منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اختكم ملاك تطلب النصيحة
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-2004, 03:17 PM
  #10
مهره
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية مهره
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 17,491
مهره غير متصل  
مرحبا ملاك قطر




أشعر بكِ عزيزتي .. لأنني شخصياً مررت بما تمرين به الآن.

مسألة الزواج عندي كانت مسألة حيوية ومصيرية جداً .. لدرجة أنني كنت أستغرب من استسهال البعض وإقبالهم على الزواج هكذا ببساطة!!

كذلك خوفي الكبير من المجهول .. وما يمكن أن أكتشفه في زوجي فيما بعد كان أمراً يزعجني ويرعبني من فكرة الزواج .. لدرجة أنني بالفعل كنت أرتاح نفسياً عندما يفشل أي مشروع زواج لي.

وكذلك أنا مثلكِ .. فحياتي منفتحة وطرق الحرام ـ إن رغبت فيها ـ سهلة ويسيرة لولا خوفي من الله ومن عذابه.



ولكن يا أختي على الإنسان في نفس الوقت أن يفعل ما عليه ثم يترك أمره بعد ذلك لله تعالى.

فأنا مثلاً لم أتسرع مع أيٍّ ممن تقدموا لخطبتي .. صحيح لم أرفض بسبب خوفي .. ولكن خوفي جعلني أكثر دقة وحرصاً في تعاملي مع الأمر .. يعني لم أعتمد مثلاً على الانطباع الأول الذي غالباً ما يكون جيداً، كما لم أقع في شرك عقد القران مع أيِّ منهم ما دمت لا أعرف الشخص جيداً، وكنت أكتفي بالخطبة التي كنت أعرف خلالها بعض طبائع الرجل وتصرفاته .. الحمدلله أن أهلي كانوا ممن يسمحون بالتحدث مع الخاطب والتواصل معه تحت مظلتهم طبعاً .. إضافةً بالطبع وقبل كل شيء استخارة الله تعالى في أمر الزواج من هذا أو ذاك.


وهكذا مرت بي الأيام حتى التقيت أخيراً بمن شعرت برغبة حقيقة وعميقة في البقاء معه .. إضافة إلى تركيزي على معرفة مدى التزامه وأخلاقه وطباعه وسلوكه .... طبعاً لا أريد أن أقول أنني كنت أختبره .. ولكن على الأقل كان واجباً علي أن أنتبه لردود فعله وتصرفاته حتى مع الأمور الصغيرة التي لا ينتبه لها أحد في الغالب، لأنها في النهاية تعبر عن شخصيته التي يفترض أنني سأعيش معها بقية عمري.


أما خوفكِ من الوقوع في الحرام ـ لا قدر الله ـ فأمره كذلك بيدكِ وحدك .. تقربي أكثر من الله .. مارسي السنن والنوافل بجانب الفروض مثلاً، وخصصي مجموعة من أذكار اليوم وأذكار الصباح والمساء لتحفظيها وردديها يومياً فوالله إن لها مفعول السحر إن كانت تخرج من قلب صادق ومؤمن بها فعلاً .. وإياكِ من الصحبة السيئة يا أختي فإنها مفتاح الهلاك ... وصدقيني كانت لي صديقة تزين المعصية وتغلفها بكل غلاف جميل سواء لنفسها أو لغيرها .. ووالله ما ارتحت وهدأت نفسي إلا عندما ابتعدت عنها تماماً، ولا تفكري في صعوبة الأمر فرضا الله أعظم من رضا العباد.



الخلاصة .. افعلي ما يجب عليكِ فعله لضمان الحد الأدنى من الحياة الشخصية والزوجية المستقرة والسعيدة .. ثم توكلي بعد ذلك على الله فبيده كل شيء.




وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه.
__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.