منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - أشعر أنني لقمة سائغة .
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-2006, 05:43 PM
  #1
delicieuse
عضو دائم
 الصورة الرمزية delicieuse
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 59
delicieuse غير متصل  
sad2 أشعر أنني لقمة سائغة .

أنا لقمة سائغة ......... إلي يحب يذوق يتفضل

لم أتخيل يوما ان اعرض مشكلتي على صفحات الانترنت بالعكس كنت اكتم همي في صدري لأني اخجل حتى من ان اعترف به لنفسي.
ولكن ضاق صدري بما يحمله وضقت ذرعا بحياتي التي أصبحت حزنا متواصلا لا أجد فيها كتفا ابكي عليه ولا صدرا ارتمي فيه فيحتويني ويخفف عني
أنا فتاة جميلة أو الأصح كنت جميلة وكنت مرحة اجعل الأعناق تستدير كلما مررت في مكان من الأماكن
ولكني كنت أيضا خجولة لا أستطيع أن أواصل محادثة مع أي كان امرأة أو رجل أكثر من بعض الكلمات واجد نفسي أريد الهرب فكانت النساء ترى في ذلك تعاليا عليهن وكان الرجال يرون في ذلك تمنعا وتشجيعا لهم بأن يحاولوا مرة وراء مرة كلما التقوا بي.

في هذه الأثناء تزوجت أخواتي الواحدة تلو الأخرى وكانت علاقتي بأزواجهن علاقة سطحية يادوب أستطيع أن اسلم عليهم واجلس ساكتة، إذا كلمني احد أجيب وإلا فانا في عالمي الخاص لا أحس حتى بمن حولي .

ثم حصلت على الثانوية العامة وذهبت إلى الجامعة وتركت بيت أبي وتوجهت إلى العاصمة وعشت في بيت الطالبات سنتان كنت خلالها اذهب إلى زيارة أختي "منى" التي تعيش قريبا من بيت الطالبات. وكلما ذهبت إليها ألاحظ أنها لا ترحب بي بل بالعكس تكاد تتعمد الإساءة لي بالكلام وفي بعض الأحيان تنهرني لأشياء لم افعلها أو إنني كنت أراها عادية تعودت عليها في حياتي في بيت أبي. ولما خلصت الدراسة الجامعية واشتعلت ذهبت للعيش معها في بيت زوجها وهنا بدأت المأساة. كانت "منى" تطلب مني اذا خلصت شغل وحبيت ارجع البيت قبلها تطلب ان لا ادخل البيت وانتظرها حتى ترجع هي وكنت افعل طبعا وكنت أقول في نفسي "معها حق لا يجب أن أتواجد مع زوج أختي في بيت واحد بمفردنا والأولاد صغار لا يمكن اعتبارهم". لكن لما كانت تذهب لزيارة أهلي مع زوجها كانت تطردني من البيت وتطلب مني البحث عن مكان آخر أنام فيه. وتقول لي : "ابحثي عن مكان تذهبين إليه فنحن سنغيب أسبوع أو اثنين لزيارة الأهل ." حتى لما كنت ابكي وأقول لها ما عنديش مكان أروح له كانت تقول لي هذه مش مشكلتي تدبري أمرك. فكنت اهيم في الشوارع ابحث عن مكان اذهب اليه . في بعض الأحيان اذهب الى احد الاوتيلات الرخيصة وفي بعض الأحيان اذهب عند بعض الفتيات ممن كن يعشن في بيت الطالبات معي وكنت اتحمل ما اراه من فساد يفعلنه في بيوتهن وكثرة أصدقائهن الشباب الذين يأتون بسبب او من دون سبب.
لهذا قررت اكتراء بيت لي أعيش فيه بعيدا عنها حتى يأذن الله لي بان اجد عملا في مدينتنا وانتقل للعيش مع أهلي. وهذا فعلا ما حدث. انتقلت للعيش في بيت ابي بعد ما عانيت المر في العاصمة.

وفي يوم ساءت علاقة أختي سامية والتي تعيش في فرنسا بزوجها وأصبحت الحياة بينهما مستحيلة ولكنها لم تطلب الطلاق بل بقيت معه عدة سنوات من الإهانة والضرب والشتائم وكنت أراها تعود إلى بيتنا في الأجازات والكدمات على وجهها وجسدها تكاد تنطق ولم تكن تحب ان أتدخل في حياتها او حتى أن أخفف عنها وهذا طبعا جعلني استغرب: "لماذا ؟" "لماذا أصبحت سامية تنفر مني كلما ذهبت لزيارتها ولا تريد أن تكلمني إلا كلمات قليلة مؤدبة وكأنني غريبة؟ لماذا تتحاشاني ؟" لم أكن أجد الإجابة ولم يشغلني الموضوع كثيرا" وذات يوم عادت من فرنسا وكأن شيئا لم يحدث وكانت تتكلم مع زوجها باحترام ولم يكونا يتشاجران كعادتهما ففرحت كثيرا ان هداهما الله وجعلها يتفاهمان أخيرا.
وفي يوم ذهبت سامية لزيارة منى في العاصمة وقضاء بضعة ايام عندها. وصادف أنني انا أيضا يجب ان اذهب الى شغلي الأصلي للحصول على وثائق مهمة فعرض علي زوج سامية ان يوصلني لأنه ذاهب أصلا للعاصمة ليعود بزوجته وولده، فطبعا رحبت خاصة ان أمه العجوز ستكون معنا. وفي الطريق كان يتحدث معي عن أشياء لم تخطر في بالي أنها ممكنة. قال انه طلق سامية وهو الآن حر ويستطيع ان يتزوجني ان انا وافقت، وقال انه اخبر أختي منذ كانا مخطوبين انه معجب بي وانه لو رآني أنا الأولى ما كان ليتقدم لخطبتها أبدا. وأنه كان دائما يتشاجر معها لأنه كان دائما يمدحني أمامها ويقارنني بها فكانت هي تغضب لذلك حتى حصل أن تطلقا. ماذا تتخيلون موقفي أنا في تلك اللحظة ؟ ذهلت صعقت انخرست أحسست بالألم الذي عاشت فيه سامية كل هذه السنين أحسست بالغضب منها لأنها لم تخبرني بذلك ولأنها لم تخبر أحدا منا أنها الآن مطلقة انها جعلت هذا الرجل الغريب يدخل بيتنا وكانه واحد منا .
لم اصدق ان الرحلة انتهت لما وصلت العاصمة ولكنه أصر إن يصطحبني ولم أتخلص منه إلا بعد عناء وجهد كبير وذهبت إلى المؤسسة التي كنت اعمل بها وقضيت شؤوني ثم خرجت ويا للهول انه هناك ينتظرني اوصل امه عند اخيه ورجع. لم يكن هناك بد من أن اركب معه ثانية وذهبنا الى بيت منى وما ان دخلنا حتى انهارت سامية وكادت تندب وجهها لما رأتنا ندخل معا وكانت ابنة عمي هناك أيضا فأيقنت أنها أخبرتها بكل شيء وتمنيت ان تنشق الأرض وتبتلعني أحسست اني ارتكبت جريمة لمجرد أنني موجودة في هذه الدنيا. تذكرت كلما طردتني منى من بيتها أحسست كم كانت تخاف على زوجها منى انا خطافة الرجال من زوجاتهم بل خطافة أزواج أخواتي هل يوجد ما هو أدنى وأحقر من هذا الشعور؟. أنا الخجولة التي احترم الجميع واخدم الجميع بعيني قبل يدي .. أنا التي أحرم نفسي من كل شيء حتى يسعد اخواتي .. أنا في الأصل خطافة الرجال وأي رجال .. انا اعطي انطباعا انني لقمة سائغة يسيل لها لعاب المتزوجين .. انا ...
المهم إنني أقفلت فمي وكتمت معرفتي لكل هذه التفاصيل وعدنا إلى بيت أبي وكأن شيئا لم يحدث.
لكن الألم كان يعتصرني ويقطعني فلم استطع النوم لعدة أيام ولم اذهب الى الشغل وكنت اذبل يوما بعد يوم
وفي يوم جاءت ابنة اختي الكبرى وهي ايضا متزوجة وحاولت ان تعرف مني ما أصابني فأخبرتها نصف الحقيقة بان سامية تغار مني على زوجها وانه ربما يطلقها فقالت أنها على علم بكل هذا وان زوجها هي أيضا قال لها لو عرفت خالتك قبلك لكنت تزوجت بها ولكنها لا تغر مني وهي تعرفني جيدا وتعرف أخلاقي. فكانت فعلا القطرة التي أفاضت الكأس ، القشة التي قسمت ظهري نصفين إذا فكل أهلي على علم بهذا وأنا آخر من يعلم ولما واجهت أمي هونت الأمر وقالت ما لكيش دعوة بيهم كل واحد يأخذ نصيبه.

أخذت حاجياتي واشتريت شقة في مدينة لا اعرف فيها أحدا وانتقلت إليها ومنذ ذلك واليوم وأنا أعيش وحيدة كلما تذكرت أهلي بكيت وكلما نسيت أهلي بكيت وكلما فكرت في الزواج بكيت وكلما قررت عدم الزواج بكيت. لم اذهب لزيارتي أخواتي من سنين ولم ادخل بيوتهن من سنين أما أبي وأمي فرغم حزنهم على فراقي وتركي البيت إلا أنهما يخافان على هدم بيوت بناتهم الأخريات لان وجودي في البيت فتنة والأفضل التضحية بحياة واحدة فقط أفضل من التضحية بالجميع.
ويا ليت المصائب تقف عند هذا الحد فرغم بعدي عن أهلي إلا أنني تفاجأت ذات يوم بامرأة تتصل بي وتكيل لي الشتائم وتهددني إن لم ابتعد عن زوجها فستخبر أهلي وما راعني إلا وهي زوجة ابن عمي الذي لم أره منذ سنين دخلت مرة اخرى في حالة هستيرية من البكاء والحزن والإحساس بالظلم ... هل أنا فعلا أشجع الرجال حتى يفتنون بي ؟ أم ان هذا مقتصر على أهلي فقط. لماذا لم أتزوج حتى الآن مادمت أستطيع ان افتن أي رجل حتى إذا كان متزوجا وعنده أولاد حتى إذا كان من اقرب أقربائي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لكنني احمد الله على كل حال فأن أكون مظلومة أفضل من أن أكون ظالمة . وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من ظلمني وكل من جعلني أتخلى عن الحياة وروعتها واركن في ركن مظلم خوفا من ان اكون سببا في تعاسة الآخرين.

__________________

أما والله لو علم الأنام ---- لما خلقوا لما هجعوا وناموا
لقد خلقوا لأمر لو رأته --- عيون قلوبهم تاهوا وهاموا
ممات ثم قبر ثم حشر --- وتوبيخ وأهوال عظام
ليوم الحشر قد عملت رجال --- فصَلَّوْا من مخافته وصاموا
ونحن إذا أمرنا أو نهينا --- كأهل الكهف أيقاظ نيام.