أخي الفاضل ..

ما عساي أن أقول وقد أشعلت كلماتك فتيل الشوق الخامد بداخلي

لبرهة .. عزمت على تناسيه .. وحفظه بين أدراج الزمن

علني أسلو .. ولكن

من تجرع علقم الفــراق .. استحال عليه تلذذ بشهد الحيــاة

وآه ثم آه

لكم أغبطكما .. متى ما اشتقت رؤيتها .. دلفت دارها ..

ومتى احتاجتك .. وجدتك جوارهــا ..

حقــاً .. لا يدرك حجم النعمة .. إلا فاقدهــا .. والحمد لله على كل حال

من أعماق فؤادي .. أدعو الله لكما .. أن يبارك زواجكما .. وأن يجمع بينكما بخير

وأن لا يغير عليكما أبــداً .. وأن يرزقكما ذرية صالحة بها تقــر أعينكما ..

أخي الكريم ..

فقط أوصيك .. نصيحة من أخت لك في الله .. عاشت ما عشت .. وأحست ما أحسست ..

بيد أن جلد الحيــاة .. كان أقــوى وأشــد ..

أوصيك بالتحصين اليومي عقب صلاتي الفجــر والعصــر ..

فوالله ..

إن العين حق ..

ها هو ذا زوجــي .. يقع بسيارته في حفرة عمقها كعمق لحد ..

وأحمد الله .. وأشكر عظيم فضله .. أن لم تصبه سوى رضوض طفيفة ..

هذا ..

ولست أذكر أني نسيت الحصن يوماً ، بيد أن انشغال زوجي قد ينسيه

هل هذا فحسب ما جرى ؟

لا والله ..

فهاهي المشكلات تحيط بنا من كل جانب ..

تتقاذفنا .. ولم يبقَ على زواجنا دهــراً ..

فتارة من هذا .. وأخرى من تلك ..

حتى سأمنا حياة الخطوبة .. والتي هي .. في المتعارف .. شهد الحب ..

ثم ..

انزلق زوجي الغالي .. وجرحت ساقه من الركبة حتى القــدم ..

وهاهو اليوم .. يشكو صداعــاً أرق مضجعه .. وآلام في الكتف والظهر .. حرمت عينه الكرى

كل هذا وأنا .. لست أحكي لأحد عميق حبي ..

مجرد انفعالات حب تطفو على السطح .. وتأبى الغرق ..

أخي الكريم ..

بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخيــر ..

***

أعذب تحية لك ولزوجك