السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس هناك أجمل من الإبداع .. والتعبير عما يختلج داخل صدورنا من مشاعر ملتهبة .. إن قصة غادة تشبه قصة العديد من الفتيات اللواتي يحلمن بالزواج .. وإنها عبارة عن صفحات قد تشفي آلامنا ...
أتمنى أن تشاركوني هذه القصة بجميع فصولها والتي أخذت من وقتي الكثير محاولة تصور جميع الجوانب ووضعها في إطار مرسوم ... أن أعلم أن القصة لاتبدوا للقارئ ذات طابع إسلامي وتبدوا غير مفهومة في بعض الأحيان والغموض يكتنف بعض جوانبها ولكنها أول محاولة لي في كتابة رواية وأدت مشاركتكم حتى تساعدوني ... وتنبهوني لأخطائي ولكن القصة لن أكتبها كاملة وماذا حدث لغادة ... سأحاول أن أرى ماانطباعكم المبدأي عنها.. وبعدها سأكمل ..
.................................................. .................................................. .................................................. ..................
[
FONT="System"](( الفصل الأول ))
29/12/1425
"ياإلهي من يصدق أننا على أعتاب سنة جديدة "...... كانت غادة تتحدث مع والدتها التي غطى الحزن ملامحها على ابنتها التي قاربت على مشارف الثلاثين ولم تتزوج بعد ...
"امي ماذا بك ؟ لما أنتي حزينة ؟"...
" إنني حزينة عليكي ياابنتي , لماذا لم تتزوجي إلى الآن ؟ ليس هناك شئ ينقصك وابنة خالتك منى ستتزوج وهي لم تكمل التاسعة عشر من عمرها "
ابتسمت غادة في وجه أمها وتوجهت إليها وهي ضاحكة
" أمي أمي أمي لاتحزني فكل إنسان مقدر نصيبه في الحياة وكل مافي الأمر أنني أنتظر نصيبي , ياحبيبتي لاتيأسي من رحمة الله , هيا ابتسمي , هل أحضر لك بعض القهوة ياأمي ؟... "
توجهت غادة إلى المطبخ وكلها حزن والعبرة تخنقها فهي تعلم مدى حزن أمها وتتمنى أن ترى ابنتها عروسا ككل الفتيات فهذا يوم تظل الأم تحلم به منذ اللحظة التي ترزق بطفلة جميلة
" آه .." خرجت من أعماقها حزينة .. بعد أن تأكدت من أن أمها قد ذهبت لتأخذ قسطا من الراحة ...
" أمي تفضلي ... إذا احتجتي شيئا أخبريني "
توجهت غادة إلى غرفتها وارتمت على سريرها والدموع تغرق عينيها .. بعد عدة دقائق أخرجت خلالها غادة أحزانها اتجهت ناحية المرآة لتنظر إلى نفسها ..
" بعد غد سيكون يوم ميلادي .. سأصبح في الثلاثين من عمري , لم يعد للأفراح طعم بالنسبة لي فأنا لم أتزوج بالرغم من الإنجازات التي حققتها في حياتي .. تخرجت من الثانوية بامتياز وحصلت على الشهادة الجامعية .. وها أنا أعمل في وظيفة جيدة .. ولدي كل ما أحلم به إلا الزواج ... هذا هو الإنجاز الوحيد الذي لم أتمكن منه بعد "....
كانت غادة تتكلم مع نفسها وتنظر إلى ملامح وجهها الذي تغير كثيرا وماعاد يبدوا كأنه في العشرين
.................................................. .................................................. .................................................. ....................
10/ 1 /1426
" هيا ياأمي سنتأخر .. من المفترض أن نكون أول الحضور لاتنسي بان العروس تكون ابنة أختك ."...
ركبت غادة مع أمها السيارة وطوال الطريق لم تتحدثا ولم تحاولا ذلك .. فقد كان الجو مشحونا بسبب هذا الزفاف ...
" مساء الخير .. خالتي "
" غادة ياعزيزتي أخيرا وصلتي كنت أنتظرك .. لقد أقلقتني عليكي .. أين هي أمك ؟ "
" إنها هناك "
يا إلهي مابها حزينة هل حصل شئ في المنزل ؟ "
"لا إنها بخير كل مافي الأمر أنها تشعر بصداع خفيف "
" حسنا .. سأذهب إليها وأنتي اذهبي إلى منى وساعديها لتجهز نفسها "
إن من ينظر إليها يستطيع أن يبدي إعجابه بالثقة التي تبدوا عليها .. توجهت غادة نحو الغرفة التي بها منى فعلى الرغم من الثقة بنفسها التي تبدوا عليها إلا أنها بداخلها بركان خامد من الممكن أن ينفجر في أي لحظة ...
" منى هل أستطيع الدخول أنا غادة "
"نعم تفضلي "
دخلت غادة إلى الغرفة والابتسامة تعلو وجهها فرحا بابنة خالتها
" مبروك عليكي "
"شكرا .. "
كانت منى فتاة جميلة الملامح تبلغ من العمر 19 عاما ... تقدم لها شاب خلوق وكان والده صديقا لوالدها ... يعمل في شركة مرموقة ... إن منى لاتزال براءة الطفولة مرسومة عليها وكان تفكيرها تفكير مراهقة إلا ان والديها أحبا ان يزوجاها مبكرا فرحا بابنتهما الوحيدة ...
" منى عزيزتي تبدين جميلة جدا "
ابتسمت منى والخجل يبدوا عليها
" أتمنى لكي التوفيق ياغادة وأتمنى أن نحضر عرسك قريبا ... هل الجميع هنا ؟" سألت منى
" نعم وهم بانتظارك أيتها العروس "
خرجت غادة من الغرفة مسرعة لأنها لم تستطع تمالك نفسها من الحزن ... هي تعلم أن منى لاذنب لها وهي تحبها كأخت صغرى لها ... ولكن مابيدها حيلة فهي مجبرة على أن تشعر بالحزن ...
فطوال السهرة لم تتحدث غادة مع أحد وكانت تجلس لوحدها ولم تشارك الناس فرحتهم .. كانت أحلام اليقظة تداعب خيالاتها وتحلم بأن الليلة ليلتها
.................................................. .................................................. .................................................. ......................
11/1/1426
"آه ..إني متعبة " قالت غادة
"متعبة ؟ ليلة البارحة كان الجمود واضح عليك .. حتى ان خالتك لاحظت شرودك .. "
" أمي من المفترض أن تقولي صباح الخير لماذا تتحدثين معي هكذا ؟لم يحدث شئ ليلة البارحة كل مافي الموضوع أني كنت متعبة من أثر السهر والحركة المجهدة طوال الليل "
اتجهت غادة ناحية غرفتها لكي تبدأ حزنها من جديد .. وما أن دخلت الغرفة حتى أمسكت بمخدتها الوردية وغطت وجهها وأخذت تصرخ ..
إنها تصرخ بسبب الوحدة .. تصرخ من الألم والقهر .. تصرخ لأن انتظارها طال .. فالكل ينظر إليها نظرة شفقة وحزن بالرغم من أنها تحاول جاهدة أن تكون سعيدة ...
" أين أنت ؟ لماذا تأخرت ؟.. إني أنتظرك بشوق وحب وكبير ... أنا أعلم أن الحياة ليست مقتصرة على الزواج ولكن الخيالات لاتفارقني .. وأمي غاضبة مني وأنا لاذنب لي ... فأخوتي الثلاثة سافروا للدراسة والعمل .. وأختي تزوجت منذ 3 سنوات وهي تصغرني بعامين .. أرجوك لاتعذبني فأنا سأظل بانتظارك العمر كله "
كانت غادة تتخيل نفسها تتحدث مع زوج المستقبل ...
.................................................. .................................................. .................................................. ...................
ادعوا لي ولباقي الاخوات بالزوج الصالح ....
[/FONT]