المصارحة .. المكاشفة ..

مترادفات .. اعتدنا رؤيتها في عالم الحياة الزوجية

لست أقصد مسمى المنتدى بالطبع

بل أقصد عالم الحياة الزوجية عموماً

غالباً ما نرى مقبلاً أو مقبلة على الزواج

بادئ ما ننصح به .. كوني صريحة .. كن عفوياً .. و .. خليك على طبيعتك

تمر النصيحة على أعيننا .. أسماعنا .. قلوبنا

ولكن

هل مرت على عقولنا حقاً ؟

تأملوا معي :

فتاة تزوجت .. عانت الأمرين .. فزوجها غير مبالٍ بها .. هو في وادٍ وهي في وادٍ آخر .. فهو إما

قابع أمام حاسوبه .. أو مسمر عينيه في شاشة التلفاز .. تبكي بصمت .. تتألم بخرس ..

الطامة الكبرى :

نفتح قلب الزوجة فنجدها تشكو .. زوجي لا يهتم بي .. زوجي لا يشعر بما أعاني .. ضحيت من

أجله ومازلت أضحي بالكثير .. والنتيجة .. لا شئ

نفتح قلب الزوج : زوجتي لا تشاركني اهتماماتي .. زوجتي تحيا بعيدة عني .. ضحيت من أجلها

بالكثير ..

***

قلتُ لإحدى الأخوات ذات مرة ..

تدخل المعلمة الفصل ، تشرح الدرس ، تسأل التمليذات .. مفهوم ؟ فيه سؤال ؟

تسأل إحداهن ، تصمت البقية ، تخرج من الفصل ، وقد أدت مهمتها على أكمل وجه ، فجل التلميذات للدرس قد وعين

***

تدخل الدكتورة القاعة ، تلقي المحاضرة ، تسهب في كلامها ، تنهي حديثها و .. تهم بالرحيــل

تنقسم الطالبات هنا إلى :

1. طالبة علم نالت لقبها بجدارة ، فسألت ، حاورت ، ناقشت ، لم تترك هفوة إلا واستغلتها

2. أخرى ، ربما كانت طالبة علم منعها خجلها المذموم

أو طالبة علم ، ما عرفت من الاسم سوى حروفه

فتصمت ، وبداء الخرس تصاب ، لغاية في نفس يعقوب !!

***

الرجال كهيئة التعليم هنا ، مع فارق التشبيه

فهو قد يكون ..

1. رجلاً حنوناً حساساً عاطفياً معطاءاً ، يعي حقوقه كما يدرك واجباته

فمتى ما نال من زوجه حقوقه ، تلمس واجباته وسعى لإتمامها

2. رجلاً جاهلاً ، قد يكون عامداً ، وقد يكون ساهياً

فهو لا يعرف من الحياة الزوجية سوى حقوقه !!

نخطأ كثيراً حين نعامل الرجل الثاني ، بناء على تفكير وإحساس الأول ..

ونحن معه كما الطالبة مع الدكتورة أو الأستاذة المحاضرة

فإما أن نستفهم و ( نطالب بحقوقنا )

وإما أن نصمت و ( تتبعثر حقوقنا )

و للأسف ..

لا يملك الرجل الثاني إحساس الأول

ليقدر تضحيات المرأة وتنازلاتها .. !!

***

الزواج .. تآلف .. تناغم .. انسجام

هو سيمفونية عذبة .. فيها تتوه المشاعر .. تتبعثر الأحاسيس

بين فضاءات المحبة .. !!

الزواج ..

ارتقاء روحي ، سمو وجداني ، معه تتقزم الماديات ، وتندثر المثاليات

كما لا تجد الكبرياء لها مكاناً يسعها بين بريق الحب الأخاذ !!

حبيبتي ..

انسي ..

فإن عجزتِ .. فتناسي

أمراً فُطرت عليه النساء

وهو .. الكبريــاء !!

مع عوام الناس .. تسلحي بالقوة والشجاعة و العنفوان

ومع توأم روحك .. شرعي الأبواب ولتلج المشاعر دونما استئذان

معه ( كوني على طبيعتك )

وإياك وأن تعتلي خشبة مسرح الحياة

فلست أراك تجيدين التمثيل

وإن أتقتنه إلى حين

هناك خلف الكواليس نراك تصرخين

بصمت .. تتألمين

والجمهور ؟

هل درى بحالك .. وبمآلك هم عالمين ؟

فذاك الجمهور زوجك .. اصرخي به .. أعلميه

أنه الحب لك .. والحبيب

أنه الأول .. والأخير

وأنك ..

مهما تظاهرت .. ففي حقيقة أمرك تضعفين

أمامه تتقهرين ..

فأنوثتك تأبى إلا أمام رجولته أن تسفر

فتقبل ولا تدبر

فإن الصمت أمامه التزمتِ .. وهو لك الماء والهواء .. فبالله عليك .. لمن ستبوحين ؟

والدة .. أخت .. والد .. أخ .. صديقة .. ( صديق ؟؟؟؟؟ )

وإن كان ..

فمن الأولى ؟

ومن لاحتياجاتك أوعــى ؟

تداركي النفس قبل هوانها .. واسعي قبل أن يحين أوانها

فذاك حال من أرادت السعادة .. وللهناء .. أغلى الأثمان .. أرخصتها .. !!

انتهى


***

ونصحت أخرى ذات يوم بأن :

الكبت يولد الانفجار

وفاقد الشئ لا يعطيه

فمتى ما أردت النجاح بعلاقتك الزوجية

لزمك أولاً أن تريحي نفسك عبر مصارحة زوجك

ومن ثم تريحي زوجك

فالمتعب .. لا يتمكن من المسير !!


***

كما كان من مجمل حديثي ذات مرة :

إن صبرتِ اليوم على سوء تصرف من زوجك لا يوافقك وبإمكانك مصارحته إلا أنك صمتِ تضحية في نظرك ، وسلبية في

واقع الأمر

فإنك بذا تزرعين بذرة الحقد في بيداء قلبك

فإن تجاهلت تصرفاً منه آخراً ، وكان بوسعك البوح

رويت البذرة

حتى تغدو شجرة سامقة

وذات يوم

ستطيح تلك الشجرة .. ببتلات الحب

ولن تلبث أن تقتلها !!


***

الزوجة الذكية هي من عرفت الفرق بين صبر الزوجة وتضحيتها

وبين سلبية الزوجة

فالأولى محمودة عند الرجل

والثانية يمقت وجودها بزوجته

فهي سبيل تصدع بناء الحياة الزوجية !!

***

ذروة الحب ..

أن تعتبر حبيبك .. لك صديقاً بمعنى الكلمة .. له تفتح أسوار قلبك .. وتشكو منه .. له .. فتصطلحا .. !!

***

فاصلة ..

من الصعب أن يرى المرء منا نفسه في قمة التضحية من أجل الآخر .. بينما يراه الآخر في قمة التقصير .. والسبب سوء

فهم ناجم عن داء صمت ممقوت .. !!


***

همسة ..

تتذمر بعض النساء من كونها أكثر الطرفين تضحية .. وأكثر الطرفين بحثاً عن الحلول .. وماذاك والله في حقيقة الأمر

سوى زيادة شرف لنا .. وإمعاناً في أجرنا .. ثم .. ألا نراعي مكابدة الرجل خارج المنزل .. وبحثه اليائس أحياناً عن الجو

الهادئ في منزله .. أفنستكثر عليه توفيره .. وهو ما قاسى ما قاساه إلا من أجلنا ؟؟ !!


***


أخيراً ..

سؤال للجميع موجهاً ..

ما مفهوم المصارحة بين الزوجين ؟

ما معنى التضحية من أجل الآخر .. ومتى تكون التضحية ؟

***

و لكم جميعاً

دمتم بود .. ولا غنى لي عن تعقيباتكم .. آمل أن تجد الفكرة طريقاً لها لتعبر نحو قلوبكم

بانتظاركم