بالنسبة لمشاكلي فسأبدأها حسب الأقدم فالأحدث .
عندما قرب حفل زواجي كنت أستمع لنصائح من سبقوني من زملاء وأصدقاء في الزواج وكيفية التعامل مع الزوجة ، وكان الأغلبية إن لم يكن الكل يقولون : ( المرأة مثل العجينة تعجنها على كيفك من أول زواجك ، ولازم تثبت لها قوة شخصيتك علشان يسهل عليك التعامل معها فيما بعد) وأعتقد أن هذه النصيحة تقال لكثير من الأزواج والزوجات ( يعني كل واحد بيجي يعجن الثاني) أمحق منطق!!!
وبالفعل جيت أعجن وأثبت شخصيتي ، لكنني وجدت منها مصادمات عنيفة

وزعل وضيقة خلق ، وحسيت أني داخل معركة ما دخلت زواج

، ولم أكن أجادل بالمنطق أو بالحجة والبرهان بل أقول لا حين وقت قولة نعم

، وأقول نعم حين وقت قولة لا

، وقد كانت هي بعكسي تماما فتسألني ( طيب لييييييييه؟) (قل لي وش السبب؟) أرد ببرود : مزاااااااج

، واستمريت على هالحال مدة أشهر طويلة .
وأنا في الأصل عصبي

، ودوامي طويل من الصباح حتى العصر ، فلا أتغدى إلا حين العودة إلى البيت بعد صلاة العصر فكنت أجي للبيت جوعاااااااااااااااان فتزداد عصبيتي ، وسبحان الله من حين أدخل إلى البيت يدخل معي الشيطان ، وأقول في نفسي ( إيه أكيد الغدا ما فيه كذا وهي عارفة أني أحبه ، أو أكيد فيه كذا وأنا منبهها أكثر من مرة لا تحطه ، أوريك فيييييها خل أشوف بس

، وإذا دخلت تخيب توقعاتي أحيانا فأبحث عن سبب لأتهاوش وأبرد حرتي من تعب العمل وإرهاقه في المسكينة
ولاحظت أن تعاملها كان دائما بردود منطقية وصراحة مطلقة بالحجة والبرهان ، وإذا ما صار كذا بيصير كذا. ومع مضي الوقت لاحظت أنها وضعت معي طريقة تعامل جديدة وهي تصيد أخطائي الكثيرة بعدما كانت تتنازل ثم التعنت والعناد المستميت دائما ( بالعربي تعامل بالمثل) من قبلها فأحسست أني خسرت المعركة

وجبت لنفسي وجع الراس وأنا في غنى عنه ، فعملت مراجعة لنفسي وتفكير طويل في الأيام الماضية وواجهت نفسي بنتائج معاملتي ، فعرفت أن طوالة اللسان ورفع الصوت ليستا بمنهج الأقوياء ، لكنهما منهج الضعفاء الذين لا يملكون حججا ومبررات لتصرفاتهم فيلجأون إلى العنترية ويستغلون فارق قوة الجسد والبنية مثل كثير من الحيوانات والبهائم ، أما العقلاء فيستمدون قوتهم من عقولهم . ثم تأملت سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأنه كان خير البشرية ورغم ذلك كان تعامله مع زوجاته هو أفضل تعامل بالإضافة إلى دعواته بأن نستوصي بالنساء خيرا . فآمنت بأن هذه النظريات هي الصواب ، فتغيرت تماما وأحسنت تعاملي مع زوجتي ، ودربت نفسي على عدم الإستبداد بالرأي والإستماع لراي الطرف الآخر فإن كان مقنعا أخذت به ، وإن كان غير مقنعا أقنعتها برأيي فتأخذ به .
وبعد فترة من تغير معاملتي وجدتني أزداد لها حبا ، وهي تبادلني الشعور نفسه ، ثم وجدت منها تعاونا منقطع النظير ، فتشير علي في كثير من الأمور وأشير عليها فأصبحنا واحدا قويابعد أن كنا اثنين ضعيفين .
المشكلة : الزوج جاء ليثبت شخصيته أمام زوجته فلجأ إلى نصائح خاطئة كلفته من المشاكل مع زوجته الكثير الكثير.
الحل : واجهت الزوجة زوجها بأساليب متغيرة ، فكانت تواجهه بالحجة والبرهان ، ثم لجأت إلى تصيد أخطاءه ومقابلتها بأخطائها التافهة وعناد زوجها لها فترد له العناد فراجع الزوج نفسه فتغير.
النتيجة : حب يزداد وتعاون وتكاتف رفع من قدر كل منهما نحو الآخر.