إسمحيلي أختي الكريمة
ليست مشكلتكم مع أمكم كبيرة بل أمك مشكلتها معكم كبيرة
امرأة الأربعينات أو الخمسينات ليست كابنة العشرينات..
اهتماماتها وهمومها تختلف تماما عن بناتها ..
كثير من الأمهات لم يلتفتن إلى أنفسهن أكثر من أن يهتمين بتربية أبنائهن ، ولو كانت
طريقة تربيتهم وسلوكياتهم تتسم بالبساطة والعفوية .
هم تربوا في حقبة لم تكن تعرف كل هذه المثاليات التي نعيشها ، لكن في المقابل كانت همتهن
في إنجاح مسيرة الأسرة أكبر ..
أمك هي هكذا بطبيعتها ، راضية عن نفسها وأبوك يحبها هكذا وهي في نظره إنسانة رائعة..
لأنها ابنة جيله وعمرها من عمره وحياتها تلائم طريقة حياته..
أختي الكريمة ..
أراك تجاهلت خفة ورقة ورحمة قلبها عليك ، والتفتي إلى وزنها الزائد..
أختي الكريمة..
لا أشك أن في قولكم لها (وزنك زائد وخففي منه) أو ( كوني مهتمة بنظافتك) جرحا لها وإلم تبده لكم سرائر وجهها..
ولسان حالها يقول : حملكم بطني شهورا ، وربيتكم دهرا ، وسهرت على مرضكم أياما ، ثم جزاء بري وشكري ،
ان تسردوا علي عيوبي؟..
أختي الكريمة :
كما انك تتألمين من بعض التقصير منها في نفسها ، وتزيدين ألما حينما ترين نساء أفضل منها ، فهي
تتألم حينما ترى فتيات يخدمن أمهاتهن ويبرين بهن خضوعا ولينا وانكسارا وبناتها لا يهتمين إلى بسرد عيوبها عليها .
أختي الكريمة :
لا تنسي قول الله عز وجل ( وبالوالدين إحسانا )
وقوله تعالى ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا )
وقول جل في علاه ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) ( وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا )
إن تحسيسكم لها بأن بها عيوب وأنها ليست كالأخريات عقوقا ..
إن شدتكم عليها عقوقا ..
..
اوصيك ببرها والإحسان إليها وترك هذه المسائل والإلتفات إلى ماهو أهم في كيفية برها وجعلها
راضية عنك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رغم أنفه ، من أدرك أحد أبويه أو كلاهما ولم يدخلاه الجنة)
أي أنهما سببين عظيمين في دخول العبد الجنة .
والبر ليس فقط في قولنا حاضر ونعم .. بل في اللين والخضوع والإبتسامة في وجهيهما والإنكسار بين يديهما.
بارك الله فيك ووفقك لبر والديك.
التعديل الأخير تم بواسطة سنون و منون ; 06-07-2006 الساعة 05:39 AM