
حينما يكون الانفصال>>>>>>اتصال
لماذا تبقى مشاعر بعض المطلقات حية لسنوات مشاعر متمازجة بين حب وانتقام بين ذكرى جميلة و سيئة
لماذا تبقى روحها هناك في الأمس تخاطب شخص هو اليوم أبعد ما يكون عن ناظريها
و السؤال بمعنى أدق لماذا يبقى الأغلب منا على اتصال بالماضي؟
أتصل... لأني لا أريد أن أعترف بأني قد فشلت
و ما أقسى كلمة الفشل التي تعودنا منذ طفولتنا أنها تعني أنك إنسان سيء تستحق الإهانة و التحقير و أن تكون
وحدك فهذا ما تستحقه فلا تتعجب من انطواء المطلقة فهي تحمل لقب فاشلة .
أتصل... لأني عاجزة عن المغادرة أن أنتزع نفسي من هذه المشاعر العذراء التي تفجرت فيني لذاك الشخص الغادر.
أتصل... لأني أظن أن الماضي لو مات و انتهى لن يليه إلا الفراغ الكامل و الصمت القاتل.
أتصل... لأني أعتقد أن مشاعر الغيظ و الكره تمنحني نوعاً من الإحساس بالانتقام .
الطلاق تجربة قاسية يزلزل ثقة أي إنسان بنفسه لذا نحتاج إلى بناء أنفسنا من جديد
والانفصال يحتاج إلى كمية كبيرة من الثقة بالنفس لنفكر في المستقبل الذي سنبنيه والذي سيكون أفضل من الحاضر الذي نعيشه
والسؤال التالي....... متى أنفصل حقيقة؟
أنفصل... حينما أعترف بفشلي مهما كانت الأسباب و المبررات فهذه حقيقة أسطع من الشمس ونحن كبشر معرضين للأخطاء و الناجح من يستفيد من دروس الماضي ليتلافى تكرر الأخطاء .
أنفصل... حينما أدرك أن هذا الرجل الذي أخاطبه لم يعد موجوداً فلما أوجه له حديثي.
أنفصل... حينما أبدأ ببناء نفسي من جديد ولن يبنيها إلا أنا ولا أنتظر من أحد أن يلم شتات نفسي.
أنفصل ... حينما أتحرر من مشاعر الغضب و الكراهية و المرارة من أجل نفسي حتى أنعم بالصفاء و الراحة و الذي لا يأتي إلا بالقدرة على الصفح فالجرح المفتوح هو وحده الذي يؤلم.
أنفصل ... حينما أعتز بتجربتي فأنا صاحبة خبرة أأخذ منها ما يفيدني في مستقبلي .
هكذا أخرج من حالة النكران و خداع النفس لأحقق الانفصال الحقيقي و الاتصال بالحاضر.