وتتحسن أخلاقياته ..فلماذا يطرح خيار الانفصال حينما يتعلق الأمر بزوجك وكأنه قطعة من لباس يسهل تغييرها والحق أنه أعظم الناس حقا عليك والله أعلم حين قسم هذه الحقوق والواجبات فثقي بحكمة الله والزمي رضاه واسعي لأن تأنسي بجواره
وأضيف، أبعدي فكرة الانفصال تماما عن عقلك الظاهر حتى تختفي من عقلك الباطن وفكري في هذه الحياة كأنها قطعة أرض مسورة أعطيت لك من قبل الله عز وجل - وهذا التمليك تمليك اعتباري- وقيل لك أن بوسعك التصرف في هذه الأرض كما تشائين وبعد أن ينقضي عمرك سنرى ما فعلت بها .. هذه الأرض هي حياتك الزوجية الذي يشكل زوجك ركنها الرئيسي ..فكري كما أنك لن تحصلي على قطعة أخرى مهما فعلت فلابد أن تتكيفي معها وبالتالي نصيحتي أن تتفنني لتحسينها وتزيينها بل وأهمس في أذنك ..ليس لديك خيار إلا أن تستمتعي فيها قدر الإمكان ولا تضيعي على نفسك هذه الفرصة فغيرك الكثير ممن يحلم بظفر زوج كزوجك وأخريات حصلن على الأموال والجاه والمناصب ولكن يبقى حلمهن أن يرتمين في أحضان زوج يحبهن ..ومادام الحب موجود فهذه بذرة خير لا تسعي لأن تغرقيها واسعي جاهدة - والله يعلم مقدار الاجر في ذلك- أن تنمو هذه البذرة بالرعاية والحنان
اعذريني على الاطالة ولكن..أود لو أن تقرأي معي هذه القصة التي تحوي الكثير من العبر وتأملي في تفاصيلها لتعلمي مقدار ما أنعم الله عليك:



قال الأصمعي: كنت أرافق المأمون في قافلة صيد ترفيهية وفي أثناء المسير أضعت القافلة لأرى نفسي وحيداً في صحراء قاحلة، وبعد مسيرة تحمّلية شاهدت من بعيد خيمة تلوح في الأفق فتحركت صوبها لأجد فيها امرأة شابة جميلة فسلمت عليها، وجلست في ظل خيمتها وقلت لها: هل لي شربة ماء؟ فتغيّر لونها وقالت: لم اكتسب إذناً من زوجي في مثل هذا الأمر، وإن كان لك أن تشرب شيئاً فهذا غدائي أقدّمه لك وهو ضياح من لبن.

يقول الأصمعي: شربتُ اللبن وجلست في ظل الخيمة ساعة، بعدها شاهدت فارساً على جمل، فقامت المرأة من جلساتها وحملت بيدها قليلاً من الماء وكأني بها تنتظر ذلك الفارس.

نعم، وصل الفارس إلى الخيمة وكان زوجها، فقدمت له الماء ليشرب ثم نزل من جمله وإذا به رجل عجوز، أسود الشكل قبيح، لا يُطاق منظره، سيء الخلق والأخلاق، فهمّت المرأة نفسها وجاءته بطبق وإبريق لتغسل له يديه ورجليه ووجهه.

بدأ زوجها بالتحجج، وإثارة ما لا يثيره العاقل الفطن، حيث كان يسيء مخاطبتها، وتتلطف له بالردّ، ولسوء خلقه لم أتحمل الجلوس في ظل خيمته بل فضلت الجلوس في الشمس المحرقة بعيداً، على أن أجلس إلى خيمته واستمع إلى سوء أدبه.

وما إن تحركت حتى قامت امرأته لتوديعي، حيث لم يكن هو مهتماً لهذا الموضوع بالمرة، وعندما دنت المرأة مني قلت لها.

أيها المرأة، إنك شابة جميلة، فلِمَ ارتباطك بهذا الشيخ العجوز الذي لا يمتلك من حطام الدنيا إلاَّ أخلاقاً سيئة وجملاً هزيلاً، بالإضافة إلى شكله القبيح؟!.

فأجابت بعد أن بان عليها الامتعاض: أيها الرجل أتريد الإيقاع بيني وبينه، ألام تعلم بأن الدنيا زائلة والآخرة دائمة، وإنني بعملي هذا أروم رضا الله تعالى، ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله:

"الإيمان نصفان: نصف في الصبر، ونصف في الشكر"

وإن تحمّلي لسوء خلقه يصل بي إلى درجات الصبر الساميات، وعليه يجب أن أشكر الباري تعالى على هذه النعمة، فنعمة الصبر تحتاج إلى شكر، لذا سأديم خدمتي لزوجي حتى يكتمل إيماني

وفقك الله ورعاك ..نسألكم الدعاء