<> كل حب وأنتِ .... عيدي <>
قصة قصيرة راااائعه .. اعجبتني 
نقلتها
لكم من كتيب يحمل عنوان / الوفاء امرأة
مجموعة قصصية ..للكاتبة المبدعة السعودية / ساره الخضير
على فكرة غير موجوده في النت ..
لذا أطلب دعواتكم لي ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.. بسم الله الرحمن الرحيم ..
.:. كل حب وأنت عيدي ..!! .:.
- أنتِ لا تفهمين !
- اسمعيني يا منيرة ، الطفلة مريضة .. وأنت لازلت في فترة النفاس .. ووالداك كبيران في السن .. اعقلي يامنيرة
وارجعي لزوجك
- انت لا تعرفين شيئاً .. ولايمكن أن تعرفي .. لا تتحدثي بما لا تعرفين ياجواهر
عضت جواهر شفتها بقلق .. وهي ترمق أختها .. لطالما كانت منيرة مثالاً متجسداً للعناد .. ورغم ذلك لديها شخصية
مغناطيسية عجيبة !
لها جمال حاد وشرس .. وملامح تنطق بالغرور والكبرياء .. عيناها الواسعتان مركزتان دوماً على شيئ واحد .. هو ذاتها !
*******
أنهت إرضاع صغيرتها (فرح ) .. بللت قطنة بزيت الأطفال .. وبدأت بتمريرها على وجهها .. استوقفتها ملامح صغيرتها ..
إنها تذكّرها بإلحاح بملامحه الهادئة المستسلمة دوماً .. الصدغان الخاليان من الشعر .. الذقن المدور الناعم .. الخدان
المكوران وكأنه يبتسم على الدوام ..
بدأ الشريط المؤذي يتكون أمام عيني منيرة .. كذرات من الدخان تتجمع وتتكاثف لتشكل صورة مزعجة ..
صورة لطالما كرهتها .. وأنكرتها ..
إنها تحاول منع هذه الذكريات .. والمضي قدماً في قرار الابتعاد عن تركي ..
لاشيئ يجبرني على البقاء معه ..
تغيره نحوي منذ بداية الزواج .. لقد تغير كثيراً .. ولم أكن أصدق كلام الصديقات حين يرون لهفته أيام الخطوبة فيعلقن
بمرح .. هذه أيام العسل الوحيدة .. ستحرمين منها بتاتاً بعد الزواج ..!!
لماذا يفضل أمه العجوز علي؟ ويطيعها بكل شيئ وكأن كلامها قرآن منزل ..؟؟
صمته يقتلني .. أشعر أنه جماد .. لو لمرة أود أن أشعر أني أعيش مع إنسان ..
يبادلني المشاعر والأفكار ويناقشني في كلامي ..
ثم مع الحمل بدأت شخصيته تتكشف لي .. أنه إنسان متقوقع على نفسه ..
منطو على ذاته .. يبتعد عني ويتهمني أنني أنا من لا تريد قربه ..
ويكبر الألم في نفس منيرة .. ويتضخم .. ويصور لها الإحساس بالقهر والإهمال كل سلبيات تركي ..
ثم فجأة .. تتذكر تلك النظرة المؤلمة في عينيه الندية بالدموع وهو يقول حين غادرت لمنزل أهلها ..
" مافي شيئ يسوى بدونك .. فكري وارجعي لي "
*******
في شقة مظلمة حزينة .. تتناثر الملابس بإهمال واضح .. وبقايا الأكل مرمية على الطاولة .. ورائحة المبيت والبرود
منتشرة ..
وهناك على سرير خاوٍ من الحياة .. ومن حوله بقايا شموع ذائبة ..
يتكئ تركي .. وقد أهمل ذقنه وبدأ الاكتئاب يرسم على ملامحه الوادعة مسحة حزن وقهر دفين ..
لماذا فعلتيها يا منيرة ؟
أنت لا تدرين كم ... أحبك ..
ألأني لا استطيع البوح بما في داخلي ..؟
ألأني رجل يفعل ولا يتكلم ..؟
ألأني رجل يحبك بكل ذراته .. تتركيني ..؟
لا أذكر كم مرة .. جلست أجول في الشوارع مستتراً بليل الرياض ..
لأحضر لك كلمات انتقيتها بعناية .. لتشبع غرورك وتشبه كبريائك ..
ثم آتي مشتهياً حديثك وجلوسك فتلقيني بعبوسك وجفوتك ..
وأفتح فمي لأبدأ الحديث .. فتبادريني بجمود ..
تتعشى ؟
تعشيت ...
وأتهيأ لأن أنطق بــ " حبيبتي "
وأبدأ بحديثي ..
فتصعقيني برصاصتك الباردة :
" تعشيت مع أمك ؟ أوكي مو مشكلة .. أنا بعد طلبت عشاء ..
وتعشيت من برا .. والحين بعد ما شبعت من أمك وشبعت من ربعك .. تصبح على خير "
فيموت كل الكلام .. وكل الشعور .. وها أنت رحلت .. وأنا بقيت ..
ألوك حزني وبرد الحياة من دونك ..
*****
هاهي فرح تكمل عامها الأول في 10/12/1426هـ ..
وميلادها هو ذاته يوم انفصال والديها ..
اليوم هي ليلة العيد ..
تأتي ( مسج ) لجوال منيرة .. تقفز لترى رقماً لطالما حفظته كان ( توأم روحي )
ثم أصبح الآن مجرد رقم .. مسح من ذاكرة الجوال ..
( كل عام وأنتِ عيدي يامنيرة .. كل عيد وأنت حبي الأول والأخير .......... تركي )
تهاوى بداخلها كل كبرياء .. وبدأ الحنين يصرخ بجنون ..
بيتها الصغير ..
أحلامهما معاً ..
تخطيطهما للحياة ..
ولحياة فرح ..
حبه ..
عطاءه .. تدليلة ..
كم هي الحياة جافة من دونك يا تركي ..!
كم ظلمتك وظلمت نفسي ..!
********
فجر العيد جاء ليعايد .. خرجت منيرة وسلمته فرح .. احتضنها بشوق ..
فرفضت أن تترك يدي أمها .. لاحظ الاثنان أن فرح متشبثة بهما جميعاً ..
وتجذبهما لبعض بطريقة أحرجتهما ...
رفعت رأسها إليه ..
وكان ينظر لها بعمق ..
وفاجأته هي بدمعة سقطت على خدها ..
فارتبك قائلاً ..
" كل حب .. وأنتِ عيدي .. !! "
.......................
انتهت
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بنان
التعديل الأخير تم بواسطة بنان ; 25-06-2006 الساعة 12:55 AM